الأحزاب الجديدة تبدأ حياتها " بالنصب " .. وطالب البعض منها بتخصيص جزء من أموال الزكاة لتأسيسها على اعتبار أن هذه الأحزاب تدخل في نطاق الشأن العام في المجتمع وضمن فئة «وفي سبيل الله». وطالب عدد كبير من الأحزاب السياسية تحت التأسيس بدعمهم ماديا من أموال الزكاة، بعد قيام المجلس العسكري الذي يتولى إدارة شؤون البلاد عقب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، بوضع شروط صعبة على الأحزاب الجديدة، أبرزها إلغاء الدعم المالي عنها.. وقال إبراهيم سعيد، أحد مؤسسي حزب «الأمة الجديد» (تحت التأسيس): «مطالبات الأحزاب الجديدة بدعمها من أموال الزكاة، نظرا لأنها سوف تخدم جميع المسلمين، وإنه سيتم إنشاؤها لتبني مصر، مما يدخل هذه الأحزاب تحت فئة (وفي سبيل الله) حسب نص الآية الكريمة، التي حددت ثمانية أنواع للحصول على الزكاة»، لافتا إلى أن «فكرة دعم الأحزاب بأموال الزكاة قد تتيح فرصة كبيرة لتحقيق زيادة في أموال الزكاة وفي إثراء الحياة السياسية نتيجة تعدد الأحزاب، ولن تضر أبدا بمصلحة الفقراء والمساكين». استندوا لفتوي مشبوهة للمفكر جمال البنا التي تفتح الباب نحو الفساد الجديد .. والتي قال فيها بأنه إذا كانت النية متجهة إلى أن هذه الأحزاب الجديدة تكون في خدمة الشرع ونفع الأمة، فمن الجائز دعم هذه الأحزاب الجديدة بأموال الزكاة، لكن إذا اختلط بهذا الغرض فكرة مادية نفعية فلا يجوز دعمها من أموال الزكاة أكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، على أن تمويل الأحزاب من أموال الزكاة على اعتبار أنها من التيارات العامة في المجتمع، فمع وجاهة هذا التصور من الأحزاب الجديدة، إلا أن توزيع أموال الزكاة طبقا للمصارف الثمانية المنصوص عليها في القرآن الكريم وطبقا لحاجات المجتمع يجب أن يتم تقديمها على حاجة الأحزاب للدعم، مضيفا أن «أموال الزكاة التي تمثل فريضة لا يستطيع الفقيه أن يحملها بإنشاء الأحزاب السياسية أو دعمها، وأن دعم الأحزاب يمكن أن يكون صدقة بعيدا عن الزكاة». وأوضح قطب أن جماعة الإخوان المسلمين لهم منهجهم الخاص في أوجه الصرف، فهم لا يحصلون على أموال من الخارج، ولا توزع أموالهم خارج تنظيماتها.