بحث اليوم المرشدون السياحيون أمور كثيرة أهمها وقفة اعتصامية لصرف التعويضات التي كان النقيب قد وعد بها أثناء سريان الحكومة السابقة بقيادة رئيس الوزراء أحمد شفيق. و قد رحبوا بالاعتصام السلمي المنظم كخيار رئيسي للحصول على ما قد وعد به كل من نقيب المرشدين السيد/ محمد غريب و السيد وزير المالية السابق و السيد وزير السياحة الحالي، و هو ما جاء صراحةً في اجتماعات النقيب مع وزير المالية السابق و الذي تعهد بدفع تعويضًا ماديًّا قدره ألفين جنيه عن شهري يناير و فبراير الماضيين. و هما الشهران الوحيدان اللذان يعمل بهما المرشدون السياحيون في السنة كلها باعتبار السياحة موسمية في مصر و المهن القائمة عليها كذلك غير مستقرة. جاء هذا بعد أن زادت الأمور بهم سوءًا و تضرر الجميع من بينهم حديثو الزواج و الذين لا يجدُ البعضُ منهم الآن ما يُنفق به على أسرته. و قد عبَّر الجميع عن استيائهم البالغ من النظرة المبالغ فيها و الصورة الخاطئة التي يشوه بها الإعلام المصري صورة المرشد السياحي على نحو ما جاء في مسلسلات رمضانية اجتذبت قطاعات عريضة من الشعب لإظهارهم بمظهرٍ يختلفُ جوهريًّا عما يحدث في الواقع. كذلك عبر بعضهم عن استيائه البالغ من تناقل قناة فضائية ببرنامجها الذي شوه سمعة المرشد السياحي الشاب بعرضه لسيادة وكيل النقابة أثناء طرحه بعض الأسئلة على الطلبة حديثي التخرج مما جعل المذيع و ضيفه يسخرون بشكلٍ يُحَقِّر من شأن شباب المرشدين الواعدين الذين يسعون بشتى السبل للحصول على كسبٍ يليق بمكانتهم و ثقافتهم و تعليمهم بعيدًا عن الطرق الملتوية التي قد تدفعهم إليها بعض سياسات الشركات السياحية. و في مقارنةٍ واضحة بين ما يحصلُ عليه أغلب مرشدي السياحة العالميين و على رأسهم المرشد التركي الذي يتقاضى مئة و خمسين يورو نظير قيامه بنفس العمل رغم الفارق الشديد في الإمكانات التي توفرها له الأجهزة المختصة لديه و رغم الفارق الكبير بين حضارة الفراعنة و الفرس و اليونان و الرومان و مختلف الثقافات التي يقوم المرشد المصري بإطلاع السائح الأجنبي عليها أثناء جولاته في مصر من أقصاها لأدناها، نجد أجر المرشد السياحي المصري الذي أقرته وزارة السياحة في عام 2002 هو مئة و ثلاثين جنيهًا لقاء الجولة الواحدة و هو ما لا يحصلُ عليه الكثير من المرشدين من أغلب الشركات. و قد قام الكثير من المرشدين بالتوجه إلى النقابة منذ هذا القرار لمحاولة الضغط على الشركات لتفعيله و لكن دون جدوى. جدير بالذكر أن أكثر المرشدين يتعرضون لحوادث طرق خطيرة و قد عبروا عن شكواهم من نظام التأمينات الذي تتغافله أغلب الشركات السياحية عند التعامل معهم بنظام اليوم الواحد.و كذلك نظام التأمين الصحي الذي لا يعطي تغطية جادة علاجيًّا و طبيًّا. و قال الكثيرُ منهم إن الوقفة الاعتصامية لن تعطل سير أي عمل و لن يكون من ورائها أي هدف سوى الحصول على المطالب التي طالبوا بها مرارًا و تكرارًا. و في ظل الوعود التي انهمرت على المرشدين و التي علقتها النقابة على دفع قيمة الاشتراكات السنوية و دفع قيمة غرامة عدم المشاركة في انتخابات النقابة السابقة، يسأل المرشدون لماذا تعطل صرف التعويضات و لماذا يتم التماطل في إعطائها في وقتها و الذي أُعلن منذ أكثر من أسبوعين رغم ما يتضارب من أقوالٍ عن صرف وزارة المالية قيمة التعويضات للنقابة؟ و قد أُختير يوم الثلاثاء القادم كيوم للتعبير عن هذا المطلب الملح بجانب المطالب الأخرى في سياقٍ حضاريٍ منظم.