بقلم محمد غالية على عكس كل التوقعات ما إن أعلن اللواء عمر سليمان تنحى الرئيس مبارك ، وتولى المجس العسكرى شئون البلاد ، حتى بدأت الثورة الأكبر ، فثورة الخامس والعشرون من يناير كانت بداية لثورة كبرى ، ثورة ينبغى ان يتيغير فيها الشعب ، ليستحقوا وبحق حاكم أفضل ، ففى وقت طغى فيه الفساد على كل شرائح المجتمع بلا استثناء من أصغر موظف وحتى الرئيس نفسه ، أصبحت الحاجة ملحة الاّن إلى تغيير الشعب ، وبكل تأكيد لن يرحل الشعب كما رحل الرئيس ، ولكن التغيير الذى نقصده تغيير داخلى بالدرجة الأولى ، تغير ورقى بالأخلاق ، ومعرفة واجباتك وتطبيقها كما تطالب بحقوقك ، فلا تطالب بحقك قبل أن تؤدى واجبك ، إن الشعب سيغير نفسه بنفسه لايحتاج لشعب أخر كى يطالب بتغييره ، فلا بد أن يعلّم الأساتذة والمعلمات أبنائنا على الحب والمثل والقيّم التى افتقدناها وأن المعاملات الطيبه هى ما تدوم ، وأن نحب ما نعمل ، لا يقوم العلم كله على الضرب ، ولابد أن يتغير أساتذة الجامعات فيكفون عن استخدامهم للوساطة وتعيين أبنائهم وترك المتفوقين الذين يستحقون تلك المكانه ، وهكذا ستمر على كافة المستويات العلمية ، والوظائف والوزارات وستجدها كلها مليئة بالفساد ، فهذه السلوكيات تحتاج إلى رقى وعلم وفهم لمعنى وطن وبلد ، والكفاءة وأن كل مكان له رجله الذى سيبدع فيه . ولن ننسى أن هناك الكثير ممن لا يحاولون التغيير ؛فيستغلون نجاح الثورة فى أغراض دنيئة مثل من يبنون على الأراضى الزراعية ويستغلون غياب الأمن والردع ، وكذلك من يستغلون تلك الفوضى فى الإعتداء على بعضهم البعض ويرون هذا الوقت مناسب لتصفية الحسابات فأنت تستطيع الأن ان تقتل وتضرب وتسرق ولن يحاكمك أحد ، وسترى من يبحثون عن الكيف الأن فالمخدرات متاحة ولن يتكلم معك أحد ، ومن الناس من يستغل كره الناس مع الشرطة الأن ليستغلوها لتصفية حسابات قديمة مع ظباط شرطة محتمين بالناس وكرههم لهم ، وستبصر أيضا فى موجات الفوضى أناس تفشى فيهم وبداخلهم الوساطة والفوضى ، وستبصر موظفون وعمال اعتادوا النوم فى العسل وترك الشغل ولا زالوا يضعون شعار ( فوت علينا بكرة ياسيد ) ، إن الحياة بعد الثورة ليست وردية كما يعتقد الكثير ، وإنما مافعلته الثورة هى أن وضعت أقدامنا على الطريق الصحيح وعلى الجميع ان يختار بين أن يستمر فيه أو تتغلبه السلوكيات القديمة فيعود إلى سابق عهده ويرفض التغيير ، وستبصر أيضا أناس يملأهم الفساد ولكنهم يمشون مع الجماهير ، فهم بالأمس كانوا يفسدون حفاظا على مكانتهم ووظائفهم وهم اليوم يسهلون كل شىء حفاظا أيضا على وظائفهم ، فهم يلعبون على كل الوجوه ، وهؤلاء أيضا ينبغى أن يصيبهم التغيير الحقيقى ، أن يفعلوا هذا مراعاة لضمائرهم وليس خوفا من الناس . إن طريق الإصلاح لازال طويلا ، يحتاج إلى سنوات ، وتكاتف شباب الثورة للنهوض بثقافة المواطن البسيط الذى لا يشغله سوى راتبه الشهرى والتأمين الإجتماعى والتموين الشهرى ، فأحلامه أبسط من ان يرى رئيسا عادلا ، فهو يريد ان يعيش وفقط ، ينبغى ان يتكاتف الجميع لتثقيف الشعب والناس سياسيا وإجتماعيا وأن يعرف الجميع دوره وأولوياته ، فإن تركنا الحال ومشينا وراء نغمة ان الشعب تغير بالفعل فربما نصد لنجد فى انتخابات مجلس الشعب القادمة تجار مخدرات ورجال أعمال مشبوهين ، بل ربما كانت الصدمة اكبر ووجدنا عدد لا بأس به للحزب الوطنى سواء بإسمه القديم أو مستقلين أو مستترين خلف اى اتجاه او حزب ، لنكون منطقيين ونعترف ان الشريحة العامة استوطن فيها الكثير من الأمراض ينبغى ان نتخلص منها جميعا ، لنستحق بالفعل رئيسا يحكم فينا بالعدل وبمنتهى المساواة وحتى لا نضطر كل شهر أن نقف وقفة فى التحرير ليعزل وزيرا ما أو محافظا ما ، فستكون المهمة ساعتها أسهل بكثير ، ومن يشطط عن تلك التغيرات فليردع إذا بقوة القانون . تحيا مصر