بقلم عمرو عمار كانت بداية القناة بتوظيف الكادر المؤهل من الفرع العربي لقناة بى بى سى الأخبارية البريطانية في لندن بعد إلغاءها عام 1996 هل هى صدفه ان يلغى القسم العربى بالاذاعه البريطانيه ليتوفر للجزيرة الطاقم البشرى الذى تبدأ به ام ان كل ما حدث هو مجرد تغيير للاسم ؟؟؟ اولا : ظهرت قناه الجزيرة كقناه اخباريه عملاقه بامكانياتها الماديه الهائله ( مراسلون فى كل مكان فى العالم ينقلون الحدث على الهواء مباشرة ويتقاضون مرتبات خياليه ومعدى برامج ومذيعين على مستوى حرفى كبير يتقاضون ايضا مرتبات كبيرة جدا ونخبه من الضيوف من صفوة المتحدثين فى العالم والذين يتقاضون مبالغ طائله مقابل كلماتهم ) وهنا اتساءل هى قناه اخباريه يندر فيها الاعلانات مما يطرح سؤالا ملحا اذا كانت الجزيرة بدون اى مصدر للدخل فمن اين تنفق هذه المبالغ الطائله التى يتطلبها ظهورها وهذه التغطيه المباشرة للاحداث فى كل العالم ؟؟؟؟؟؟ اتفهم ان يقيم صاحب قناه الجزيرة القناه كعمل استثمارى ولكن واقع انها قناه اخباريه بدون اى مصدر للدخل من نتاج عملها ينفى ان يكون الهدف هو الاستثمار اتصور ايضا ان يقيمها وينفق على انشائها لتقدم خدمه اخباريه يرى ان الامه العربيه فى حاجه اليها ولكن المنطق ان تقوم القناه بامواله ثم تنفق على نفسها من دخلها من الاعلانات ولكن واقع عدم وجود اعلانات بقناه الجزيرة بحجم حقيقى يؤكد ان الرجل اقام القناه الاخباريه وفى يقينه انه سيستمر فى الانفاق عليها !!!! فلماذا يكلف الرجل نفسه كل هذه المبالغ الطائله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثانيا : اذا نظرنا الى الرجل عن قرب نرى انه حاكم دوله قطر الشقيقه وقطر ليست دوله بتروليه ثريه مثل السعوديه او الكويت لتتحمل كل هذا الانفاق الخرافى بدون اى هدف والرجل له علاقات قويه جدا بامريكا وهو واحد من افضل اصدقائها وحلفائها فى المنطقه وقد تجسدت هذه الصداقه فى اقامه اكبر قاعدة عسكريه امريكيه فى المنطقه فى قطر والرجل لم ينكر ابدا علاقته القويه باسرائيل والتى جعلته يقيم مكتب للتمثيل التجارى لاسرائيل فى قطر بدون اى مبرر وله تقريبا زيارات سنويه لاسرائيل كما قرأنا فهل ينفق الرجل كل هذه الاموال ليقيم وينشىء قناه اخباريه يمكن ان تعمل بحق ضد حلفاؤه واصدقاؤه فى واشنطن وتل ابيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سؤال اتمنى ان نفكر فيه ثالثا : لا يمكن باى حال من الاحوال ان يدعى انسان ان صاحب قناه الجزيرة يؤمن بحريه الكلمه وحريه الاعلام وانه كلف نفسه كل هذا الانفاق لخدمه حريه الكلمه فالرجل لا يختلف عن اى حاكم عربى فى استبداده والكلمه الحرة الوحيدة التى يؤمن بها هى كلمه نفاق تضيف اليه ما ليس فيه او كلمه كاذبه تنفى عنه ما هو فيه واتصور ان وضع حريه الكلمه فى قطر وحريه الاعلام فى قطر اوضح من ان ينخدع احد فيه رابعا : بما ان قناه الجزيرة قناه قطريه اقامها حاكم قطر وينفق علها باموال قطر فالمنطق ان يكون الشأن القطرى على قمه اولويات قناه الجزيرة ولكن منذ نشأة قناه الجزيرة لم يحدث ان تعرضت فى ايا من برامجها الى ما يحدث فى قطر موقف غريب حقا فهل هو ناتج عن ان القائمين على قناه الجزيرة يرون ان دوله قطر اصغر واضأل من ان يهتم بها متابعى برامج الجزيرة ؟؟؟ ام ان قطر تحولت الى جنه حقيقيه على الارض ولا يوجد بها مشاكل تحتاج الى ان تلقى عليها قناه الجزيرة الاضواء ؟؟؟ خامسا : وهنا يثور سؤال منطقى اذا كان امير قطر قد اقام قناه الجزيرة ليست كمشروع استثمارى لكسب المال وليس انتصارا لحريه الكلمه وحريه الاعلام وليس لنقل وجهه النظر العربيه الى الاخرين من غير العرب وليس للدفاع عن الحقوق العربيه امام غير العرب وبالتأكيد ليس لخوض الصراع الاعلامى ضد امريكا واسرائيل فعلاقه حاكم قطر بامريكا واسرائيل تجعل ذلك فرضا غير منطقى وغير عقلانى فلماذا اقامت قطر قناه الجزيرة ؟؟؟ ولمصلحه من تعمل هذه القناه ؟؟؟ اذا اردنا ان نعرف لمصلحه من تعمل قناه الجزيرة فيجب ان نلقى نظرة على الخط العام الذى انتهجته قناه الجزيرة منذ ظهورها اولا : كسر الرفض الاعلامى العربى للتطبيع مع اسرائيل فلا توجد امه فى العالم تسمح لاعدائها بالتواجد فى اعلامها ومخاطبه شعبها ولكن الجزيرة فعلتها فقد كان هناك اجماع من كل وسائل الاعلام العربيه برفض التطبيع مع اسرائيل ورفض استضافه اى اسرائيلى فى وسائل الاعلام العربيه حتى جاءت الجزيرة التى دأبت منذ ظهورها على فتح برامجها للمسئولين والصحفيين والساسه وقادة الجيش الاسرائيليين ليبرروا جرائمهم للمواطن العربى وينشروا اكاذيبهم بطريقه محترفه ومعدة بدقه ودائما تكون الاسئله معدة بطريقه واسلوب يتيح للمتحدث الاسرائيلى ان يظهر بمظهر البراءه والانسانيه ثانيا: السعى لتفجير الصراعات بين الدول العربيه تميزت قناه الجزيرة باهتمامها الكبير بنقاط الخلاف بين الدول العربيه فلا تكاد تظهر بوادر اى خلاف بين دولتين عربيتين حتى تنفرد الجزيرة بتغطيه اعلاميه كبيرة لهذا الخلاف وتنتقى نوعيه من الضيوف من طرفى الخلاف تتميز بتطرفها فى الموقف وعلى الهواء مباشرة تزداد نيران ذلك الخلاف حتى يتحول الى معركه اعلاميه تبث على الهواء مباشرة لتزيد من حدة ذلك الخلاف حتى يتحول الى خصومه وكأن الهدف ليس مجرد متابعه الحدث بل المشاركه فى صنعه ( باختيار نوعيه الضيوف من طرفى الخلاف ) لترسيخ العداء بين الدول العربيه كلنا نتذكر جيدا ذلك الخلاف الذى حدث بين ولى العهد السعودى والرئيس الليبى والذى ادت طريقه تغطيه قناه الجزيرة له الى تحوله الى معركه وخصومه بين ليبيا والسعوديه ثم كان الخلاف بين فتح وحماس وفتحت الجزيرة ابوابها لنوعيه منتقاه من المتحدثين من فتح وحماس ليشتعل الموقف ويصل الى حد القتال الدموى بين ابناء الوطن الواحد ومع التغطيه المستمرة للجزيرة على الهواء مباشرة وصلنا الى حد القطيعه بين فتح وحماس ثم انتقلت الجزيرة الى خطوة جديدة بفتح ابوابها لنوعيه مختارة ايضا من طرفى الخلاف لتنطلق اتهامات الخيانه والعماله لاسرائيل وايران وسوريا وهو ما اساء كثيرا لكل ابناء فلسطين ثالثا : محاوله تفجير الدول العربيه من الداخل تميزت قناه الجزيرة بالقاء الاضواء وتركيزها على الاخطاء والمشاكل والصراعات الداخليه فى الدول العربيه ( طبعا مع استثناء قطر بصورة مطلقه ) ثم انتقاء ضيوف يزيدون من تضخيم هذه الاخطاء والمشاكل ويشعلون نيران الصراع بصورة يظهر منها ان الهدف ليس مجرد لفت الانتباه الى هذه الاخطاء لمواجهتها بل الهدف هو تفجير تلك الصراعات داخل الدوله العربيه لتتحول الى حرب اهليه تمزق تلك الدوله وكان من اوضح الادله على ذلك ما هو مكتوب فى موقع قناه الجزيرة الوثائقيه حيث جاء به بالنص ما الذي نبحث عنه؟ إننا نبحث عن موضوعات تكشف قضايا معقدة وتعبر عن وجهات نظر نادرا ما يتم طرحها أو تناولها. ) ( اذا نظرنا بدقه الى نوعيه تلك الافلام الوثائقيه التى تشجع الجزيرة على انتاجها سنجد انها افلام تناقش قضيه الاقليات فى العالم العربى بهدف وحيد وهو اشعال النيران داخل الدول العربيه بنوعيه ما تذيعه من معلومات منتقاه وعرضها بطرق تشعل بها النيران وقد قامت الجزيرة بجهد كبير فى زيادة اشعال النيران بمشكله البربر فى المغرب العربى وقامت بجهد كبير فى زيادة اشعال النيران فى الجنوب السودانى وقامت بجهد كبير لمحاوله اشعال نيران الفتنه فى مصر بين المسلمين والمسيحيين وقامت بجهد كبير فى محاوله خلق ما يسمى بالمشكله النوبيه فى جنوب مصر وطبعا لا يمكن ان يسنى احد دورها الكبير ومحاولاتها فى اشعال نيران الحرب بين السنه والشيعه على مستوى الوطن العربى كله ربعا : مساعدة امريكا فى خداع العالم تميزت قناه الجزيرة بتبنى وجهه النظر الامريكيه فى جميع المواقف ولكن بصورة غير مباشرة كلنا نتذكر العدوان الامريكى على العراق عندما بدا الاعلام الامريكى حمله تضخيم كبيرة جدا فى قوة صدام حسين والجيش العراقى حتى يكون هناك مبرر لامريكا لان تضرب العراق وقامت الجزيرة بدروها بمنتهى الدقه والاتقان حتى تصور العالم كله ان الجيش العراقى خطر يهدد العالم واصبح هناك مبرر للعدوان الامريكى على العراق لتجنيب العالم ذلك الخطر الوهمى الذى شاركت الجزيرة فى صنعه خامسا : الجزيرة فى خدمه امريكا دائما كانت الجزيرة هى طوق النجاه الذى تجده امريكا ممدودا لها فكلما كان الرفض الدولى للجرائم الامريكيه فى العراق وافغانستان يشتد فجأة تخرج الجزيرة بما تدعى انه شريط لاسامه بن لادن يهدد ويتوعد امريكا والعالم الغربى بالويل والثبور وعظائم الامور ويكون هذا الشريط فى هذا التوقيت هو طوق النجاه الذى تجد فيه امريكا مبررا لكل اجرامها حيث يقوم الاعلام الدولى بنشر الشريط نقلا عن قناه الجزيرة العربيه ( وهنا الفت الانتباه الى ان قناه الجزيرة وحدها كانت ومازالت دائما من يتلقى شرائط اسامه بن لادن وتنظيم القاعدة ثم تنقلها قنوات الاخبار العالميه نقلا عن الجزيرة وهو ما يعطى مصداقيه امام غير العرب للشريط فالقائم بالنشر قناه عربيه لا يتصور انها تريد الاساءه لصورة العرب والمسلمين ) و ينشغل العالم كله بمتابعه اخبار اسامه بن لادن وما يتوقع من عمليات جديدة للقاعدة ويجد العالم فى استمرار تواجد اسامه بن لادن وقدرته على التهديد مبررا لكل الجرائم الامريكيه وللحديث بقية غدا