في مظاهرة امس دعا عدد من أقباط المهجر إلى حكم ذاتي للمسيحيين في مصر ليكون نواة لدولة قبطية في غضون أعوام قلائل على غرار انفصال جنوب السودان عن شماله. وقال رموز من أقباط الولاياتالمتحدة :"ان الدولة الجديدة تشكلت من خلال هيئة تأسيسية من مائة قبطي من داخل وخارج مصر ودعا هؤلاء للحصول على ربع المناصب السيادية في مصر وإطلاق حرية بناء الكنائس بلا حدود وتشكيل محاكم للأقباط، تمهيدا لحكم ذاتي". وقام قرابة ثلاثمائة شخص من المقيمين في الولاياتالمتحدة وكندا بإعلان أول دولة قبطية تكون قاعدتها المؤقتة في امريكا على خلفية مظاهرة نددوا خلالها بما أسموه الوضع المأساوي للمسيحيين المصريين. ووجه رموز المهجر الشكر لبابا الفاتيكان والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمساندتهما الأقباط خلال الأيام الماضية ومن القيادات القبطية الداعية للدولة المسيحية فريق من المؤيدين للغزو الإسرائيلي . الكنيسة المصرية قال القمص صليب متى ساويرس، رئيس مركز السلام الدولى لحقوق الإنسان: "إن بيانات الصادرة من موريس صادق ليست إلا مجرد كلام خيال وتخريف ووهم ، ونحن فى مصر دولة متحدة المسلمون والمسيحيون متماسكون معا، فمثلا فى العمارة الواحدة تشاهد المسيحى يجاور المسلم والجميع يعيش مع بعض". وطالب ساويرس المثقفين بمواجهة هذه الهجمة الشرسة التى أبدت فى الإسكندرية وانتهت بهذا البيان، مطالبا بعدم الالتفات لهذه الأمور التى تهدف لتدمير وحدة الشعب الواحد. وأكد ساويرس أن هذا البيان المطالب بتأسيس ما يسمى ب"دولة الأقباط الحرة" يمثل فرقعة إعلامية مدفوعة الأجر، بهدف إحداث شرخ بين أبناء الوطن الواحد. وكان موريس صادق قد صدر بيانا اليوم شاركه فيه عدد من أقباط المهجر يعلن فيه قيام دولة الحكم الذاتى للأقباط فى مصر، تزامنا مع استفتاء جنوب السودان. المعارضة وندد العديد من رموز المعارضة بالمشروع الرامي لانفصال مصر لدولتين عن محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قوله :"إن هذا المشروع صهيوني بامتياز وسوف يتصدى له المصريون حتى آخر نفس" . مشدداً أن مصر ستظل دولة واحدة محملاً النظام بفشله الذريع في التصدي لكافة الملفات الداخلية والخارجية. وجاء الإعلان عن الدولة القبطية خلال مسيرة نظمها أقباط المهجر امس الأول، تأييداً لمطالبة بابا الفاتيكان البابا بنديكيت السادس عشر بالتدخل الدولي لحماية المسيحيين في مصر، احتجاجًا على ما اعتبره المجازر الإسلامية في مصر، وهو ما من شأنه أن يعزز من الاتهامات التي تتحدث عن دور محتمل لأقباط المهجر في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية بغرض إحداث فتنة طائفية في مصر واستغلاله في الضغط على نظام الحكم في مصر من أجل الاستجابة لمطالب فئوية للأقباط. وقال دعاة مشروع "الدولة القبطية" في بيان دشنوه عقب المظاهرة إن دولتهم ستشمل حكما ذاتيا للاقباط في مصر وسيعمل من وصفهم البيان "عملاء الدولة" في الداخل والخارج في غضون الأيام المقبلة على حشد التأييد لفكرة الدولة الجديدة بين أقباط مصر والتي وصفها البيان بأنها ستكون على شاكلة دولة أكراد العراق. وحول حدود الدولة المزعومة أشار عدد من القيادات المسيحية في المهجر إلى أن أقباط مصر سيعيشون في ذات المناطق على امتداد حدود مصر، وسيكون لهم تنظيم سياسي مستقل عن الحكومة المركزية في صورة حكم ذاتي ولهم محاكم خاصة وقضاة مسيحيون يحكمون وفقا لأحكام الكتاب المقدس. وسيكون للدولة كل التشكيلات المتعارف عليها من سفراء أسوة بدولة الفاتيكان وبدأ مؤسسو الدولة الجديدة الدعوة للحصول على تمويل ضخم من الغرب المسيحي أما دور الحكومة الحالية فيقتصر فقط على إدارة شؤون رعاياها المسلمين، على أن تشترك هذه الدولة مع الحكومة المركزية في إدارة جيش البلاد ويمثل فيه الأقباط بكل الرتب العسكرية لحماية أمن مصر. ومحاكم تستمد أحكامها من الكتاب المقدس ومحاكم جنائية تطبق القانون الدولي، ومحاكم أخرى مختلفة تنظر النزاعات بين المسلمين والأقباط، وسيكون لهم وزارات مقابلة للوزارات الحكومية وكذلك جامعات ومدارس قبطية، على أن يكون للجامعات القبطية والمدارس القبطية حق تربية أجيال لتعليمهم اللغة القبطية. وكشفوا النقاب عن لقاءات يجري الإعداد لها مع عدد من أعضاء الكونجرس وأعضاء لجنة الحريات الدينية خلال الأيام المقبلة لبحث إمكانية دعم الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية للدولة القبطية الجديدة خلال الأسبوع الحالي. واستجاب العديد من الشباب القبطي لدعوة الدولة المسيحية عبر موقع فيس بوك وأرسلوا بيانات التأييد إلى المؤسسين. من جانبه ندد وزير الثقافة فاروق حسني بمن وصفهم دعاة التخريب مشيراً إلى أن المصريين سيطفئون نار الفتنة وسيقطعون يد كل من يسعى للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين. وأشار عضو البرلمان جمال أسعد عبد الملاك الى إن أقباط المهجر هم رأس الأفعى لا يريدون لمصر خيرا وشدد على أن الحديث عن دولة مسيحية يضر بمصالح الأقباط الذين تنتعش تجارتهم من خلال التعامل مع المسلمين. وهاجم القيادي في الحزب الحاكم عبد الأحد جمال الدين من أسماهم بدعاة الفتنة نافياً وجود مساندين لمشاريعهم المتآمرة في الداخل