غيرة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر علي مصر والإسلام والأقباط جعلته يقابل الوفد الألماني أمس برئاسة فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد الديمقراطى المسيحى والاتحاد الاجتماعى المسيحى بالبرلمان الاتحادي الألماني "البوندستاج"، برفض واستنكار دعواتهم بحماية المسيحيين في مصر. وقال لهم أن مصر والدول الإسلامية لا تعرف سياسات التطهير الديني أو العرقي التي شهدتها أوروبا على مدار تاريخها، موضحا أن المسلمين هم الذين احتضنوا اليهود عندما قامت الدولة المسيحية بإسبانيا بطرد المسلمين واليهود معا تحت شعار "وطن واحد وشعب واحد ودين واحد". وأضاف إن الشرق الإسلامي اعتز دائما بأن يكون جامعا للمؤمنين من كافة الأديان، واصفا الأقباط في مصر بأنهم جزء أساسي من نسيج المجتمع، وقال إنهم يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة ولا يحتاجون لحماية من احد. وأكد الطيب أن المصري المسلم هو أقرب للمصري القبطي من أي جهة خارجية فهم أخوة في الوطن والعيش المشترك ويعتصمون بوحدتهم الوطنية التي صمدت في مواجهة كل الظروف لعدة قرون عديدة. كما قال الطيب للوفد الألماني أنه كان الأولى بهم أن يهتموا أيضا بمسيحيي فلسطين ومعاناتهم ، طالما أن المسألة إنسانية وحقوقية ، وأشار إلى تحاشيهم ذلك لمنع الاصطدام باليمين الإسرائيلي . وأشار إلى "حرص مصر على أن يبقى الأخوة الأقباط جزءا رئيسيا من المجتمع يساهم في تقدمه ورخائه"، لافتا إلى أن المسيحيين في مصر عاشوا آمنين مطمئنين لمدة 14 قرنا قبل أن تتواجد المنظمات الدولية وقبل أن يكون للدول الأوروبية قدرة على التدخل، كما لم يمسهم سوء ولم يتعرضوا لأذى. من جانبه، أشاد الوفد الألماني خلال المقابلة بالدور المصري في جهود محاربة الإرهاب وتحقيق السلام في الشرق الأوسط، موضحا أنه يزور مصر لإبداء التضامن مع المسيحيين المصريين والاطلاع على حالة الأقباط والأقليات المسيحية في مصر بعد الحادث الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة. يشار إلى أن شيخ الأزهر كان قد عبر عن رفضه لدعوة بابا الفاتيكان التي طالب فيها بحماية الأقباط فى مصر واصفا هذه الدعوة بأنها تدخل "غير مقبول" فى شئون مصر، واتهمه بعدم الحيادية والموضوعية، حيث لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لأعمال قتل فى العراق. من جهته أكد الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب أنه لا يوجد فى مصر ما يسمى باضطهاد المسلمين للمسيحيين، موضحا أنها نغمة يريد الإرهابيون الذين يرددوها أن يعمقوها لإفساد الوحدة الوطنية. وشدد خلال لقائه الأحد الوفد الألماني على أن المسلمين والمسيحيين أذكياء ولن يمكنوا الإرهابيين من تحقيق أغراضهم، ودعا العالم إلى أن يتفهم هذا المعنى لأن أى انتقادات غير مسئولة تحقق أهداف الإرهابيين، وقال إننا بتضامنا ووعينا لن يصل الإرهابيون إلى ما يريدون. وأوضح أن الدستور المصرى ينص على المساواة بين جميع المواطنين من خلال مبدأ المواطنة وأن حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية هو حادث إرهابى موجه ضد المصريين جميعا وليس ضد المسيحيين ويهدف إلى الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين.