اتعجب كثيرا ممن يشمتون و يفرحون في موت شخصا ما مهما كانت اختلافاتهم معه و اتعجب اكثر من المزايدات التي تحدث بين الاشخاص و بعض ،فكل شخص الان يرمي التهم جزافا على الاخر متهمه بالخيانة و عدم الانتماء او حبه للوطن لمجرد الاختلاف في وجهات النظر سمعنا جميعا اليوم عن العمل الارهابي البشع الذي استهدف النائب العام "هشام بركات" و أدى الى وفاته و في الحقيقة ان ما فاجأني أكثر هو ردود الفعل المختلفة من المواطنين ففريق أعرب عن حزنه الشديد لاستمرار الارهاب و ازهاق حياة الناس بدون اي وجه حق و فرق أخر اتهم الأخوان وأخذ يسب و طالب باعدامهم جمعا اما الفريق الثالث فهو اتهم النظام بعدم توفر وسائل التأمين والحماية الكافية لتأمين موكب النائب العام و ما بين هذا وذاك ظهرت مجموعة المزايدين الذين لا يظهرون الا في مثل هذه الحالات ليظهروا و كأنهم أشرف و أنقى فئات في المجتمع و انهم وحدهم من يخافون على مصلحة البلد دون غيرهم مطالبين باعدام المخالفين لهم في الرأي بل و اتهامهم بانهم لسوا مصريين و ما الى ذلك من التهم كل ما اريد قوله اننا وصلنا الى وضع أسوأ مما يتصور الكثيرون فالارهاب ليس فقط بالفتل و التفجير و لكن هناك نوع أخطر و أقوى منه و هو الارهاب الفكري فبغض النظر عن ايماني اليقين بأن الدم كله حرام و أن الدم ليس له الوان و لا فرق فيه بين مجند على الحدود او غفير على مدرسة او اي شخص عادي ليس له علاقة بالسياسة من قريب او من بعيد أتمنى ان يتعلم الجميع المعنى الحقيقي للديمقراطية التي نصبو جميعنا اليها و أن نرتقى بأفكارنا و نتقبل وجهة النظر الأخرى دون تخوين او اهانة فاعلموا جيدا انه اذا ماوصلنا الى هذه المرحلة فسنصبح في مصاف الدول المتقدمة في العالم فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و أخيرا اود أن اقول جملة واحدة علنا نستفيد منها و نرجع أنفسنا في كل ما نفعله .. "إفعل ما شئت فكما تدين تدان"