دعيت إلى حفلك سيدتي ولست أملك من حطام الدنيا سوى قلبي لأهديه إليك ِ فهرعت إلى صديقي كى أقترض منه بعض الملابس وبعض من النقود لأشتري بها باقة من الورود وأنا مار في طريقي وحين دخلت الحفل ووقعت عيني عليك ِ علمت أن قلبي وحده لن يكفيك ِ وتمنيت وقتهالو أنني كنت ثريا مثل هؤلاء الأثرياءالملتفون حواليكِ وكل منهم يريد قربك ِ ولفت أنظار عينيكِ ونظرت إلى باقة الياسمين بيدي وقلت في نفسي ماذا عساك يا وردأن تفعل وسط تلك الهدايا المقدمة إليها التي يسيل لها اللعاب وتسحر المقل وتقدمت بخطواتي إليكِ بعد أن إستجمعت جرأة الأولين والأخرين وكانت خطوات قلائل في أعين الأثرياء وفي عيني تبدو كل خطوة منها ألاف الأميال وفي أثناء خطواتي كنت ادعواالسماء ألا يسقط سروالي عن جسدي لإنه كان واسعا وكان صديقي سمين وأن تقبل بهديتي وفوقهما قلبي وأن تعجبكِ ورود الياسمين وفي أخر خطواتي إليكِ من مشواري الطويل تصببت عرقا ولست أدري أمن مشاعري التي فاضت أم من خجلي الشديد أم من الإثنين معا وقدمت إليكِ تعلوني بسمتي ويسمع دقات قلبي كل الحضور وحين تبسمكِ لي وقبولكِ الوردات صارت ألوانها أزهى وفاح شذاها أكثر وكأنها تستمد منك ِ الحياة وتفتحها معا وعندها استأذنتك أن أتلوا على مسامعكِ بعض أبيات قد كتبتها لكِ وكانت تقول ... يا سيدة القصر قد جئتكِ اليوم وليس في مخباتي درهم ولا ذهب ولكني أحمل بين أضلعي حبا عارما لو إستشعره قصرك ِ لإنهد وذهب ولخلعتِ كل ما عليكِ من زينتكِ ولأسرعتِ إلى قلبي تطفئين ما به من لهب يا سيدة القصر لا تسألي عن السبب بحت بما لدى من أجلك فلا يعتريك العجب ... ثم رأيتكِ تصفقين منبهرة وبريق الإعجاب في عينيك يبدوا جليا وصفق الحاضرون نفاقا مجاملة لكِ ورقصنا معا ولكني رقصت بيد واحدة والأخرى كانت ممسكة بسروالي خوفا من وقوعه وافتضاح أمري وحين نظرت عن قرب من عينك تهت وأسندت كلتا ذ راعى على كتفيكِ ونسيت سروالي حتى كدت أن يفتضح أمري لولا سترني الله وأفقت من نومي على صوت أم أنور جارتي كى توقظني لأذهب إلى عملي.