التخمينات تتجه إلى تكليف الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي بتشكيل الحكومة الجديدة، خلفا للدكتور أحمد نظيف ، وهي الحكومة التي من المرجح أن يتم الإعلان عنها في غضون الأيام المقبلة،وقبل انعقاد المؤتمر السنوي للحزب "الوطني"، المقرر عقده يومي 25 و26 ديسمبر الجاري. وزادت حينما استقبل الرئيس حسنى مبارك يوم الاثنين الموافق السادس من ديسمبر الجاري للعقدة بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة لمدة ساعتين كاملتين، والتزم العقدة بدوره الصمت دون أن ينفي أو يؤكد صحة الأنباء حول تكليفه تشكيل الحكومة المقبلة. ودفع الغموض الذي خيم على أجواء المقابلة التي جرت بعد يوم واحد من جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب بالبعض إلى الربط بين استقبال للرئيس للعقدة واحتمالات صدور قرار بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، وعزز ذلك تساؤلات أثارها الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية حول إمكانية قيام رئيس الوزراء بإلقاء بيان الحكومة أمام البرلمان الجديد، استنادًا إلى المادة 133 من الدستور التي تنص على قيامه بإلقاء بيان أمام البرلمان خلال فترة لا تتجاوز 60 يوما من تشكيل الحكومة. كما ربط محللون بين تكليف العقدة المحتمل بتشكيل الحكومة وخوض تسعة من الوزراء الحاليين الانتخابات الأخيرة، وهو أكبر عدد من الوزراء يخوض الانتخابات، فيما رجح معه البعض حدوث تعديل وزاري كبير قد يشمل الإطاحة بالعديد من الوزراء، استنادًا إلى القرار بتأجيل انتخاب هيئات مكاتب اللجان النوعية بمجلس الشعب التي يتم تشكيلها من الرئيس والوكيلين وأمين سر إلى 22 ديسمبر، فيما فسرته مصادر برلمانية بالاستعانة بالوزراء المستبعدين في رئاسة اللجان. لكنها ليست المرة الأولى التي تطرح فيها بورصة التكهنات اسم العقدة لتشكيل الحكومة فقد جرى ترشيحه في السابق، وخاصة بعد نجاحه في التعامل مع الأزمة المالية بما حقق الحفاظ علي البنوك المصرية وأموال المودعين في وقت انهارت فيه أو تأثرت العديد من البنوك الأجنبية خارج مصر. والدكتور فاروق العقدة يعد حاليا على درجة نائب رئيس الوزراء ويحظى بثقة عالية من الرئيس مبارك بعد نجاحه في السيطرة علي أسعار الدولار قياسا بسعر الجنيه المصري وهبوطه إلى أقل من خمسة جنيهات ونصف الجنيه للدولار. كما يحظى بثقة كبيرة داخل الدوائر الاقتصادية ويتمتع باحترام كبير في أوساطها، في ظل خبرته الطويلة في إدارات البنوك، وكونه يتمتع بالقدرة على ابتكار الحلول في مواجهة الأزمات، ويمتلك رؤية تهدف لتعزيز الاقتصاد المصري ومشروعًا طموحًا لوضعه خلال سنوات قليلة في مصاف الاقتصاديات الكبرى. والعقدة حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة بنسلفانيا الأمريكية، وقضي نحو 20 عامًا في أكبر البنوك الأمريكية حتى وصل لمنصب نائب رئيس بنك "أوف نيويورك"، وقد عمل رئيسًا لمجلس إدارة البنك الأهلي المصري، عمل رئيسًا لفرع البنك الأهلي في لندن، وأسس شركة انكوليس للتأجير التمويلي والتي سبق أن ترأسها، وهو في الوقت نفسه عضو مجلس إدارة البنك الأهلي. وحصل على جائزة أحسن شخصية مصرفية عربية لعام 2005، واختارته مؤسسة اليورومني كأفضل محافظ في منطقة الشرق الأوسط، ومنح لقب "المحافظ العربي"، تقديرًا لإنجازاته، كما حصل فى يونيو 2008 على لقب "محامي الشعب"، خلال تكريم أقامته حركة "مواطنون ضد الغلاء"، نظير تصديه لضغوط الحكومة لبيع البنوك الثلاثة الحكومية (مصر - والأهلى- وبنك القاهرة). يشار إلى أن العقد هو راعي الصفقة الأكبر في تاريخ شركة مصر للطيران لتحديث أسطولها وذلك من خلال القرض الذي حصلت عليه الشركة من بنك "أوف نيويورك" خلال فترة توليه منصب نائب رئيس البنك لمنطقة الشرق الأوسط.