حينما ترى أفيش لفيلم وتقرأ أسم هانى جرجس فوزى قد وضع عليه سواء أكان منتجآ أو مخرجآ، فأول شىء سيخطر ببالك ما المفاجأه التى سيقدمها؟ و أى الأمور الشائكه التى سيناقشها ويخشى كثيرون مجرد التفكير فيها ! فما بالك اذا كان اسم فى الفيلم حد ذاته مشكله جورسنيره !! وما يعنى هذا الاسم فى ذهن المتفرج اضف إلى هذا أسم غاده عبد الرازق وهى المتميزه فى اختيار ادوار غير مألوفه وغالآ ما تثار حول أعمالها الكثير والكثير ،،،، الفيلم ومن نزول التتر يأخذك إلى إحساس الرفاهيه الواضحه بأناقه وغموض ،، يدور الفيلم حول غاده عبد الرازق وصديقها نضال الشافعى ، والذى ترى غاده ان علاقتهما لا محل لها من الاعراب خاصه وان زوجة نضال على مستوى راق من الجمال والخلق وهى امرأة متغيرة وشقية على حد تعبير الزوج فلما علاقته بغاده !؟ والتى نعرف من سياق الفيلم انها قائمه منذ ثلاث سنوات ومع ذلك لم تسأله غادة مرة واحدة ما إحتياجه لهذه العلاقة إذا كانت زوجته بهذه الصفات على حد وصفه ( تترك للمشاهد رؤية ما يراه من انجذاب رجل لامرأة فليس بالكمال وحده يستمتع الانسان فهناك الحب والتقبل ) يدور الفيلم بكل احداثه فى موقع واحد وهو الجرسونيره وان كانت بديكورها الانيق والمتميز جدا تعطيك انطباع بأنك فى اكثر من مكان فلا تشعر بالملل فقدرة المخرج لتحريك الكاميرا وانتقاله من ركن الى ركن تعطيك الاحساس بالاتساع وعدم الملل ... فى احد الامسيات والتى تبدأ بعتاب لغادة وربما ضجرها من هذه العلاقة التى تراها تحط من شأنها رغم الهدايا القيمة التى تتلقاها من نضال والحياه المرفهة التى تراها فى كل ركن من اركان المكان الا انها ضجرة يظهر منذر فى المشهد بطريقة مرعبة تكاد تسمعك شهقة المشاهدين من المفاجأة وبظهوره يتحول الفيلم الى مباراة فى الاداء والتعبيرات التى تظهر على الوجوه وخفه دم محببه من منذر الذى جاء ليهددهم بالسلاح ليستولى على كل مافى المكان من مجوهرات وبتفتيشه لچاكيت نضال يطلعنا منذر على من هو نضال لنكتشف انه من الشخصيات ذات الحيثيات والحصانه وان وجوده فى مثل هذا المكان كفيل بإضاعة مستقبله،، الا انه تحت تهديد السلاح يرضخ لكل طلباته بما فيها لعب الكوتشينه وان تكون الجائزه هى غاده ويستسلم لهذا ويفوز منذر ليفوز بغاده فى مشهد يحسب لهانى جرجس فقد اعطانا كل الانطباعات الممكنه واللاممكنه دون ان يخدش حياء المتفرج بمشهد واحد ،،، تتوالى الاحداث لتكتشف المفاجأه الكبرى ،، احداث الفيلم سريعه لا تدعو للملل وربما يكون اجمل ما فيها مشاركه الجمهور للحدث وانفعاله واندهاشه والذى عبر عنها بحورات جانبيه وكأنه يحث المثلين على تصرف دون الاخر وعدم رضاه لبعض تصرفات البطله وردود افعالها الغير منطقيه وان كان تتابع الأحداث ولقطات الفلاش باك التى جاءت بعد ذلك قد ردت على كل الهمهمات والتساؤلات التى ارتفعت فى الصاله او كما يقولون لتضع النقط على الحروف،، الفيلم يحمل اكثر من جمله فلسفيه على لسان غاده لنضال انا لم احبك بالقدر الكافى بل اقنعت نفسى بحبك لان كل أمرأه تحتاج الى رجل لتحبه وتدلله فهى من تنشأ هذا الحب فهو احتياج قبلما ان يكون رغبه،، نضال ، ان عملى وما سأتركه لابنائى من بعدى يستحق ان اضحى برجولتى من اجله ،،،، اروع ما فى الفيلم انك لاترى الا ثلاث شخصيات فى موقع واحد وعلى غير المعتاد لم تكن مباراه لأستعراض شياكه واناقه غاده ، لا اعرف اذا كان مكياج غاده المختلف والصارخ قد جاء مصادفه ام مقصود كطبيعه شخصيتها فى الفيلم صارخه واضحه وصادمه احيانا ،، اداء غاده اكثر من رائع ولعبت عينيها فى ايصال ما يدور بداخلها بشكل واضح وسريع ، ونفس الشىء لنضال ليكون صمته اكثر بلاغه من الكلام احيانا منذر لعب دوره كما هو مطلوب منه فهو اللص الظريف بكل ما تعنيه مفردات هذه الشخصيه،،،، السيناريو والحوار حازم متولى سريع وان كان فى بدايه الفيلم اشعر المشاهد بالاطاله الا ان مع سرعه الايقاع الذى تلى. البدايه ادرك المشاهد سبب هذه المقدمه ،، ينتهى الفيلم وهو يضع اكثر من تساؤل لدى المشاهد ما سبب هذه النهايه وما الذى دفعهم لهذا فهو من تلك النوعيه التى لا تنتهى علاقتك به بنزول كلمه النهايه بل يوقظ بداخلك اكثر من قضيه ومعانى قد يتصور البعض انها من المسلمات فى الحياه. جاءت موسيقى خالد البكرى لتكمل العمل المتميز والراقى لهانى جرجس الذى ابدع كمخرج وكأنه وضع نفسه مكان المشاهد ليرى ما يحتاجه المشاهد وادراكه المرهف من ان كل حركه على الشاشه لابد ان تكون لها مدلول ومبرر ورد على ما سيتبادر فى مخيله المتلقى ،،، الفيلم يستحق المشاهده فهو من الافلام الدسمه والغير مألوفه خاصه فى الاونه الاخيره فهو فيلم لهانى جرجس فوزى ،،،،