معكِ تحولتْ الذكرياتُ إلى كائنٍ حي مقيم ٍبالقلبِ دومًا... إنَّها ذكرياتٌ خاصةٌ جدًا بكِ... مَعكِ لم يعدْ لِلفعلِ الماضي وجودٌ... فلمْ تكونِي أبدَا سيدتي صفحةً سابقةً في أي لحظةٍ من لحظاتِ الحياةِ لِتقلبَها أيدي الأيامِ... لأنَّكِ من بدايةِ العُمر ِكنتِ هنا... وَلأنَّ أيامَ الأسبوعِ كما تذهبُ تعود... فهي لا تذهبُ كي تعودَ... فكري قليلا في الأمرِ معي... وأنا معكِ فى انتظار ما يصلَ إليهِ تفكيُركِ ومَا سوفَ يهديكِ إليهِ فكُركِ... فأنتِ كأيامِ الأسبوعِ لا تذهبينَ وتعودينَ... وأنتِ كالشمسِ بمجيئها ورواحها فهى هُنا دائمًا...ولا تغيبُ... وهل غيابُكِ بالنومِ يعني غيابَكِ عن الحياةِ؟!... أنتِ... كُنتِ القابلةَ التي وُلدتُ على يديِها...اللحظةَ التي بدأتُ معها وبها العمرَ... الأمُ التي حملتني وَأرضعتني وَأطعمتني وأرسلتني لِقمة المجدِ... كنتِ تحتَ الجلدِ ونبضُ القلبِ وعشقُ الروحِ وأحبالي الصوتية... كنتُ أناديكِ بصوتِكِ وأسيرُ طريقَكِ وكنتِ حُلمي من قبل أن أعرفَ طريقَ الحُلمِ وكنتِ البدايةَ والنهايةَ لأنَّ في بدايةِ البدايةِ تكمنُ النهايةُ وما بينهما وقت نضيعه مسيرين ومخيرين ... فمن آمنَ بغيرِ ذلكَ فلهُ ما يشاءُ... كنتِ الصوتَ حبيبتي... والصدى ورجعَ الصدى... كنتِ الطريقَ والسبيلَ وطول المدي... والأملَ والرجاءَ وعمقَ المنى... والبدايةَ... بدايةَ البدايةِ والمنتهى... شمسَ العُمر ِوزهرَ الفجرِ والندي... الجنسيةَ والهويةَ و الهوى... هوى الحُلمَ الرمادي... كنتِ سيدتي الحُلمَ الرمادي... ومازلتِ يا شفافةَ الروحِ الحُلم الرمادي... ذلك الحُلم وما أدراكِ ما هو؟... فلماذا الاستئذانُ كلما أردتِ الذهابَ وأنتِ لا تذهبين... ولماذا الشكر كلَّما فعلتُ لكِ شيئًا ومن تشكرين؟!... وأنتِ الذى صباحًا ومساءً تقتلين نفسكِ من أجلي... وتنتحرين... في تواضعٍ وانكارٍ للذاتِ عليه تحسدين... من منّا يشكر نفسَهُ على فعلٍ ما حبيبتي... إن الشُّكرَ لِلآخرَ لِيسَ لِلنفسِ... قالتْ نورُ في تَعجبٍ: ألمْ يقلْ ربُكَ "لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ"؟! إنَّهُ اللهُ يا نورَ... الصلاةُ لهُ شكرٌ والحج ُله شُكر ٌوالصَّيامُ له شُكرٌ... العباداتُ كلها للهِ شكرٌ ... هوَ اللهُ الذي نِعَمهُ علينا لا تعدُ ولا تحصي وَليسَ لي عليكِ مِن فضلٍ يُذكر... لستُ أنا الله...لستُ أنا الله... فأشكري الله ولا تشكريني... فلستُ أنا الذي يحبكِ لهدفِ دخولِ جنتكِ أو خوفٍ مِن نَارِكِ... إنَّه الحب وحسب سيدتي إنه الحب وحسب... كمْ وددتُ أنْ أسمعكِ تناديني باسمي كما تنادي الأخر.... كلَّ الآخرِ بِاسمهِ؟... إن سماعَ اسمي يخرجُ من بين شفاهكِ لأعظمِ عندي من سَماعِ كلمةِ حبيبي... وتسأليني لماذا أستيقظُ ولمن أستيقظُ إن لم أستيقظْ لكِ؟!... إن النَّومَ موتٌ وأنا أحبُ الحياةَ وأنتِ هي.... إن دمعةَ الحبيبِ إن سقطت لن تعودَ وإن دمعة الغريب إن سقطت لن تعودَ أيضا و ياله من فرق كبير بين الحبيب والغريب وإن تساووا في البكاء... لقد تعلمتُ ذلك على يديكِ... وإن اليومَ الذى يمرُ لن يعودَ... هذه هي سنةُ الحياةِ... وإن كان الحبُّ قدرًا... فالغيرةُ أيضا ...لأنها والحبُّ مشاعرٌ إنسانيةٌ بحتةٌ... فالحبُّ الرزينُ العاقلُ يختلفُ عن الحبِّ المجنونِ... وأنا مجنونٌ بكِ... في شراييني يجري ما يجري لكِ من حبِّ ومشاعرٍ وولهٍ... فهل يمكنُ أن نقفَ معًا... أنا وأنتِ على أطرافِ العالمِ أو خارجهِ كما فعل سيدنا آدم ونور في بدايةِ الخلق من قبل أن ينجبا هابيل وقابيل لتبدأ قصةُ الخيرِ والشرِ والغرابِ... وقبل أن ينقسمَ العالمُ إلي شيع وأحزاب وفصائل... هل يمكنُ أن تقفى معي يا لؤلؤةً غارتَ منها اللآلئ ُوأكونُ لك حصنكِ الحامي من شرِّ العالم ِ والنفسِ... إنها دعوة الحبِّ الذي وأنتِ في كاملِ وعيكِ تشعرين أنكِ فاقدة الوعي... هل سمعتي عنه؟!... إني أناشدُكِ أن تنظري فى المرآةِ... أقسمتُ عَليكِ أن تفعلي... انظرى في عينيكِ لا وجهكِ... تَسللي بنِظراتكِ... امتطي خيوطََ تلكَ النظراتِ وتسللي إلى أعماقكِ ... هلْ ترينَ ذلكَ الحبَّ الذي يفقدكِ الوعي رغمَّ أنَّكِ في كاملِ وعيكِ... إنْ رأيتَهُ فعودي إلىَّ بكلمةِ أحبكِ أو كلمةِ... أحبكِ أو حتى غني لى أغنية نانسي "أخاصمك آه... أسيبك لا" لأنَّها أُغنية حبِّ الروحِ فمهما خَاصمَ الإنْسانُ روحَهُ لا ينتحرُ...إلا من فقدَ عقلهُ ويأس من رحمةِ اللهِ سيقولونَ عني العاشقَ الفيلسوفَ أوْ الفيلسوفَ العاشقَ... أو سيقولونَ المجنونَ العاقلَ أو العاقلَ المجنونَ... وسينبري أحدهم ليقولَ ... لا لا لن أُكملَ ولنْ أقولَ ما سوفَ يقولَ هذا المنبري... سأكتفى بذلكَ ما دامتَ الفكرةُ قد وصلت إلى قلبِكِ وَلامستَ جلدَكِ وصافحتَ عينيكِ فقد بدأتُ أشعرُ أني فاقدُ الوعي رغمَّ أني بِكاملِ وعى وأكاد أناديكِ باسمكِ... يانو