نظرا لاننا نمر بمرحلة قلما تتميز بالاضطراب عقد اجتماع هام لكبار رجال الدولة واصحاب القرار فيها اهداف الاجتماع تدور حول اهم مايمس المواطن ودوره في تقدم الدولة والمشاركة السياسية في ظل العولمة... افتتح الاجتماع بخطاب لاكبر راس في الدولة وكان يفصل بين الكلمة والكلمة تصفيق حاد وهتاف عاش عاش عاش ثم قام انظف رجال نفس الدولة لينول شيئا من هذا التصفيق عندما يطرب الحضور بكلماته وقطع صوت الهتافات يدا ممدودة من ساعات ولولا ان كاميرات التلفزة تركزت علي تلك اليد ما كانت نالت شرف السؤال او لقطعت في الحال .. قام هذا الشخص المجهول بسؤال انظف رجال الدولة..في اي شيء نري العولمة حولنا واين المواطن الذي تتحدثون عنه؟؟ اندهش كل الحضور واخذ كل من ينافق في مراجعة نفسه حتى صرخ عنيدا منهم وقال يا سيادة النظيف اتركنى لابلغه انا الاجابة الشافية وبالفعل ترك له الميكروفون.. وكان شكله يدل علي مدي ثقافته وحنكته علي العكس تماما من مظهره الخارجى فلا تكفي العشرون جنيها التى استلمها قبل الاجتماع لكسوة جديدة.. وقال...ايها المواطن...فانتبه السائل لهذا العنيد فسكت العنيد قليلا وقال طالما انتهبت اذن وجد المواطن... وتابع تلك الكلمة التصفيق الحاد من الحضور اما عن العولمة ياصغيري فمن اين لك ثقتك التي تسئل بها وانت ترتدى بنطلون انجليزى بقطن مصري وقميص فرنسي وساعة سويسرية ونظارة المانية وكرسي دمياطى وميكروفون صينى ..كل هذا ولا تري العولمة؟! وكالعادة انتهت كلمته بالتصفيق الحاد وما كان من السائل الا الصمت لا لانه لايملك الاجابة عن هذا الجاهل بل لانه لايسمح لامثال السائل بالامساك بالميكروفون مرة اخري... وجلس السائل ساعة كاملة ينتابه الخوف مما سوف يحدث له بعد الاجتماع بعد ان زاد هذا الخوف اضعاف واضعاف من الجالسين حوله علي طريقة"الودننه" واخذ يتذكر كم يسيرا جدا ان يحضر مؤتمر الكبارات دون مضايقات امنية اللهم الا في التفتيش والكشف عن ولاءه وهو لم ينتمى يوما لاي حزب او جماعة وجائت اللحظة واستطاع السائل الخروج لا بل الهروب. وكان الخروج اسهل بكثير من الدخول فالقوات تقف بالخارج فقط لتؤمن من بالداخل .وقرر في قرارة نفسه انه لن يعود مرة اخري لمؤتمرات الكبارات بل ان الحل الافضل ان يحضر مؤتمرات كبار المعارضة ويتكلموا كلامه.. ولحسن حظه قرأ في جريدة معارضة عن اجتماع لحزب معارض في مكان كان اقرب للمؤتمر الاول وقرر الذهاب.. وعندما وصل الي مكان الاجتماع ارتعشت يداه قليلا عندما راي القوات تتمركز حول الاجتماع في نفس منظر المؤتمر الاول ولكن هذا الخوف تبدد عندما اراد الدخول فكان سهلا جدا دون اية مضايقات او كشف انتماءات وجلس في المقعد الخلفى وهو اخيرا يلتقط انفاس الحرية ... وعرف من الحضور ان الامن في الخارج لايحمى الحضور ولكنه يحمى البلد نفسها من المعارضين واخذ يسمع عن المشاكل الذي تعودنا علي سماعها واخذ يهتف مع الحضور الذين لا يختلفوا في مظهرهم عن حضور المؤتمر الاول ولكن الفارق الوحيد ان الهتاف كان حماسي نابع من القلب منطقي جدا يشرح حالة الشارع الذي تربي فيه سائل المؤتمر الاول وانفض المؤتمر ويقف الحضور لوداع من كانوا يديروا هذا المؤتمر فهم ايضا لايختلفوا في مظهرهم عن انظف رجال الدوله او من يعلوه واتجه كبار المعارضة الي سيارتهم الفارهة ليرحلوا في سلام تاركين رائحة عطورهم تفوح في كل الاركان.. وهنا اخذ سائل المؤتمر الاول يسئل نفسه ما ينقص مديري المؤتمر الثانى ليجازفوا من اجل حرية الضعفاء؟ وقبل ان يهتدى لاي اجابة كانت قبضة قوات الامن اسرع ليعلنوا له ان الضريبة تدفع عند الخروج مبررة حرية الدخول... وعندها علم جيدا الفرق بين مفتعل المشاكل ومن يعانيها ومن يتاجر بها..