تعودت أن تظهر في أفضل صورة لها ( ملابس أنيقة- مكياج ثقيل- عطر يملئ المكان ) ، وبخطوات هادئه تنطلق نحو الحجرة وتلقى السلام وتجلس أمامه ، ثم تنهال عليه بالأسئلة ، و من جانبه يقوم بتحرير محضر و( سين وجيم ) هو وعائلته وفى نهاية الأمر لم يحدث قبول. هذا المشهد تكرر معي كثيراَ حينما يتقدم لخطبتى أحد، حديثك ذكرني بشقيق صديقتى التى كنت أبحث له عن عروسة معها و لم أتخيل يوماَ أن ينظر إلى ويتقدم لخطبتى والغريب أني وافقت عليه دون تردد وتزوجنا . لا أحد يعرف نصيبه؟ أنا لم أتوقع أن أتزوج بالصدفة ، أتذكر حينما اتصل صديق والدي ليسأله عن ( ابنة عمتى ) وأنه يريد زيارتنا اليوم ومعه عريس لها ، فجأة إنقلبت الحياة ورآنى العريس وشعر بالإرتياح نحوى وأثمر عن فتاة عمرها ( 5 سنوات ) . آه وأه من الحماوات لا أنسى الموقف الذى تعرضت له على يد آخر عريس تقدم لى وبسببه رفضت الزواج من هذا الشخص على الرغم من إرتياحي المعقول له ، عندما دخلت الحجرة وجلست قالت والدته ( قومي وخدى لفه كده علشان أشوفك كويس ) شعرت بالإحراج وخرجت أبكي وكأني سلعة معروضة . ذكرتنى بموقف حماتى منى حينما رأتنى أول مرة ، فالت لى ( أنتى نحيفة جدا) وغير مناسبة ولكن زوجى تمسك بى وكان يريد أن يتزوجنى ولا يعتبر جسدى النحيف عيباَ أبداَ . بالنسبة لى تعبت كثيراَ من عرضى على عرسان كثير ، من قبل صديقة لى أو عن طريق والدتى أو شقيقتى أو خالتى التى تحمل همى فوظيفتها خاطبة وتشعر بالذنب نحوى لذلك كل فترة ترسل لى عريساَ وحينما أرفض تتهمنى بالدلع ، ولكن هذا الاعتقاد ليس له أى أساس من الصحة فرفضى ناتج عن عدم التوافق من المواقف الطريفة التى تعرضت لها كان بطلها آخر التقدمين لى ، فعتدما دخلت الحجرة ورآيته أصبتنى حالة من الدهشه والتعجب ، فالعريس وجهه( بييبى فيس ) على الرغم من أنه يكبرنى بعام ولكن شعرت بأننى ( والدته) فشكلى يدل على أننى أكبر ، وبروح رياضية رشحت له إحدى صديقاتى التى تليق معه وبالفعل تمت الخطبه على يد. لم أتخيل أن مرض والدتى يصبح سببا َ فى زواجى فقضيت ليالى طويلة بجوارها بالمستشفى محملة بالآلم والدموع لم أنسى أن القدر صاق لى إمرأة رافقتنى فى ليلة حيث كاتن بجانب إبتنها المريضة ورافقنا بعضنا فى هذه الليلة وتحدثنا حتى الصباح وبعد أيام قليلة وجدتها تدعو نفسها لزيارتنا ومعها إبنها وبالفعل تمت الخطبة وننتظر ليلة العمر الشهر القادم. بالنسبة لى سأتزوج بعد شهر ين فالترمس كان صاحب الفضل علىّ ، ففى شارعنا عطار فهو شخص محبوب فذهبت إليه إمرأة وسألته إذا كان لديه ( عروسة طويلة ونحيفة وجميلة وحاصلة على مؤهل عالى ) وبالفعل رشحنى لها فقالت له أنى أريد أن آراها ، ومن مبدأ يابخت من وفق رأسين فى الحلال إتفق العطار مع والدتى على الموعد المحدد للقاء حماة المستقبل والمكان عند متجر العطار ، وبالفعل دون سبق معرفة منى ذهيت لشراء الترمس وألتقيت بها ونالت إعجابها . تلك الحكايات التى روايتها قد تقلتها على لسان أبطالها قد ألتقيت بهن فى جلسة مفتوحة فى مكان ما ، فكل فتاة تتعرض لتلك المواقف وأكثر منها التى تمر بشكل فكاهى ومنها التى تشعر من خلالها الفتاة بأنها سلعة معروضة ومنها التى تمحو من الذاكرة ومنها التى تتذاكرها فى يوم ما كذكرى جميلة.