الثورة ومبدأ السم في العسل سقطت قطرة عسل على الأرض,فجاءت نملة صغيرة فتذوقت العسل،ثم حاولت الذهاب لكن يبدو أن مذاق العسل قد راق لها،فأخذت رشفة أخرى،ثم أرادت الذهاب لكن يظهر إنها لم تكتفي بما أخذته من العسل بل أنها لم تعد تكتفي بارتشاف العسل من على حافة القطرة,فقررت أن تدخل في العسل لتستمع به أكثر وأكثر، ودخلت النملة في قطرة العسل وأخذت تستمتع به،لكنها لم تستطيع الخروج منه لقد كبل أيديها وأرجلها والتصقت بالأرض،ولم تستطيع الحركة وظلت على هذا الحال إلى أن ماتت،فكانت قطرة العسل هي سبب هلاكها،فهل يتعلم بعض الإعلاميين والسياسيين والمتطلعين للمكاسب والمناصب من هذه النملة كما تعلم نبي الله سليمان عليه السلام؟ لعن الله من أيقظ الفتنة وهم للأسف كثيرون!! الموقف جد خطير،فالإخوان أصابهم الغرور،وبعضهم ظهر عليه الفساد،فكشف الله ستره عنهم في فترة قصيرة جداً،ولم يخلص رؤوس جبهة الإنقاذ للوطن فسخرهم الله لإعاقة المخطط الاخوانى بنجاح وفى نفس الوقت خسروا المصداقية لدى الشعب،ضغط الإخوان بكل قوة على المجلس العسكري ليحققوا مكاسب فقضى عليهم المجلس بذكاء وخبث يحسدهم عليه إبليس ذاته،وللأسف خطط الجميع لإفشال ثورة 25 يناير 2011 ،بقصد أو بدون قصد،وها هي تعود في 2013،فالثورة قادمة لاشك حتى لو تأخرت أسابيع أو شهور. المطلوب من الجميع حماية أرواح الجميع،فدماء كل المصريين غالية،بلا تصنيف، فالقاتل والمقتول في النار،ولا تتعجلوا التغيير فإنه قادم لا محالة،إنها سنة الله في الأرض ولا تجد لسنة الله تبديلا،ونحن جميعا لسنا مع أحد أو ضد أحد ولكن جميعنا مع مصر. وأقولها بكل وضوح نعم الدكتور مرسى رجل محترم وشريف،ولكنه بالتأكيد لا يرتقى أداؤه لإدارة دولة كبيرة مثل مصر،فهو المسئول الأول عن إراقة دماء المصريين وخاصة بعد أن فشل في تحقيق الإصلاح السياسي ومن ثم الاقتصادي أما فشله في تحقيق العدالة الاجتماعية فكان متعمدا من نظامه،أما الفشل فى الأمن فمسئولية كل المصريين. البلاد تحتاج إلى مبادرة وطنية صادقة مخلصة واعية يلتزم بها الجميع،بعيداً عن مبدأ الحساب بالمكسب والخسارة،وهذا حساب من لا مبدأ له،فانا ضد من ينادى بعودة الجيش لإدارة البلاد،ولكن يجب أن تحمى أيضا الداخلية المتظاهرين السلميين،نعم السلميين فقط،ولكن للأسف سيكون هناك ضحايا كثيرون،فالجميع يتحدث عن السلمية وهو للأسف غير مؤمن بالسلام ولا مؤمن بالاستجابة لما تدعو له المظاهرات. التغيير قادم حتى لو نزل إلى الشوارع فقط بضعة آلاف من المتظاهرين،حيث غباء الإدارة السياسية يفوق تصور الجميع،بعد أن أغراهم العسل ومذاقه الجميل وجعلهم ينغمسون بداخله ويولون المقربين لهم كل المناصب حتى ولو كانوا اقل خبرة،اعتمادا على مبدأ الولاء وفقط،فانهارت الأرضية الشعبية التي كانوا يستندون عليها،خاصة بعد أن نجح الإعلام الموجه إلى تقسمينها إلى فريقين،فريق يهاجم وفريق يدافع،واتفق الجميع على ألا يتفق،ومصر هي الخاسر الوحيد!! إلى اللقاء في المقال الخامس والستون مع تحيات فيلسوف الثورة سينارست وائل مصباح عبد المحسن [email protected]