رصدتها : سعيدة محمد تحولت الخناقات في حياة المصريين إلى غذاء يومي وبخور لطرد الابتسامة ، فقصوا وفصلوا لها مقولات ومأثورات " البيت اللي مش فيه صايع حقه ضايع " .. لأهمية تلك المشكلة وتأثيرها علي مسيرة حياتنا ، نزلنا للشارع نفتش ونبحث عن أسباب الخناقات ، وكيف اختفت خفة الدم المصرية ؟ امرأة تسرق جثة بعد أن تزوجت عرفيا من رجل أعمال توفي في حادث سيارة بالطريق الصحراوي ، كان مؤمنا علي نفسه بمبلغ تقدر بمائتي ألف جنيه ، وحينما علمت بعدم أحقيتها في ذلك المبلغ ، استأجرت بلطجية لكي يسرقوا جثة المرحوم نكاية في ضرتها ، حتى لا تتمكن من استلام قيمة وثيقة التأمين . وزيادة في النكاية سارعت بتقديم بلاغ ادعت فيه أن الزوج مازال حيا واتهمت ضرتها بالتزوير في شهادة الوفاة للاستيلاء على وثيقة التأمين. المواصلات يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم .. يقولها " محسن عبده من بولاق الدكرور " كلما نزل من بيته متجها إلى عمله ، يستفتح خناقاته بسائقي الميكروباس ، لأنهم من وجهة نظره طماعين ، يستغلوا تكدس الناس علي المحطات ، فيستغلون ذلك ويقومون بتقسيم المسافة إلى مواصلتين بدلا من مواصلة واحدة ، وبالتالي مضاعفة الأجرة التي تتحملها مرتباتنا الضعيفة .. وحيلة العربات التي تتعطل في منتصف الطريق وبمجرد ان ينزل الركاب تعمل ويهرب .. هذا إضافة إلى الاحتكاك اليومي داخل المواصلات وعدم تحملنا لظروف بعض . بينما يشير عصمت زايد أن خناقاته اليومية مع سائقي الميكروباص بسبب العملة المعدنية، وعلى سبيل العناد أُصر أنا على إعطائها له لكنه يتعصب ويقول لي إنها تسقط منه ولا يحب الفلوس المعدنية، وطبعا أنا لا يعجبني الكلام فأتخانق معه وتقريبا باتت هذه الخناقة عادة يومية مكررة. طوابير العيش تقول أم محمد :- اصحي منذ الفجر اترك العيال والجميع نائمين ، ,اخطف رجلي حتي كشك العيش لأقف في بدايته ، ولكن الموظفة المسئولة عن توزيع العيش لها رأي آخر في عملية التوزيع ، تعطي كميات من أرغفة عيش لمن يروق لها أو أحد أقربائها ، فيما تتعنت معنا ولا تقبل أكثر من جنيه ، مما يشعل في صدورنا الغيظ ، فترتفع الأصوات والصرخات مستنكرة كل ذلك . يقدس النوم عايدة عبده يختلف برنامج الخناقات اليومية لديها .. فهي تناولها الإفطار مع أطفالها وبعد أن تصحبهم للمدرسة القريبة من منطقتهم بشبرا مصر ، في طريق عودتها تخطط للخناقة اليومية المعتادة مع زوجها ، الذي يقدس النوم لساعات متأخرة من النهار تاركا محل السباكة الذي يمتلكه للصبيان يتلاعبون بالزبائن ويسرقون مع يستطيعون .. وبمجرد دخولها تبدأ الصراخ والولولة حتى يستيقظ . في النهاية الشعب المصري لوقت قريب كان يقال عنه انه ابن نكته ، الابتسامة لا تفارق وجهه ، حتي همومه الطويلة لديه قدرة علي تحويلها إلى سخرية للارتفاع عنها .. أين ذهب كل ذلك ؟ من السبب ؟ هل الفساد أم ضياع الأمل في المستقبل أم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أم البطالة .. أم جميعهم