أكفكف دمعا عز أن يراق ,فمازلت امسك ثوبك الفضفاض ملتحفا به ,يحنو علي كأنني ممسكا بصدرك التهم شراب الشهد منك وانظر أليك تملآني عينيك .تبتسمين فرحه , طفلك بين أحضانك .تلمحين به عين أخاك ووجه زوجك الرائق وملامحك البهية , تسكبين بقلبه دفء أنغامك أغنيه , ارددها الآن لأبنائي ,اكتب قصصا من عذوبة فمك ,تعشقها عتبات سلمنا ويرويها باب مسكننا ,تروي بلدتنا عن يوم ميلادي ما أخفاه أبي من فرحه يوم هل اسمي يسبق اسمه بأول الذكور منتشيا يجلس علي عتبات المسجد باسما بوجهه الأسمر لما وضعني بباب المسجد كما اخبرتيه ليضع بيدي العابرون الحسنات ويدعوا لي بطول العمر .. ملأت الفضية صينية النحاس اللامعة حول أبريق السبوع. .صلي وأنا بجواره أشاكس لفائف كنتي اعدد تيها علي عجل لأتدثر بها فلم يخال رشدك أنة ذكر. سبقتني البنات أربع وكم رجوتي المولي أن يكن ذكورا اليوم وهبك المولي غلاما , لتلتحم طويلا مقلتانا .. زاهيا راشدا .اخفي فرحته, فسرق ضحكتك يوم ميلادي كان يخشى ,جل من لا يهاب غدر زماننا .فمن يأمن غدر الغلام .بإخوته . عبرت بنا السنون سويا تصبرين وأنا أعدو بين أقدامك يحملني نسوه الحي اقبع ساكنا بين أيدي الجميع باحثا عن وجهك المضئ في وجوههن , يشاكسنني البنات فتنهريهن ليبتعدن وهن يعشقن رؤيتي يحنون رفقا بحالي وأنا أطلق الكلمات عجلي من فمي فيتضاحكن طربا ويعدلن من لغتي .تنهرني الكبرى وإنا التصق بها دوما فهي التي أسرتني بقلبها الوثير وكان خدها بساطا رائقا لقبلاتي .تحرسني من عبثي الدائم وتحمل عن أبي هما كبيرا تركه بعد أن فارقنا .ودعناه بكاءا مرا ,كنت والصغار نتساءل كيف آن لك أن تفارقنا, لم نشبع منك .عيوننا الثكلى لم تعبر جدار بيتنا الأسمنتي . .حملوه الرجال ونحن نمسح عبرات بعض تلتهمنا أعين الحي حيارى في وحدتنا وأنتي تمسكين بنا صلبه العود غضه القلب حيري , نعدو فتلمي ببساطك أثوابنا ونجوع فنشبع من يديك الثكلى , كان لون عينك يحيرني رائقة دوما تجلوها دمعات تيبست بها فزانت بريقها الِقا ,وتأسرني بساطه عشقك لأبي , أُذكْرك فلا تحكي إلا ما يسرني , رجلا يحمل الدنيا إليك بهجة وندي , وحيدا في بهاء رجولته, منفردا بحمل أثقال لا يحملها الفقراء , يصحو معك باحثا عن رزقنا بين أنياب دهرا غليظ المغنم , هجر الدنيا إليك واطعمتيه حنانك, فاستوي سكونا أبديا حتى مات , حمل عنك شقاء وحدتك والقي إليك أحمالنا ورحل , بتُ ابحث عن وجهه في كل وجوه الرجال فلم أجد , ظللت افتقده وأنا احمل بضائعه وأمر علي الأسواق بها , أعود إليك ليلا لأضع في كفك ما غنمته , تغمرني بسمتك ودموعك , اجلس لأكمل دروسي وأدون واجباتي علي عجل , مرت سنون العمر تأسريني بعطفك , واجتهد أن ارضيكي, زوجناهم بنتا بنتا , نسعد ونحن نري أبنائهن يكبرن , ونمرح بضحك الصغار ونحكي لهم عن جدهم. يوم أن اغتالت أحلامي من وهبتها قلبي, كنتي تواسي دمعي وتكفكفيه .رجوتي ربك ألا أصير حزنا .فأعتزل النساء قهرا وأموت وحيدا كما عمي . ..اختارتها عيناك . لم أراجعك, كانت اختيارك فرضيت , فرحت بها لفرحك , ضممتها كأني اقبل يديك , اشكوها فتضحك عينيك وتواسيني ....الآن يفارقني ظلها وأنت في المدى وحدك. تلمحين دمعي الذي تيبس صبرا .لا يواسيني كفك ولا يمنحني ضمك لي صبرا .أجلو حزني بين رفات قبرك هما القيه عليك . ....يوما مر علي دهرا أقف بين أخوتي احمل رفاتك علي كتفي خفيفا يجري بين مسجد سيدي عواض ومقابر قليوب نخترق سوق سيدي عبدا لرحمن حاملين جسدك الطاهر إلي مثواه, امسح دمع عيني بكفي ,فلا كف اليوم يمسحه . واصلي عليك صلاتا أخيره , أدعو لك أن يمنحك ربي قصرا بهيا. كنور عينيك , هي يا أمي حيرتي ونهر غضبي وأنتي نشوتي للذكري وصبري .أري ظلك بها فاخشي أن انهرها .أري وجهك , فيمنعني عنها. ..فمن لي الآن يمسح دمع عيني .ويرفق بي, يحنو علي همسا, يعيد ترتيب يومي .يعبئ قلبي بالصبر كي انتظر .