لأن الشعب المصري عظيم فهو يسخر من حياته لكي يتغلب عليها ..الطماطم تثير خيال المصريين ويغلها شعبولا " حتى انتي ياللي اسمك قوطة ..بتذلي فينا ومبسوطة " ،حرام عليكي يامجنونة..خليكي عاقلة ومظبوطة " امتدت إلى إطلاق نكات فكاهية وتبادلها عبر رسائل" sms " بين المواطنين و على لسان "المونولوجست" فى الأفراح والمناسبات ، نبعت كلها من مقولة “شر البلية ما يضحك” ، بينما انتقد بعضها جوانب اجتماعية و سياسية واقتصادية ورياضية. ومن أبرز هذه "القفشات " : "طماطماية قالت لتفاحة : دولتى مين فينا اللى مفعوصة "!، و"فيه طماطماية عطست قالت: كاتشب "، وثالثة عن :“أم تقول لابنتها: "وافقي على العريس الذي تقدم لك لأنه بائع طماطم ولن يبخل عليك”، واخرى عن "حماة عريس رضيت عنه لأنه أهداها 2 كيلو طماطم فى عيد ميلادها". وبالمثل "أب طلب كرتونة طماطم ضمن مهر ابنته ، فقال له والد العريس لا (خلوها تعنس) "،و" سأل شخص صديقًه عن هدية يأخذها إلى خطيبته ،فقال له "خذ لها كيلو طماطم مثل الذهب وأغلى من الورد!". ومن أشهر النكات الكروية الساخرة "ليه المنتخب الوطنى انهزم في النيجر ،لأن اللاعيبه كان عندهم نقص طماطم”!. العودة إلي أعلي شعارات ..ساخرة بينما تندر آخرون بعدد من الشعارات بعد تحريفها لتلائم الأزمة ،أبرزها “شعار المرحلة طماطماية لكل مواطن بدلاً من فرصة عمل”، "كيلو طماطم هدية لكل صوت انتخابى "، "طماطماية هدية من شركة المحمول مع كل شحن جديد للموبايل بدلاً من دقائق مجانية"،"شركة الاتصالات توفر كرتونة طماطم مجانية مع كل خط جديد" ، "طماطماية هدية مع كيلو تفاح ". ونكتة اخرى تشير إلى لافتة علقها صاحب مطعم للوجبات السريعة: "سعر المكرونة 3 جنيه دون طماطم و13 جنيهاً بالطماطم ".وعلى غرارها "طبق الكشرى سادة ب3جنيه وبالصلصة ب10 جنيه "!. وشملت مطالب النكتة الساخرة التي انتشرت بسرعة عبر شبكة "تويتر" و"الفيس بوك" وأجهزة ال«بلاك بيري»، إنشاء مؤشر خاص بأسعار الطماطم وتضمينها في نشرات الأخبار الاقتصادية وصفحات الاقتصاد بالصحف الورقية. بل طالب بعض مبدعى النكات بتدخل مجلس الأمن فوراً لحل المشكلة عندما ارتفع مؤشر أسعار الطماطم ببورصة الخضروات بصورة "جنونية" تفوق ثمن التفاح . "النكتة والكاريكاتير كآلية للنقد الاجتماعي"، موضوع دراسة حديثة أجراها مركز (الدراسات والبحوث النفسية) بجامعة القاهرة ،رصدت أشكال الفكاهة في مصر منذ بداية القرن العشرين وعلاقة النكتة بالأحداث السياسية والاقتصادية. وطبقت الدراسة على عينة تضم 1200 طالب بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان ،سجلوا أهم النكات التي انتشرت كأحد أشكال التفريغ النفسى. وفى ضوء نتائج الدراسة الميدانية ،يرى د. معتز سيد عبد الله أستاذ علم النفس بأداب القاهرة والمدير السابق للمركز أن مثل هذه النكات التى تنتعش بالأزمات تعكس تفاقم الأزمة الاقتصادية والأوضاع الاجتماعية التى يعايشها الناس، فمثلاً هناك بعض النكات المصرية تتحدث عن ظاهرة (الدروس الخصوصية) وضبط الكتب الخارجية مثل "واحد طالب قبض عليه بتهمة حيازة كتب خارجية" . وأضاف د.سيد أنه قد تصدر هذه النكات من الذين يعانون الأزمة أوالمراقبين لهاعبر استحضار تجارب سابقة مشابهة للمشهد الحالي وتطبيقها عليه بصورة تصنع مشهدا هزليا. بل إن النكتة تستخدم الآن كترمومتر لاحساس الشعب المصري وهو بطبيعته "ابن نكتة وينكت حتى على نفسه"، وتعد مؤشراً للرأي العام واتجاهاته. ومن أسباب شيوعها سهولة توجيه النقد البناء من خلالها ،لأنها لا تعرض مبتدعيها للمساءلة القانونية إلا إذا كانت تهدف إلى التجريح والتحقير من شأن شخص أو أشخاص معينين ،فتدخل فى نطاق السب والقذف. وتوضح د. علية حسين أستاذ الاجتماع بأداب القاهرةأن النكتة تسخر من مفارقات الواقع ، وكلها تصب في مرمى التعبير والمقاومة عبر الضحك. وتشيرد.علية الى أنه من المعتقدات الشائعة أن المرأة أقل ميلاً للدعابة ونكدية بدليل قلة عدد السيدات "الكوميديانات والمونولوجست" لكن بعض الأزمات ترتبط بربة البيت أو الأسرة مثل غلاء الطماطم واللحوم ،وبالتالى يتسع هنا المجال لظهور الدعابة النسائية بحكم أن السيدة تكون أكثر احساسا بالمشكلة ومعايشة لها وأقدر على التنفبيس والتعبير عنها فى شكل "نكات وقفشات". وبوجه عام هذه الفكاهة يطلقها المواطن المقهور الذي لا يتكلم تنفيساً عن الكبت الداخلى ،وبالتالى تحمى الفرد والأسرة من سحب الكأبة والخناقات الحادة خاصة مع تزايد ضغوط الحياة اليومية ،وبذلك تصبح ظاهرة صحية بدلأ من الاكتئاب والشكاوى .