بقلم صالح شيحة بداية قد تقرأ خبر عن إعتداء بلطجية على مستشفى وكأنه خبر عادى ..وتقرأ أن الأطباء قاموا بغلق المستشفى إحتجاجاً منهم على عدم تأمين المستشفيات وكأنه خبر عادى .. ناسياً أنك وأى أحد تهتم لأمره قد تحتاجوا إلى مستشفى بها أطباء ينتظرونك من أجل إنقاذ حياتك .. وقبل أن أخوض فى الحديث عن كيفية تأمين المستشفيات ينبغى أولاً البحث عن أسباب إنتشار أحداث الإعتداءات على المستشفيات فى الأيام الأخيرة .. وأول الأسباب هو الفساد الذى عشناه فى عهد المخلوع وما زلنا نعيشه حتى هذه اللحظة ..فحتى كتابتى لهذه الكلمات مازال أحباء المخلوع والمنتمين لنظامه هم المتحكمين فى إتخاذ القرارات فى وزارة الصحة المسئولين عن كل شئ سئ مثل ضعف مرتبات الأطباء والعاملين بوزارة الصحة وكذلك عدم الإهتمام بتجهيز المستشفيات بالأجهزة التى تحتاج إليها ..والأمراض الممنوعة من العلاج على نفقة الدولة ... وثانيها هم الأطباء أنفسهم فالجيل الجديد معظمه لم يعد يريد أن يتعلم والجيل القديم قلما يظهر منه طبيب مخلص يريد أن يُعلم الجيل الجديد ووجود العيادات الخارجية من أكبر الأسباب وراء هذه المشكلة ووراء الصراعات بين الأطباء فتجد الكثير من الأطباء يتحدثون عن زملائهم بطريقة لا تليق كى يشوهوا سمعتهم حتى لا يذهب المرضى إلى عياداتهم .. وثالثها إنتشار المستشفيات الخاصة والتى تدفع للأطباء الكثير ولذلك فإن الطبيب يكون ولاؤه لهذه المستشفيات وإهتمامه الأكبر بها فهذه المستشفيا تاخاصة تجعل من الطبيب تاجر بل تجد الكثير من الأطباء يذهبون للمستشفى الحكومى التى يعملون بها للتوقيع فى دفتر الحضور ويتركون سياراتهم دائرة بالخارج لأنهم بعد التوقيع يخرجون مباشرة إلى عياداتهم الخاصة أو إلى المستشفيات الخاصة .. ورابعها إنعدام الضمير لدى بعض الأطباء وعقدهم صفقات بينهم وبين مندوبى شركات الأدوية والمستلزمات الطبية فتجد الطبيب يكتب للمرضى دواء غالى مع العلم أنه هناك دواء أرخص منه ويؤدى نفس المفعول ..وكذلك الأطباء يتفقون مع شركات المستلزمات الطبية التى تستخدم فى العمليات على أن يرسلوا أهل المريض لشراء مسمار أو شريحة من شركة بعينها ثم يحصل هذا الطبيب على نسبة من الشركة بالإضافة إلى النسبة التى سيحصل عليها من المستشفى .. خامسها وجود كثير من الإدارات الضعيفة التى لا تستطيع أن تقود العمل فى المستشفيات فقد تذهب إلى إحدى المستشفيات فى يوم الإستقبال وتظل منتظراً بالساعات الطبيب المختص ليكشف على حالتك لأنه كان نائماً أو بخارج المستشفى .. سادسها أفراد الأمن يتعاملون مع مرافقى المرضى بطريقة سيئة وقلة الإهتمام بفريق العلاقات العامة بالمستشفيات فتجد أفراد الأمن العاملين بالمستشفى يقوم بالشكل مع أهل المريض فقط ناسيين أن أهل المريض يحتاجون أن يطمئنوا على حالة مريضهم ولذلك يجب الإهتمام بفريق العلاقات العامة .. سابعها ويأتى من ضعف التواجد الأمنى فى الشوارع وفى المستشفيات فلا تجد حتى عسكرى مرور يقف أمام المستشفيات لتنظيم حركة المرور ولا يوجد قوة من الشرطة تُقنعك أن قيادات وزارة الداخلية بالفعل يريدون حماية المستشفيات وكثيراً ما يذهب البلطجية إلى المستشفيات كى يستكملوا الخناقة مع المصاب داخل المستشفى .. الحل هو أن يقوم رئيس الجمهورية بالضغط على رئيس الوزراء والوزراء لتطهير الوزرات من القيادات الفاسدة وللحديث بقية ..