بقلم مصطفى ابو زيد تشهد مصر حالة من الترقب بعد الانتخابات الرئاسية التى تمت على مدار اليومين الماضيين والتى تابعها العالم العربى والعالم إجمع على كونها أول إنتخابات رئاسية ديمقراطية تشهدها مصر على مدار تاريخها أن يكون هناك أكثر من مرشح وتكون هناك مناظرات تحليلية لتوضيح الصورة أمام الشعب المصرى حتى يتمكنوا من إختيار المرشح الأفضل والأنسب لقيادة البلاد تبعا لبرنامجه الانتخابى ولكن ماتم فى هذه الأنتخابات الرئاسية كشفت الكثير فى توجهات الشعب المصرى وذلك أتضح جليا عندما بدأت أعمال فرز الأصوات وشيئا فشيئا بدأت تتكشف النتائج المحتملة اذا ما كان هناك قدرة لمرشح بعينه أن يحسم الأنتخابات لصالحة من الجولة الأولى ولكن هذا الأحتمال كان ضعيفا للغاية لعدة أسباب أهمها تفتيت الأصوات الحادث بين من يمتلون التيار والفكر الاسلامى وكذلك من يمثلون أتباع النظام السابق فكان من المؤكد أن لايستطيع أى مرشح القدرة على الحسم من الجولة الأولى وهذا ماحدث فقد وجدنا فى متابعة عمليات الفرز بات ظاهرا أننا أمام جولة الأعادة بين ثلاثة مرشحين وأن المرشح الأخوانى الدكتور مرسى هو الطرف الثابت فى هذه المعادلة أم الطرف الاخر فى المعادلة محصورا بين الفريق شفيق وصباحى وذلك لتقارب فارق الاصوات بينهما صعودا ونزولا أعتقد أن هذه الأنتخابات الرئاسية قد أوجدت مصر فى وضع لاتحسد عليه عندما تجد نفسها أمام أختياران أسوأ من بعضهم ومرغم على الأختيار بين مرشح الأخوان الذى يعيد للاذهان إستحواذ تيار واحد على كل مؤسسات الدولة المهنية والتشريعية والتنفيذية أى أننا نعيد قبضة الحزب الواحد والتيار الواحد والذى كان متمثلا فى الحزب الوطنى الحاكم فى النظام السابق والتى قامت من أجله ثورة يناير وأطاحت بهذا النظام الذى كان يستأثر على الحياة السياسية فى مصر واستشرى فيه الفساد الكامل وهناك تخوف حقيقى لدى بعض فئات الشعب من إستحواذ جماعة الأخوان وحزب الحرية والعدالة على كل مقدرات الدولة المصرية واعتقد أن القوى الثورية لن تكون راضية عن هذا اذا ماتم وصول الدكتور محمد مرسى لسدة الحكم وذلك لشعورها بسرقة الثورة من الثوار وإقتناصها من قبل فصيل واحد ويستأثربها واذا ماتم ذلك نكون أمام أنشأ دولة جديدة ولكن من نوع أخر وهى دولة المرشد الذى يكون فيها أقوى من الرئيس نفسه وبين المرشح الفريق أحمد شفيق المحسوب على النظام السابق والذى كان مفأجاة كبيرة لمعظم الشعب المصرى فى كونه يحصل على تلك الأصوات الكبيرة والتى تقدر بالملايين وهنا يقف المرء متحيرا اذا ماقام الشعب وانتفض ليطيح بنظام كان فاسدا بما تحتويه الكلمة من معان وكان هو أحد رموز هذا النظام وأخر رئبس وزارء هذا النظام الذى أسقطه الشعب فمن إذا قام بالتصويت له ودعمه فى هذه الأنتخابات حتى يأتى مرة أخرى لسدة الحكم وليعيد إنتاج النظام الساقط مرة أخرى أم أن الشعب قد أعاد النظر وشعر أن يفتقد الذل والمهانة بعدما رفع شعار عدالة حرية كرامة إنسانية أبان ثورة يناير أم هناك حسابات أخرى أستجدت على الساحة السياسية من الممكن أن يكون من بينها هيمنة الأخوان على منابع الحياة السياسية فى مصر مما جعل بعض الفئات مثل الأقباط والصوفيين ومما يسمون بالأغلبية الصامتة أو حزب الكنبة وهنا تأتى فكرة الدولة العميقة التى تستند إلى الشعور بالأمان الذين يفتقدوه الذى يعقبه الاستقرار لانهم شعروا بأن مستقبلهم يعتريه الغموض وبات كل ما يجول فى خاطرهم فكرة واحدة بغض النظر عن كيفية تحقيق ذلك وهى الشعور بالأمان والأستقرار وبين دولة المرشد وبين فكرة الدولة العميقة يجب الشعب حائرا لايعلم لمن سيدلى بصوته فى جولة الأعادة وكأن الثورة قامت وأستشهد أبنائنا وأخواتنا ليستفيد منها أحد رموز النظام السابق ليعيد ما كان من نظام فاسد أسقطه الشعب أو جماعة تريد الأستئثار على الدولة المصرية بجميع أركانها دون الأعتبار لباقى الاحزاب والقوى الثورية التى هى أحق من يقطف ثمار الثورة وما بأيدينا إلا أن ندعو لهذا الوطن بأن يكشف عنه هذه الغمة يأرحم الراحمين