بقلم وحيد لاشين عندما يُسئ أحدهم إليك - بكل تأكيد - ستغضب خاصةً إذا تأكدت من صدق الواقعة .. أليس ذلك صحيحاً؟!! و بالطبع ستختلف حالة الغضب لدّيك بإختلاف المواقف و الزمن و حتماً سيختلف رد الفعل لدّي كلٌ منّا في الموقف الواحد. دعني أجعلك تفتش بداخلك بصورة أكبر ، حينما تسأل نفسك و تجيبها عما يلي:- o هل كُل إساءة تتعرض لها من الآخرين تُمثل لك حالة غضب ؟؟ o هل تحاول التأكد من صدق و صحة الواقعة ؟؟ o هل يسبق غضبك تحققك من الواقعة أم تؤجله لحين التحقق؟؟ o هل تسامح عن الإساءة ؟؟ o هل تنتقم لكل إساءة ؟؟ o هل أنت مزيج بين المتسامح و المنتقم ؟؟ o إذا كنت ذلك المزيج فإلى أيهما أقرب ؟؟ o ما هي حدود التسامح و الإنتقام لديك ؟؟ ( برغم أن سؤالي الأخير قد يبدو فضفاضاً .. إلا أنه سيثُرى تخيلاتك .. فلا تكبحها). الآن نعود سوياً مرة أخرى:- من المؤكد أنك عرفت إلي أي الفريقين تنتمي !! هل تنتمي إلي فريق المتسامحين أم فريق الإنتقاميين؟؟ بالطبع أنا لست ممن يؤمنون بفكرة الإنتقام مهما كانت الإساءة ، لأن فكرة الإنتقام لا تولّد بداخلك سوى الحقد و الغل و الكراهية و كلها أفكار سلبية ستستهلك منك الكثير من الطاقات وقتاً و جهداً .. و لن تفيدك و لن تفيد الآخرين بقدر ما ستجلب لك و لهم الضرر. عادةً ما يكون الرد الشعبي عن الإساءات المتكررة من شخص ظلمك بدون وجه حق " منك لله مش مسامحك" ... لكن هل لك أن تتصور أن يُبدل أحدهم ذلك القول إلي "منك لله و مسامحك" .. فكر معي جيداً في تلك العبارة .. في مغذاها ، قائلها ، واقعها ، و أترك العنان لمخيلتك لتُدرك أشياءاً أخرى ربما لم يُدركها مقالي. و لكن!! .. دعني أقف بك عند شخص قائلها .. مَن ذلك الشخص الذي يترفع إلي هذا القدر ليقولها؟؟ فتش جيداً في مخيلتك عن أبطال مواقفك و كومبارساتها .. قد تجد في حياتك ذلك الشخص .. هل وجدته!!؟؟ أنا شخصياً .. أعرف شخصاً - مر بي في حياتي - قالها لأحد أقربائه .. حينما حوّل ذلك القريب حياته إلى كآبه و يأس بعدما قتل ما فيها من أفراح و أحلام و جمال و سعادة ... و برغم معرفتي الجيدة له و لمواقفهما .. إلا أنى تعجبت لذلك الرد الملائكي " منك لله و مسامحك" .. و إن لم أتعجب أنه القائل.. لما عرفته عنة من نبل و خُلق. أحياناً .. يكون الترفع عن الإساءة لِمن أساء لك ضعف ، لكن كثيراً .. يكون ذلك الترفع نبلاً و عفواً عند المقدرة. فلا تمنع نُبلك عن الآخرين,, قد تحتاجه و قد يحتاجونه. ((الثورة مستمرة))