بقلم محمد فايز الافرنجى كثيرًا ما يتم تداول مصطلح التوازن الاستراتيجي بينالاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية, سلاح يقابله سلاح؛ بالتأكيد لا يمكن أنيكون هناك أي توازن بين سلاح بدائي سواء المصنع محليًا لدى المقاومين الفلسطينيينأو ذلك الذي يتم تهريبه عبر الأنفاق من سلاح عفا عليه الزمن, رغم ما يهوله عنهالأعداء و يمرره تجار السلاح أو الذين يبحثون عن الثراء الفاحش. أثناء وقوع العمليات الاستشهادية التي كانت تمارس من قبلالمقاومين الفلسطينيين كان لا يمكن القيام بأي حسابات لمعادلة التوازن بين المحتلوالمقاوم فلا سلاح رادع لمن تكون حياته سلاحًا لضرب المحتل ومصالحه, ففشلت معهاأجهزة المحتل الإسرائيلي أن تقف أمامها سوى عاجزة تنتظر الضربة تلو الضربة معتمدةفقط على استخباراتها التي كانت تفلح أحيانًا بصد الهجمة قبل حدوثها وغالبا ما تفشل. ولأسباب سياسية وأخرى لوجستية وتبدل الحالة الأمنيةبالضفة الغربية ومحاربة المقاومة بشتى أشكالها, وتوقيع العديد من الاتفاقات الأمنيةبين السلطة الفلسطينية من جهة, وأجهزتها بالضفة الغربية وبين الاحتلال الإسرائيلي منجهة أخرى ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يعرف "بالتنسيق الأمني"؛ أدتكل هذه العوامل إلى شل المقاومة الفلسطينية بتوجيه ضربات وعمليات استشهادية داخل الأراضيالمحتلة لعام 1948 أو على الأقل توقفها وصعوبة تنفيذها. أصبحت الآن الصواريخ الفلسطينية سواء تلك المصنعة محليًاأو التي يتم تهريبها عبر الأنفاق هي سلاح الردع الفلسطيني الذي يسعى المقاوملتطويره وامتلاك أكبر عدد منه ليكون رادعًا للمحتل في أي توغل أو عمليات عسكريةيقدم عليها الاحتلال بالقطاع, حتى عملياته في اغتيال القادة والمقاومين يتم الرد عليهابهذه الصواريخ. لا شك أن هذه الصواريخ تأتي أكلها بين الحين والآخر,ولها من الأهمية التي لا يمكن معها أن نهملها ونقلل من شأنها, كما يسعى البعض لذلكووصفها بالعبثية أحيانًا وبالألعاب النارية أحيانًا أخرى, حيث استخدمت بحرب غزة فيالعام 2008-2009 والتي كانت من الأسباب الرئيسية والأهداف التي يسعى الاحتلاللإنهائها, والقضاء عليها. حينما تبدلت المعادلة وتم إضعاف المقاومة الفلسطينيةبالضفةالغربيةالمحتلة لحد التلاشي؛ ترتبت على المقاومة الفلسطينية اليوم أعباءجديدة تعيد لها هيبتها وقوتها وقدرتها على ردع الاحتلال بشكل يخيفه بل يرعبه ويربكحساباته العسكرية بشكل كامل. الضفة المحتلة بحسب طبيعتها الجغرافية واقترابها منمناطق الأراضي المحتلة لعام 1948 وكذلك تشابكها مع العديد من المستوطنات التي تقامأصلًا على أراضيها, يؤدي ذلك إلى وضع المؤسسة العسكرية للمحتل أمام حالة جديدة لايستطيع معها أن يستمر بجرائمه ومجازره بالضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء, كمايجعل المحتل أمام حالة جديدة من توازن الردع والرعب وعليه أن يبدأ بإعادة حساباتهمن جديد لدرجة قد توقف كافة عملياته العسكرية ضد الفلسطينيين ولو إلى حين. إن الصاروخ الفلسطيني البدائي الصنع والذي يمكن نقلتكنولوجيا صناعته إلى الضفة الغربية بطرق شتى سيكون له من التأثير على الكيانالإسرائيلي وأمنه بما يمكن المقاومة الفلسطينية من فرض نفسها من جديد على واقعالقضية الفلسطينية بقوة وقدرة على فرض أجندات فلسطينية جديدة سواء كانت عسكرية أوسياسية . لقد جرب الفلسطيني عبر الحقبة الماضية كافة وسائلالالتزام بتقديم ضمانات لأمن المحتل عبر ما يسمى أوسلو؛ حيث أفرغ القضيةالفلسطينية برمتها من حقوق وثوابت كان الشعب الفلسطيني وما زال يعتبرها خط أحمر لايسمح بالاقتراب منه تحت أي مسمى, وهذا ما أوصلنا لحالة من الانقسام السياسي حينما مسالبعض لهذه الحقوق والثوابت وشطب العديد منها في محاولة يائسة لنيل رضا الاحتلالعسى أن يمنحه أي دولة فلسطينية على أي بقعة من أرض فلسطين وإن كانت شبه دولة!! إن المقاومة لن تبقى محصورة فقط على قطاع غزة وتكون الضفة المحتلة خارج هذه المعادلة,ففلسطين كل فلسطين هي أرض واحدة وتحمل أهداف واحدة بشعبها المناضل في كافة أنحاءتواجده عبر هذه الأرض المباركة, على الفلسطينيين التوحد في هذه المقاومة وتطويرهاليكون هناك حسابات جديدة لدى المحتل تبدل المعادلة وتقلبها رأسا على عقب.