بقلم خالد الشرابي مسلسل «بايخ» يستمر منذ نشأة حزب الحرية والعدالة يحاول إقناعنا بأن الحزب ليس له علاقة بجماعة الإخوان المسلمين وإنفصاله عن قرارات الجماعة وقياداتها ومسلسل آخر أعتبره أكثر«بواخة» بإستقالة الكتاتني من الحزب وكأنه قطع علاقته به بإستقالة رمزية تبعد عن المنهجية والواقعية.يبدو أن «البواخة» لا تنقطع مثل تفوهات وأقوال تثير الغثيان وترفع الضغط ويتصبب منها العرق من أهوالها كالجيش حمي الثورة وهناك 16 ألف معتقل وآلاف الشهداء والمصابين في عهد العسكري أو أن الإخوان حرّرونا من مبارك وكأنهم إحتلوا الميدان من باكر 25 يناير وكأنهم لم يحذروا أعضائهم من النزول في أية مظاهرات منعاً من إقحام الجماعة في أي صدام مع النظام وإنزلاقهم في عواقب غير مأمولة. لا شك أن جماعة الإخوان هي دولة داخل الدولة وما أكثر الدول في مصر من عسكر وسلف وأقباط ,فكلّ يغني علي ليلاه وكلّ يحمل بين ثناياه طموحات سياسية خاصة لا يحيد عنها.فمنذ أن خلا الميدان من معتصميه بعد 11 فبراير لم يعد الإخوان إلي خيامهم إلا في أوقات الإحتفال أو الإعتراض علي قرار يصطدم مع طموحاتهم .إكتفت الجماعة بالغنائم التي جنوها بعد التنحي كالخروج من نفق الحظر إلي مصادقة الحاكم وكسب وده وإنشاء حزب دون أية مضايقات والمنافسة في الإنتخابات بمنتهي الطلاقة.لا أغفل عن وصف الجماعة لجمعة 27 مايو بأنها وقيعة بين الجيش والشعب أو بمعني أدق وأفصح بين الشعب والمجلس العسكري فهو الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه إن كان علي حق أو باطل إيماناً منهم بأن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين وإن كان فوق صالح الثورة والشعب!.ولا يذهب عن ذاكرتي خروجهم في جمعة 29 يوليو يهتفون بحياة المشير والحفاظ علي الهوية الإسلامية ولا أعلم ما وجه التلازم بينهما , هل تحمل حياة المشير نفس قدسية وسمو الشريعة أم أن ألوهية الحاكم لم تسقط مع ثورة يناير؟!.أفزعني وصول عدد المفصولين من الجماعة إلي 4000 شاب إخواني وآخرهم أحمد نزيلي بعد إنضمامه لحزب التيار المصري وتأييده لأبو الفتوح فليس لهم حق إلا أن ينتموا للحرية والعدالة ولا يأيدون إلا من تأيده الجماعة فأين الحرية والعدالة؟!,فهم شباب يناطحون ويعاندون من أجل إستكمال ثورة حتي منتهاها وصدامهم مع رأي الجماعة الذي يري نتائج الثورة جيدة ولابد من الإصلاح التدريجي ضماناً للإستقرار كما جاء علي لسان خيرت الشاطر وإنطلاقاً من ذلك لا تسألني عن القصاص لدم الشهداء أو أموال منهوبة لم تسترد حتي الآن ,فمن أجل الإصلاح التدريجي أدر وجهك وأعطي ظهرك لبنت مسحولة عُريِّت بأيدي الشرطة العسكرية ولا تسألني عن ضربة البيادة في صدر هذه البنت دون أن تهتز شعرة واحدة من رأس قيادي إخواني يحمل الخير لمصر!.ثم بعد التنحي إشترك الإخوان مع العسكر في إيهام الشعب بأن الإستفتاء علي المادة الثانية فلابد للمسلم أن يثبت إسلاميته وإلا سيكون من الملحدين الشواذ أعداء الله والدين وتستمر المادة الثانية الكارت الذي يجذب الإسلاميين والشعب تحت إبط الحاكم!.الجماعة تسير بمبدأ الحشد الذي يملكونه كحائط الصد لأية قرارات تعرقل سير الجماعة وإن كانت تسير لصالح الثورة, من إكتظاظهم في الميدان رفضاً لوثيقة السلمي أو مباديء حاكمة للدستور أو الدستور أولاً ,حتي جمعة «نصرة الأقصي»وكيف سينتصر الأقصي ومصر مكبولة تقف في نصف طريق الثورة؟!,ثم إلي ميدان هاو إلا من الشهداء والمصابين والخرطوش وغازات القنابل في ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء!.فالإخوان يملكون حشداً لا يضاهيه أي فصيل سياسي آخر وهذا الحشد يمارس دوره للمضي في خارطة الطريق الإخوانية بدءاً من إستفتاء مارس الغاشم وتعجيل إنتخابات البرلمان نتيجتها مضمونة لهم في ظل فراغ سياسي وحزبي واسع حتي وإن كانت إنتخابات علي دم شهداء محمد محمود!.إنتقل هذا الحشد من إنفصاله عن الشعب إلي حشد آخر أكثر إنفصالاً في برلمان ليس له علاقة بالثورة ,برلمان يضع العسكر فوق طائلة القانون وتنزيهه عن المساءلة والمحاسبة والنقد ,فجعلوه برلماناً كالمصطبة عبارة عن «مكلمة» بلا مشروعات لقرارات تعبر عن الميدان والشعب الذي جاء بهم والذين إنتفضوا فور إشهار النائب محمد أبو حامد بخرطوش الداخلية صائحين مرددين "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" ذاتهم الذين عجَّت القاعة بتصفيقهم لإتهام النائب البكري بعمالة البرادعي الذي إتخذوه سُلّما للتغيير,والكتاتني الذي تصاعدت لديه الجرأة بأن يساءل النائب زياد العليمي لسب المشير ولا أعلم لماذا تصبح هذه الجرأة في الحضيض مخبوءة تحت المضبطة إذا جاءت سيرة المشير! .لا تعجب من نواب صبوا جم غضبهم علي العليمي لأنه وصف شيخاً صادقَ ضباط أمن الدولة ونافق النظام المخلوع برأس الفجل..أو لأنه أساء لسفاح لوث يديه بدم شهدائنا ..لا تعجب فإنهم قوم لا يشعرون!.تستمر المهزلة برئيس قالوا عنه توافقي يقطع خيوط المنافسة العادلة بين المرشحين بوصاية من العسكر والإخوان علي إختيار الناخب ولا أجد وصفاً لهذا الرئيس إلا بكلمة لا أود ذكرها حتي أحافظ علي آداب الكتابة والنقد!..كما بدأت الفترة الإنتقالية بمسخرة الإستفتاء يسعون إلي مسخرة الرئيس المسمي بالتوافقي والذي أراه مطلقاً للحيته مرتدياً بذلته العسكرية منتظراً بصمة الشعب!