بقلم : وحيد لاشين مَن منّا يمر عليه يوم ميلاده و لم تخالجه في نفسه بعضاً من الذكريات و المواقف التي لا ينساها؟!!! ، أعتقد أن معظمنا -إن لم يكن جميعنا- يشترك في هذا الأمر. لم يكن لدّى أي شغف بعيد ميلادي و كنت ممن لا يلقون بالاً بقدوم عيد ميلادهم بل و كنت أصطنع تجاهله ، و لكن حدثت المفاجأة - قبل عدة سنوات- مع موقف حدث لي شخصياً و بدأت أسترجعه من بدايته كي أُقدر كم كانت النتائج!! و كيف كانت!! ، و إذا بي أراني أسترجع مده زمنية قاربت العام ، سألت نفسي حينها مئات الأسئلة و كانت بالطبع إجاباتي أقل ، من هنا جاءت فكرة الإهتمام بعيد ميلادي كي أقدم فيه كشف حساب شخصي لشخصي. في عيد ميلادي تحضرني عشرات بل مئات المواقف التي لا يمكنني نسيانها - و أظن أن جميعنا له مواقفه التي لا ينساها - مواقف لكلٍ منها أحداثها و ملابساتها و أشخاصها و زمانها و أماكنها و طعمها المختلف ، و كلها تجارب يعيشها المرء و يخرج منها بخلاصات تصُب في رصيد خبرته الحياتية. من ذكرياتي التي لا أنساها مع عيد ميلادي عزومات لبعضاً من أصدقائي مرة بمنطقة الحسين و مقهى الفيشاوي و مرة بمدرجات جامعة عين شمس و أخرى بسينما رينسانس و أخرى بالنت (لم تكن إحتفالات بل كانت كلها تدبيسات) ، و برغم إختلافهم إلا أنهم يشتركوا في وجودي وسط مَن أبادلهم الحب. و من المواقف التي لا يمكنني بأي حال من الأحوال نسيانها و التي أتذكرها مع كل عيد ميلاد أُقدم فيه تهنئة أو أتلقاها ، موقف لم يكن في يوم ميلادي لكنه كان عقب أول دعوة يتلقاها "فلاح" و هو العبد لله و صديقي "الصعيدي" لحضور حفل عيد ميلاد في بيت أحد أصدقائنا في بلاد الفرنجة أقصد "القاهرة" (و لك أن تتخيل حينما يجتمع فلاح و صعيدي لأول مرة في مناسبة قاهرية .. حدث و لا حرج!!!!) . يومها إتفق معي صديقي "الصعيدي" بفكرة (مهببة!!) ملخصها أن نتميز عن الحضور بأن نرتدي طقم موحد و وافقته عليها (و يارتنى ما وافقته!!!) و لم نجد مشتركاً لدينا إلا قميصاً أبيض و بنطالاً أسود و بالفعل إرتدي كلانا طقمه و ذهبنا و معنا هدايانا و حينما وصلنا ضربنا الجرس و فتحت إحداهن الباب و لم تكن تعرفنا و لا نعرفها و سمعنا صوتاً من الداخل يسألها "مين عالباب؟" فقالت " دا السفرجية وصلوا !!" ،،،،، لا تتعجب فقد تأكدنا بعدها بدقائق بأن ملبسنا يتشابه مع ملابس السفرجية و لا ينقصنا عنهم سوى الببيون الأسود. و أخيراً و في يوم ميلادي أقول :- لكل مَن قدّم إلىّ إساءة و كل مَن أذاني ,,, سامحتك فليس لدى وقت أضيعه في الكراهية. لكل مَن سببت له أذى دون قصدٍ أو معرفه ،،،، سامحني لم أتعمد إيذائك. لكل مَن هنأني بيوم ميلادي ،،، أشكركم و أسعد الله أيامكم .. كَم لكم في قلبي من حبٍ و مودة.