إخلاء سبيل صلاح التيجاني بكفالة 50 ألف جنيه    مجلس الوزراء: خطوات هامة وبدايات مبشرة لصناديق الاستثمار المصرية في الذهب    وزيرة التضامن تبحث مع سفير الاتحاد الأوروبي التعاون في مجالات العمل المشتركة    الأسهم الأمريكية تسجل مكاسب للأسبوع الثاني.. وداو جونز يصل مستوى غير مسبوق    الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت طاقة أوكرانية بأسلحة عالية الدقة وطائرات دون طيار خلال الليل    وزير الداخلية اللبناني: نعمل على صد أي محاولة لضرب الأمن الداخلي في لبنان    الناخبون في التشيك يواصلون التصويت لليوم الثاني في انتخابات مجلس الشيوخ والمجالس الإقليمية    التشكيل المتوقع للمصري في مواجهة الهلال الليبي بالكونفدرالية    القنوات الناقلة لمباراة ريال مدريد وإسبانيول في الدوري الإسباني.. والقنوات الناقلة    تأجيل محاكمة مضيفة الطيران المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس لدور أكتوبر    عمرو الفقي: تحية لفريق عمل والقائمين على مسلسل برغم القانون    مفتي الجمهورية من موسكو: علينا تصحيح الصورة المغلوطة عن التراث الإسلامي بالحوار    المشاط تبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الوكالة الفرنسية للتنمية    مستثمرو مرسى علم يطالبون بمشاركة مصرية قوية فى بورصة لندن السياحية نوفمبر المقبل    واتكينز ينهي مخاوف إيمري أمام ولفرهامبتون    موعد مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد والقنوات الناقلة في الدوري الإسباني    غدًا.. وزير التعليم يزور قنا لتفقد عدد من المدارس مع بداية العام الدراسي    سقوط 3 عناصر إجرامية بترسانة أسلحة بالقليوبية    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    ضبط المتهم المتهم بالتعدي على سيدة لخلافات على أولوية المرور في القاهرة    محافظ المنوفية: طرح 12 مدرسة جديدة للتعليم الأساسي والإعدادي والثانوي    الليلة، انطلاق عرض مسلسل تيتا زوزو على منصة Watch It    انطلاقة قوية لمواليد برج الأسد في بداية الشهر الشمسي الجديد    القصة الكاملة لشائعة وفاة محمد جمعة.. ما علاقة صلاح عبد الله؟    داعية إسلامي: يوضح حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم    مستشفيات جامعة سوهاج تنهي قوائم الانتظار بنسبة 98 ٪؜    «اللي بيحصل يهد ريال مدريد».. رسالة نارية من ميدو ل جمهور الزمالك قبل السوبر الإفريقي    رواتب تصل ل25 ألف جنيه.. فرص عمل في مشروع محطة الضبعة النووية - رابط التقديم    في يوم السلام العالمي| رسالة مهمة من مصر بشأن قطاع غزة    تقرير أمريكي: بلينكن لم يزر إسرائيل بجولته الأخيرة خشية تقويضها لجهود الوساطة    شيخ الأزهر يعزي اللواء محمود توفيق وزير الداخلية في وفاة والدته    تحرير 458 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» وسحب 1421 رخصة بسبب «الملصق الإلكتروني»    وزير الشئون الاجتماعية اللبناني: التفجيرات الإسرائيلية الأخيرة غير مسبوقة وتتطلب تكاتف جهود الجميع    وزير الإسكان: تخفيض 50% من رسوم التنازل عن الوحدات والأراضي بالمدن الجديدة    بعد ارتفاع الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 21 سبتمبر 2024 في المصانع    "تحيا مصر وعاش الأزهر".. 12 صورة ترصد أول أيام الدراسة في معاهد أسيوط (صور)    زاهي حواس: مصر مليئة بالاكتشافات الأثرية وحركة الأفروسنتريك تسعى لتشويه الحقائق    بسمة بوسيل تنشر إطلالة جريئة لها.. وتغلق التعليقات (صور)    انتظام الدراسة في أول أيام «العام الجديد» بقنا (تفاصيل)    عالم بوزارة الأوقاف يوجه نصائح للطلاب والمعلمين مع بدء العام الدراسي الجديد    تأهل علي فرج لاعب وادى دجلة لنهائي بطولة باريس للإسكواش    دراسة فرنسية: 35 مليون شخص مصابون ب"الألزهايمر" حول العالم    بدء العام الدراسي الجديد.. ما هي خطة وزارة الصحة لتأمين للمنشآت التعليمية؟    عقب الإصابة بأعراض النزلات المعوية.. «الوقائي» يتفقد الحالات المرضية ب4 مستشفيات بأسوان    الفرق الطبية بالشرقية تجري 475 زيارة لخدمة كبار السن وذوي الهمم    «بعد حبسه».. بلاغ جديد للنائب العام ضد الشيخ صلاح التيجاني يتهمه بازدراء الدين    استقرار أسعار اللحوم الحمراء اليوم السبت 21 سبتمبر    «اعرف واجبك من أول يوم».. الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية ل رابعة ابتدائي 2024 (تفاصيل)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    انخفاض جديد في درجات الحرارة.. الأرصاد تزف بشرى سارة لمحبي الشتاء    وزير خارجية لبنان: لا يمكن السماح لإسرائيل الاستمرار في الإفلات من العقاب    لطيفة: أمي قادتني للنجاح قبل وفاتها l حوار    رياضة ½ الليل| مواعيد الإنتركونتينتال.. فوز الزمالك.. تصنيف القطبين.. وإيهاب جلال الغائب الحاضر    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    الزمالك يُعلن طبيعة إصابة مصطفى شلبي ودونجا قبل مواجهة الأهلي في السوبر الأفريقي    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدينة الصمت...قصة قصيرة بقلم عامر محمود
نشر في الواقع يوم 24 - 01 - 2012

منذ نعومة اظافرهم وتجمع بينهم حاله غريبه من الحب العذري حب من اجل الحب انها علاقه فريده من نوعها لاتعرف وقتاَ محدداً لبدايته او لنهايته وبرغم ان ذويهم حاولوا بقدر الامكان أن يمزقوا هذا التلاحم وان يعكروا صفوا هذا الحب ولعل ذلك يعود لقناعه الاهل بمعتقدات وافكار قديمه مسيطره على عقولهم ولكن اراده الاطفال التي كبرت معهم كانت اقوي من اي معتقد او فكر لقد كان يجمعهم حلمَ واحد منذ الصغر ان يجعلوا مدينتهم مدينة فاضلة بمفهومهم اي ليس فيها ثأر او فقراء او جهل او مرضى لايجدون العلاج كان حلمهم ان تصبح مدينتهم بكل القري التابعه لها مدينه مثاليه كانوا يتمنون أن تصبح مدينه البلينا وهي المركز الاخير لمحافظه سوهاج من الناحيه الجنوبيه والتي تعتبر اول عاصمه فى تاريخ مصر وهي نفسها التي خرج منها الملك مينا موحد القطرين بان تاخذ مكانها الصحيح على خريطه مصر والعالم .
التقى الاربعه فى اليوم الاول من دراستهم فى المرحله الابتدائيه حيث كان يجمعهم فصل مدرسى واحد ( احمد يوسف ) عندما تنظر اليه تجد براءه الدنيا على وجنتيه وابتسامه لاتفارقه ابداً كان طفلاً يتيماَ تربيه امه مع شقيقته ( هند ) وينتميان الي قبيله هواره ,
( شهدي حنا ) اجمل طفلَ تجده بين هؤلاء الاطفال عيناه ينبعث منهم بريق جميل يجذبك للنظر فيهما شعره الذهبى لونه الاشقر والتي كان جميع نساء القرية يتمنون ان ينجبا طفلاً يشبهه ومن اسمه تعرف انه ينتمي للديانه المسيحيه ,
( عبير عبدالمولى ) من يراه للوهله الاولى تحفر ملامحها بداخله فهي طفله يكتب على وجهها شيئان الصدق والحزن لونها القمحي يشبه بدايه الغروب على ضفاف نهر النيل وهي تنتمي الى قبيلة العرب
( عفت القصاص ) عندما تراه وتري افعاله لاتصدق انه طفل فملامحه يكتب عليها الخبث الطفولى دائماً يبتسم ولكن وراء هذه الابتسامه يخبيء الكثير وهو الابن الاصغر ل ( الحاج صادق القصاص ) عميد عائله القصاص وينتميا الي قبيلة الاشراف المعروفه فى الصعيد
ومن لايعرف هؤلاء الاطفال لابد ان يعرف ان القبائل الثلاث ( الهواره – العرب – الاشراف ) بينهم اختلاف قبائلي منذ القدم لايتفقان ابداً ولو زعمت انهم اعداء سااكون منصفاً لايتزوجا من بعضهم ولايتفقا على شىء واحد حتي لو كان صحيحاَ يحملون لبعضهم كرهاَ شديداَ ويورثون ابنائهم هذا الكره ,
ولكن كيف نجا هؤلاء الاطفال من هذه المعتقدات والكراهيه المتوارثه هذه حكمه الله عزوجل فى خلقه فمنذ ان التقى وهما لايفارقان بعضهم الا فى وقت النوم وقد تعود عليهم ذويهم واهل قريتهم وتقبلوا صداقتهم رغماَ عنهم وهناك من كان يتمني ان يكن واحداً منهم ولكن لايمتلك القوة التي يمتلكونها حتي يقف امام مجتمعه ويفرض عليهم افكاره ومبادئه .
وتكبر الاطفال عام بعد عام تحدث صدامات بين القبائل التي ينتمون اليها ولكن موقفهم كان واضحاَ من البدايه لن يخلق بعد من يفرقهم .
( احمد يوسف ) انهي دراسته وتخرج كليه الاعلام لقد كان حلمه منذ طفولته بان يصبح صحفى ينشر الحقيقه ويحارب الفساد وينشر الثقافه الفكريه المستنيره التي كانت تعرف عن الشعب المصري طيله تاريخه كان يستقطب اطفال القريه ويمنحهم كتبَ وقصصاَ من مكتبته الخاصه ويسالهم فيها بعد الانتهاء منها ويقدم لهم جوائز رمزيه لتشجيعهم فكان مؤمن بان مصر مليئه بالمبدعين فى جميع المجالات ولاينقصهم شىء الا دولة تراعهم وتقدم لهم متطالباتهم حتي يصلوا الي بر الامان
( عفت القصاص ) انهي دراسته فى كليه الحقوق ولكنه فشل بان يدخل سلك النيابه وكان وراء هذا الفشل هو حجم القضايا والمشاكل التي سجلت على اهله على مدار سنوات فرفض ان يمارس المحاماه واصبح يقضى معظم وقته فى المسجد واطلق لحيته وتحول من مشاغب الي واعظاَ متعصباَ
اما (د/ شهدي حنا ) لقد اصبح طبيب متميز فى الجراحه ويعمل فى مستشفى المدينه بجانب عياده صغيره في بيته ليعالج فيها اهل قريته ويوفر عليهم الكثير من عناء الطريق ومصاريف المواصلات ويجتمعا الثلاثه دائماَ على مقهي فى قريتهم ذلك بعدما كان يجتمعا كل يوم في منزل احداَ منهم ولكن بعدما اطلق لحيته ( عفت ) رفض ان يذهب الى منزل ( شهدي ) او يذهب ( شهدي ) لمنزله وبعد خلافات بينهم اقترح عليهم احمد ان يلتقى كل يوم فى مقهي القريه
اما ( عبير عبدالمولى ) لقد اصبحت مدرسه لغه عربيه عرفت بحبها للشعر وكتابته وقد كانت تعلم التلاميذ كيف يتذوقون اللغه العربيه لايحفظونها فقط ثم كانت تدعوهم الي منزلها لكي تعلمهم الشعر وتلقى عليهم قصائدها ورغم ان هذا الموضوع لقي اعتراضاَ شديداَ من المدرسه ومن اهلها الا ان عبير قاومت بمساعده ( احمد وعفت وشهدي ) ان تقف اما الجميع ولقد كانت عبير نقطه ضعف (عفت) الوحيده الذى احبها حباَ شديداً ولكنها لم تحبه مثلما احبها فهي كانت تحب ( احمد ) الذى كان يشاركها حبها للشعر والثقافه والوسطيه و (احمد ) لم يحب غيرها كانت علاقتهم عذريه صادقه كل من عرفها تمني لهم ان يتوجوا هذا الحب بزواجهم بالرغم من صعوبه حدوث ذلك فالعادات والتقاليد ترفض ان يتزوج هواري بغير هواريه او عربيه بغير عربى ولو تم زواجهم كانت ستشتغل القريه ولكنهم عاهدا بعضهما أن لم يتزوجا بعضهم لن يمسسهم كلاهما شخص اخر ولن تجمع ورقه زواج اسم اخر مع احدهم .
وفى يوم جمعه ذهب احمد ليصلى الجمعه خلف صديقه الذى عين نفسه خطيباً للمسجد بالقوة فقد كان يلتف وراء عفت مجموعه من المتأسلمين الجدد الشباب الذى لايمتلك اي فكر او اي ثقافه وفقد الامل فى الحياه ففكر بان اتباعه لعفت وافكاره سيمنحه جواز مرور للجنه وجلس ( احمد ) فى الصف الاول للمصليين حتي يستطع سماع خطبه ( الشيخ عفت ) بوضوح فوجد صديق طفولته ورفيق دربه شخصاَ اخر يحرض ألمصليين على عدم التعامل مع صديقهم الثالث ( د/ شهدي ) وعد الذهاب الي عيادته لانه يكشف عوره المسلمين والمسلمات وان عليه دفع الجزيه ثمناَ للامن والامان الذى نوفره له وان النصاري لايحق لهم التواجد فى قريه مسلمه وان من يتعامل معهم عليه اللعنه ولم يكتفى بهذا فقط بل افتي فى خطبته وعندم لاحظ وجود ( احمد ) بين المصليين بان الشعر أى ان كان هذا الشعر حراماَ وان القراءه فى غير كتاب القراءن والتفسير حرام شرعاً وان المعابد التي تضمها المدينه لابد تهدم وان الفراعنه كانوا كفاراً ووجود معابدهم حتي الان دليل على اننا مازلنا لم نصل الي الاسلام الصحيح
( احمد ) مندهشاً لايصدق مايقوله صديقه فى لحظات يسترجع شريط الذكريات منذ اللقاء الاول الذى جمعهم وإلي الان فنهض ( احمد ) فجاءه لايقاطع ( عفت ) فى خطبته قائلاً:
- كم مره اكلت فى بيت مسيحي
الشيخ عفت : هذا كان قديماً يااخي احمد قبل ان يهدينا الله الى الاسلام الصحيح
_ احمد : هل هذا هو الاسلام الصحيح من وجهه نظرك
الشيخ عفت : نعم ونتمني ان تنضم الينا لمناهضتهم وخروج الصليبين من مصر
- احمد فى لهجه متهكمه هل ستجلس معانا اليوم انا واخيك ( شهدي )
الشيخ عفت : ليس لي اخوه بهذا الاسم
- احمد : هل تذكر من شهرين عندما احتاجت والدتك الي نقل دم من تبرع لها
الشيخ عفت : نعم اذكر انه المدعو شهدي ولكن هذا حقنا عليه الا يكفيه أنه يعيش بيننا فى امن وامان
-احمد : واين الامن والامان وأنت تحرض ضده اهل بلدته ألم يقل الله فى كتابه العزيز ( ولكم دينكم ) الم يوصي رسولنا الكريم المسلمين بانهم اذا فتحوا مصر يستوصوا بااقباطها خيراً
اعطيني مثالاً واحدً هل تم ايذاءك من قبل الاقباط هل تعدي عليك احدً منهم بالقول اوالايذاء الجسدي
الشيح عفت : هم لايستطعون ذلك وأن فكروا مجرد تفكير فى هذا سوف اقتلهم جميعاَ
- احمد مبتسماً : اما عن الشعر فاانت قلت بالحرف مهما كان هذا الشعر فهو حرام الم يكن حسان بن ثابت شاعر الرسول الاول الم يكن سيدنا على بن ابى طالب كاتباَ للشعر الم يكن الامام الجليل محمد متولى الشعراوي كاتباً للشعر
( الشيخ عفت ) مرتبكاً انا لم اقصد هؤلاء
يقاطعه ( احمد ) اذاَ التعميم خطاَ فادحاَ لايحمد عقباه اما عن المعابد التي تريد هدمها لماذا عندما دخل الفتح الاسلامي مصر لم يهدمها أأنت اعلم من عمروبن العاص
( الشيخ عفت ) صامتاً لايستطيع الرد
- احمد : انا لن اصلي وراءك بعد اليوم ومن اليوم انت لست صديقى وسااقف امامك وامام من يدفعونك لتدمير هذا الوطن باسم الدين من حولوا الدين الي تجاره وحذاري أن تقترب من (د/شهدي )
او من اهله او اي قبطي يعيش فى بلدنا وانت تعرف جيداً اني لست مثلك واني مسئول عن اي كلمه اقولها وخرج ( احمد ) من المسجد متوجهاً الي مسجد اخر بالقريه
بينما ظل ( الشيخ عفت ) واتباعه يتناقشون بصوت عال فيما حدث منهم من اقترح قتل ( احمد ) وهذا ماجعل ( الشيخ عفت ) يرد بعصبيه محذراً من مثل هذا الفعل ليس لانه صديقه فقط ولكن لان اهل ( احمد ) هم الفئه الاكثر والاقوي فى البلده وان مثل هذا الفعل سوف يقضى على (الشيخ عفت ) واهله ومن معه .
واصل ( الشيخ عفت ) خطبته
بينما ( احمد ) صلى فى مسجد اخر وبعد خروجه من اداء الصلاه فى المسجد وقف امام المسجد ليصافح على بعض اهل القريه يعانق هذا ويصافح هذا وحتي خرج إمام المسجد يقول له اريدك فى شيء هام يا ( احمد )
- احمد : تفضل ياشيخنا
( إمام المسجد ) عليك بنصح صديقك ( الشيخ عفت ) فهو يريد احراق القريه بما فيها ويحاول أن يفرض على القريه مالا يرضاه احد
_ احمد : اطمئن ياشيخنا لن يستطع هو او غيره ان يفعل شيئاَ مادمت انا اعيش هنا
( إمام المسجد ) ابتسم قائلاَ بارك الله وفيك يابني
وذهب كل منهم الي طريقه وبينما ذهب ( احمد ) إلي بيته فوجد فى انتظاره ( عبير ) فى عيناها حزن ولهفه لتطمئن ماذا حدث بين اصدقاء الامس واعداء اليوم وبينما يتناقشان فى ماحدث وصل الي بيت (احمد ) صديقهم الاخر ( د / شهدي ) ملامحه يكسوها الحزن احتضن ( احمد ) وصافح ( عبير ) وجلس الثلاثه يتناقشون ويتذكرون الماضى ويتذكرون احلامهم التي ضاعت بسبب اختلاف ارائهم والافكار الجديده التي دخلت حياتهم من بعد الانفتاح الاهوج واللا اخلاقى فى مرحله السبعينات
- احمد : طمئن الجميع بانه لن يحدث شىء باذن الله وقال ل ( عبير ) ماذا سنقدم ل( شهدي ) فى ليله رأس السنه
- عبير : تبتسم ساخره يكفى خالفت تعليمات ( الشيخ عفت ) و ارسلت له امي ليعالجها
ضحك الثلاثه
( د / شهدي ) انا ساغادر القريه واذهب إلي الاسكندريه حتي احضر ليله راس السنه فى كنيسه القديسين وادعو الرب أن يكرمني بفتاه اسكندرانيه اتزوجها حتي اري البحر فيها
- احمد : اذا كان الامر متعلق بعروسه سااذهب معك لعلى اجد انا الاخر عروسه
( عبير ) تنظر ل ( احمد ) نظره غاضبه ماذا تقول ؟
ضحك ( احمد ) قائلاً وهل العمر لعبه ياحبيبتي انا لست مستغنياَ عن عمري
( عبير ) هكذا انت عاقل
ابتسموا جميعاَ وودعوا ( د / شهدي ) ولم يكن يعلم احد ان هذا هو اللقاء الاخير الذى سيجمعهم سوياَ
ومر يوم والثاني وبينما ( احمد ) يشاهد التلفاز جاءت الاخبار عبر شاشه التلفاز بان هناك انفجارات فى كنيسه القديسين فى الاسكندريه انزعج كثيراَ ومسك هاتفه النقال ليتصل ب ( شهدي ) ولكن هاتفه غير متاح فقفز بسرعه وارتدي ثياب اخري وذهب إلي منزل شهدي ليطمئن فوجد اهلها مهرولين ذاهبين إلي الاسكندريه بسيارتهم الخاصه ليطمئنوا علي ابنهم فركب معاهم وسافر معاهم كانت الرحلة طويلة جداً كانت الدقيقه فيها تعادل ساعه والساعه تعادل يوماَ يحاول أن يهديء والدة صديقه ولكنها لاتهديء يحاول يطمئن شقيق ( شهدي ) ولكن القلق مسيطر على الموقف إلي ان وصلوا الي الاسكندريه فكان ينتظرهم احد اقاربهم امام المستشفى التي يرقد بها جثمان ( شهدي ) وبمجرد ماالتقى كنا قد عرفوا ان ( شهدي ) قد مات تعالت صراخات والدته واخاه و( احمد ) كان يتمتم قد مات اخي , اخي مات وسقط على الارض فى حاله اغماء دخل على اثرها نفس المستشفى وقال الاطباء انه تعرض لحاله انهيار عصبى حاد تستلزم وجوده فى المستشفى وبينما اهل ( شهدي) الذين يعتبرون أن ( احمد ) ابنهم هو الاخر فى حاله لايرثى لها حائرين كيف يسافرون بالجثمان والاخر يرقد فى المستشفى فاقترح اقاربهم انه سيرافق ( احمد ) احدهم والباقى سيسافر مع الجثمان و كان هذا الاقتراح هو الافضل ولكن قبل ان ينفذ استرد الوعي ( احمد ) وقال انه سيسافر معهم ويدفن صديقه بنفسه حذره الاطباء ولكنه رفض وبالفعل قام وذهب فى سياره نقل الموتي مع صديقه يرفقه فى اخر رحله تجمعهم سوياً وحتي وصلا الي مقابر الاقباط وحمل نعش ( شهدي ) مع باقى اهله ووجد احمد جميع اهله ينتظرون جنازه صديقه اكراماَ له وتفاجيء انا والد ( الشيخ عفت ) يقف مع اقاربه ووالد عبير ايضاَ واقاربه يقفون في مراسم الجنازه
وودعه قائلاً : لن يضيع حقك مادمت حياَ .
تمر الايام طويله على الفتي فحزنه عميق كسعادته لا احد استطاع اخراجه من حزنه حتي ( عبير ) وحتي ان جاءت والده ( شهدي ) عندما سمعت بانه لايخرج من بيته والتقت به واستقبلها بدموعه وبدموعها ردت عليه وقالت له ان كنت تحب ( شهدي ) اخرج من بيتك واكمل حلمكم وحاول ان تنقذ قريتك مما يفعله صديقكم
_ احمد: ماذا فعل
ام شهدي : انه يشمت في وفاه (شهدي) ويقول لمن معه هل رأيتم كيف يموت الكافرين هل هذا من الاسلام يابني وهل هذا هو ( عفت ) الذى ربيته مثلما ربيتك وربيت شهدي وربيت عبير
- احمد : لاتحزني ياامي واقسم لك ان مايقوله بعيد كل البعد عن الاسلام والانسانيه التي احترمها الاسلام ثم خرج متواجها للمسجد الذى يقيم فيه ( الشيخ عفت ) ومن معه فوجدهم امام المسجد يتناقشون فنظر اليه
( الشيخ عفت ) قبل ان يصله بخطوات وقال له هل هداك الله يااخي وقررت ان تنضم الينا
_ احمد يغمض يديه وبكل قوته يضرب ( الشيخ عفت ) فى وجهه يسقطه ارضا ويقول له لن يحميك احدً مني حتي الجهلاء الذين يلتفون حولك لقد حذرتك من قبل والان احذرك للمره الاخيره من افعالك التي تسيء بها لبلدك ولاسلامك وانا عند الله افضل منك والشريعه التي تتحدث عنها هي افضل واكرم من ان تتحدث انت عنها فرب العالمين لايحتاج لساقط يتحدث عنه والاسلام لايحتاج لحماه فالله يحميه والله كفل حريه العباده لجميع خلقه فى الايه الكريمه التي تقول ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) اذاَ ان الله سيحاسبنا جميعاً يهود ومسيحين ومسلمين وغير ذلك وانت بطريقتك هذه التي رسمها لها اسيادك تخيف الناس من الاسلام لا تقربهم اليه وتركه ملقى على الارض وذهب الي بيت ( شهدي ) ليطمئن والدته وقال لها لاتخافى من شىء ياامي
فالعلاقه التي بيننا علاقه اقوي من الاموال والمخططات التي تاتي من الخارج وسوف اذكرك ان نهايه هؤلاء قريبه فااحتضنته وقالت له : طلما فى مصر مثلك لن اخاف ابداَ
وعاد ( احمد ) الي منزله فوجد عبير تنتظره كعادتها وجلسوا معاَ يفكران كيف سيخرجون من هذا النفق المظلم وكيف يستئنافون مشاريعهم النهضويه فى قريتهم وكيف ينشرون بين الناس الاسلام الوسطي المعتدل بمفهومه الصحيح وكيف يحاولون اقناع الناس بأن مصر تحتاج ألي ثوره تطهر كل شىء فيها من جهل وتخلف وسيطره الفاسدين علي كل شىء جميل فى بلادنا
وكان القرار الذى اتفق عليه انهم سوف يقومون بحمله توعيه فى جميع انحاء المدينه تضم المثقفين والمتعلمين لمواجهه كل شىء خطا فى مدينتهم بدايه من (الشيخ عفت ) وحتي اعضاء اعضاء الحزب الوطني واعضاء المحليات والمهملين فى المدارس والمستشفيات لم يتوقعوا ان حلمهم الذى جاء تنفيذه مؤخراً كان يحلم به كثيراً من المصريين وكانت البدايه بدعوه الجميع من خلال ميكروفانات المساجد بان هناك مؤتمر سيعقد بمكتبه القريه لاقت هذه الفكره رواجاً شديداً بين الناس مسلمين ومسيحين رجال ونساء شباب وفتيات الجميع كان مبادراً وجاء اليوم الذى تحدد فيه المؤتمر لم يكن هناك مكاناً واحدً خالياَ من الناس بل كان الكثيرون يقفون على ارجلهم حتي يسمعوا مايقال ويساعدوا في انقاذ ماتبقى من مصر ولكنهم لم يتوقعوا صعوبات فى الحلم الوردي وان الفئران التي تختبيء فى الجحور سيكون بدايه انطلاقها بعد نهايه هذا المؤتمر سجل احد اتباع ( الشيخ عفت ) هذا المؤتمر على هاتفه النقال من الالف الي الياء وذهب به الي مباحث أمن الدوله التي صنعته فوضع اسم ( احمد ) في قائمه الخطرين على امن البلد والنظام وبعد مرور يومين تم اختطاف ( احمد ) لجهه غير معلومه قلق ساد اسرته واهله اين هو واين ذهب ظل البحث عنه لايام ثم لاسبوع وفى نهايه الاسبوع الثاني وجد (احمد ) ملقى على حافه الطريق بين ترعه الري الزراعي والطريق الزراعي وبه اعياء شديد كدمات وعلامات تشوهه وجهه ثيابه ممزقه فحمله احد اهالى القريه فى سيارته وذهب به الي المستشفى وظل (احمد) فى المستشفى اربعه ايام حتى استطاع ان يقف على رجليه وقرر مغادره المستشفى عاد اقوي مما كان عليه فى البدايه اسداً مجروح ودعي لمؤتمر اخر ولكن هذه المره موسع وبالفعل لبى اهالى القريه لطلبه ووقف بينهم ونزع ملابسه قائلاً هذا هو ثمن الحريه هذا وانا لست حزيناً بل هذه علامات النصر القريب وظل يتكلم والجميع يسمع فى صمت ثم يصفق ثم يردد نحن وراءك
وربما كان ل ( احمد ) كاريزما عاليه وقبول عند الناس من يعرفه ومن لايعرفه فقد كان شخص صادق و لايريد سوء باحد لانه مؤمن بان بلاده تستحق اكثر من هذا وظل احمد يحشد فى الناس ويدعوا لمؤتمرات يوميه فى كل قري المدينه ثم ذهب لمدينه اخري يدعو فيها الناس ويحرك فيهم المياه الراكده والدماء الراكده التي عانت كثيراً من الظلم والاستبداد . انضم اليه مئات الاشخاص المثقفين الذين يحلمون نفسه حلمه وفى احد المؤتمرات اتصل احد الصحفيين من اصدقاء ( احمد ) على هاتفه فردت عليه ( عبير ) التي كانت تحضر المؤتمر فى صفوف المجتمعين
وقالت له يمكنك الاتصال بعد ساعه من الان
قال لها : الامر ضروري للغايه
- عبير : من فضلك انتظر دقيقه حتي استاذنه وأشارت ل ( احمد ) بان هناك شىء عاجل
فستاذن جموع الحاضرين بالرد وبالفعل رد علي صديقه فاخبره بان هناك مظاهرات عارمه ستحدث يوم الخامس والعشرين من يناير وهذه المظاهرات ستسمر حتي اسقاط النظام ودعاه لان يحضر إلي القاهره ومعه مايستطيع ان يحضره
قال له :اطمئن وانتهت المكالمه
وبعد انتهاء المؤتمر جمع ( احمد ) بعض الشباب الذين وقفوا معه من البدايه واخبرهم بما جاء فى مكالمه التليفون ثم قرر انه بعد يومين سيكون هناك ومعه من يود الذهاب فجميعهم وافق وجاء اليوم الموعود وانتظروا قطار الحريه الذي سيصل بهم إلي مصر جديده كثيراً ما حلموا بها .
وصل القطار الساعه السابعه صباحاً يوم الخامس والعشرين من يناير الي محطه قطار سكك حديد مصر لقدا كانوا على موعد مع مصر مع الحريه .
وزعهم ( احمد ) فى كل مكانً مجموعه وقال لهم فى حاله حدوث فقدانناً الاتصال ببعضناً سنلتقى فى شقه شقيق ( د/ شهدي ) الذى كان معهم خطوه بخطوه والكائنه فى شارع عماد الدين فى وسط البلد وتم الاتفاق على هذا الاساس وعانق الجميع بعضهم وتفرقا كمجموعات صغيره والتحموا بالمتظاهرين واطلق عليهم الرصاص المطاطي والحي والقنابل المسيله للدموع كانت الاصابه الاولى من نصيب ( عهدي ) شقيق ( د/ شهدي ) ولكنها اصابه خفيفه فى يده اليمني نزف على اثرها كثيراَ ولكن مااعظم تلاحم هذا الشعب الذي حمله على الاكتاف وسرعوا به الي اقرب مكان لانقاذه والتبرع بالدم له ومن غرائب القدر ان الاصابه الثانيه تكن من نصيب ( حمدي ) شقيق ( الشيخ عفت ) والذي تبرا منه ومن فكره منذ اللحظات الاولى التي اعتنق فيها (الشيخ عفت ) الفكر الوهابى وفى نفس المكان تقريباَ فى يده اليمني ثم توجه به بعض المتظاهرين الذين يعرفونه ولايعرفونه الي اقرب مكان للعلاج وكان بجانب ( عهدي ) .
ظل (احمد ) ومن معه صامدون فى وجه الرصاص والقنابل فى وجه الظلم من بدايه الثوره وحتي تنحي مبارك عن الحكم عمت الفرحه ارجاء الميدان وارجاء مصر دخلت الفرحه قلوب المصريين مره اخري بعد ان غابت عنهم لمده ثلاثين عام واكثر .
وعادت الطيور المهاجره الي اعشاشها سعادتها لاتعادلها سعاده فى الارض املين ان يكون انتهي قد الظلم واستبداد العقل والفكر متمنين ان تعود اليهم مصر العظيمه وان تاخذ مكانها الصحيح على خريطه العالم ,
وقف قطار الحريه العائد من ميدان التحرير امام محطه البلينا ونزل منه الثوار وكان قرارهم انه لا راحه بعض اليوم حتي يتم القصاص للشهداء والتصدي لكل فكر غير مستنير مراده تدمير مصر والعوده بها إلي الوراء سنوات وقرون .
كانت لهم محاولات من نار على مدار الشهور التي تفصل بين الثوره والانتخابات البرلمانيه بتوعيه الناس والتصدي لكل من خرجوا من عباءه النظام السابق كانت التوعيه لها دور كبير واقترح بعض الشباب على ( احمد ) ان يرشح نفسه لمنصب عضو البرلمان وبعد مشاورات معه اقتنع وقدم اوراق ترشيحه ولكن لم يكن وحده من قدم ترشيحه ففى نفس اليوم قام ( الشيخ عفت ) هو ايضاً بتقديم اوراقه ليخوض تجربه الانتخابات وكان العائق الوحيد امام ( الشيخ عفت ) هو ترشيح ( احمد ) وكانت خطته الانتخابيه تعتمد على تشويه صوره ( احمد ) باتهامه احياناً انه ليبرالي كافر او علماني ملحد اوناصري يحارب الاسلام وعلى الرغم من بساطه الناس الا انهم لم يصدقوا هذه الادعات على شخص ( احمد ) بل ان اسهمه ترتفع كل يوم عن اليوم الذي قبله وقد تسبب حب الناس ل ( احمد) انه لايوجد مرشحين فى دائرته غيره وغير ( الشيخ عفت ) مما تسبب فى ازعاج الوهابيين الذين يرتدون عباءه الاسلام ويتاجرون قاموا بحرق لافتته وتهديد الكثير ممن يقفون بجانبه ولم ينفعهم هذا بشىء لن يتخلي الناس عن حلمهم الذى شعروا به ووجوده فى شخص ( احمد )
وقبل الانتخابات بيومين وبينما كان( احمد ) عائد من جولته الانتخابيه وودع من كانوا معه اثناء جولته وكانت تنتظره ( عبير حبيبه ) عمره والتي كانت تقف بجانبه ليس فقط لانه حبيبها ولكن لانها مؤمنه بما يؤمن به فوجيء (بالشيخ عفت) ينتظره ومعه اتباعه ويقول له
- ابتعد عنها ايها الشيطان
أبتسم ( احمد ) وقال له الشيطان هو انت يامن جعلت من الاسلام ستاراً تختبيء وراءه وانت لاتمت له بصله الشيطان هو من يعد الناس بالجنه ولا يعرف هل سيذهب اليها ام سيلقى بجهنم الشيطان من اقتسم مع الله مااختصه لنفسه واصبح يكفر هذا ويأمر بقتل هذا .
( الشيخ عفت ) اذاَ انت من اخترت ان يقتلك الشيطان واخرج مسدسه من تحت جلبابه وقام بتوجيهه صوب ( احمد )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.