بقلم نرمين سعد الدين تقول الرواية الإنجليزية للحادث كما جاء في الوثائق البريطانية: إن خمسة ضباط إنجليز امتطوا الخيل ومعهم الأومباشي زقزوق والترجمان عبد العال..في طريقهم إلي دنشواي لصيد الحمام..وبدأ الصيد في الثانية ظهرا..وفجأة اشتعلت النار في جرن القرية في أكوام القمح دون سبب وتجمع الأهالي وحاولوا نزع بندقية الضابط بورتر, ولكن رصاصة انطلقت منها أصابت أم محمد عبد النبي زوجة مؤذن القرية..وبدأ الأهالي يتحرشون بالضباط وضربوا ثلاثة منهم بينما فر الآخران..وسقط واحد منهم, اثر ضربة شمس أودت بحياته! *أما الرواية المصرية من واقع سجلات المحاكمة فإنها تؤكد أن الضباط الإنجليز أطلقوا النار علي الحمام فأصابوا أم محمد عبد النبي وثلاثة آخرين وأنهم أشعلوا النار في جرن القرية وقتلوا احد الفلاحين في قرية سرسنا القريبة الذي حاول ري عطش الضابط بول الذي سقط نتيجة ضربة شمس! *جمع البوليس250 من أهل القرية وقدم منهم59 للمحاكمة أمام المحكمة المخصوصة التي أنشأها الإنجليز عام1895 لمحاكمة المصريين الذين يعتدون علي الإنجليز! *قالت جريدة المقطم يوم18 يونيو1906 إن المشانق أعدت داخل القرية قبل التحقيق! *يوم27 يونيو أصدرت المحكمة المخصوصة التي أنشأها بطرس غالي باشا الأحكام التالية: *إعدام أربعة هم..حسن علي محفوظ, يوسف حسني سليم, السيد عيسي سالم ومحمد زهران.. وبالأشغال الشاقة المؤبدة علي محمد عبد النبي وأحمد عبد العال محفوظ والأشغال الشاقة15 عاما علي أحمد السيسي والأشغال الشاقة7 سنوات علي6 آخرين والجلد50 جلدة بالقطة الإنجليزي ذات الأذرع الخمسة علي8 من أهل القرية. *في الثانية من ظهر يوم28 يونيو تم تنفيذ كل الأحكام داخل قرية دنشواي وعلي مشهد من الجميع! سمع مصطفي كامل بالحادث وكان في باريس فكتب مقالا في جريدة الفيجارو الفرنسية تحت عنوان'إلي الأمة الإنجليزية والعالم المتمدن' ناشد فيه العالم الوقوف إلي جانب مصر ثم سافر إلي لندن وكتب في صحفها وأعلن في كل مؤتمر واجتماع أنه حان الوقت لإعطاء مصر حريتها..وانتهي الأمر بانجلترا إلي سحب اللورد كرومر من منصبه في مايو عام1907 أي بعد أقل من عام علي حادثة دنشواي! محامى الإدعاء «إبراهيم الهلباوي» هو المحامي الذي مثل الادعاء في محاكمة دنشواي الشهيرة. وكان قد اشترط الحصول علي مبلغ 500 جنيه مقابل القيام بدور الادعاء، وهو مبلغ يساوي بحسابات اليوم 3 ملايين جنيه، باعتبار أن ثمن فدان الأرض الزراعية في ذلك التاريخ وبنفس قرية دنشواي هو40 جنيهاً (هذا السعر اشتري به الأستاذ قاسم أمين قطعة أرض في دنشواي قبيل الحادث الشهير والمبلغ الذي حصل عليه إبراهيم الهلباوي يساوي ثمن 12 فدانا علي هذا الأساس، وسعر الفدان الواحد هناك اليوم 250 ألف جنيه) وهبت جموع غفيرة من المصريين في حالة غضب عارم لمحاصرة بيت الهلباوي ورجمه بالحجارة بسبب قيامه بهذا الدور، ولم تفلح كل المبررات التي ساقها لتبرئة نفسه مثل أنه قبل تمثيل الادعاء بالمحاكمة حتى يعمل علي الوصول بالأحكام للحد الأدنى بدلا من قيام شخص أجنبي بهذا الدور في حالة رفضه، مما ينذر بصدور أحكام جائرة. وكانت هيئة هذه المحكمة قد شملت بطرس غالي (الأب) وفتحي زغلول (شقيق الزعيم سعد زغلول) كقاضيين .