تصريحات عديدة لم يتوانى عن إطلاقها توفيق عكاشة، النائب البرلماني، منذ الإعلان عن فوزه بمقعد في البرلمان بحصوله على أعلى نسبة تصويت على مستوى الجمهورية خلال الانتخابات بإجمالى أصوات 94354 صوتا، حيث تميزت بأنها مثيرة للجدل. بداية تصريحاته كانت مع إعلانه الترشح لرئاسة مجلس النواب وأنه الأجدر بها، وآخرها ما قاله بالأمس عن رغبته في الاستقالة من البرلمان والسفر لخارج مصر، لأنه لا أمل في الإصلاح وأنه بمفرده لن يستطيع أن يفعل شيئًا بمفرده، وأعلن أيضًا أنه تقدم بطلب لجوء سياسي لألمانيا قى سفارتهم بالقاهرة، لتعرضه لظلم واضطهاد كثير –حسب تعبيره. آثارت تصريحات عكاشة الجدل بين السياسيين والشارع المصري، حيث اعتبروا أن جميعها ليست سوى "شو إعلامي". قال يسري العزباوي، الباحث بالنظم الانتخابية، إن ما يقوله عكاشة بخصوص اضطهاده من جانب الدولة وتحديدًا أجهزة الشرطة مجرد مزايدات سياسية. وأكد العزباوي أنه شخصية مثيرة للجدل، ومحب للأضواء الإعلامية طول الوقت، ويدلى بتصريحاته هذه من أجل لفت الانتباه إليه، مشيرًا إلى أنه حين وجد اعتراض داخل المجلس على توليه رئاسة البرلمان، توجه للإعلان عن تشكيل تيار داخل البرلمان، وبعدها خرج ليتكلم عن نيته لتقديم استقالته. ورآى العزباوي أن توفيق عكاشة سيظل محل لإثارة الجدل خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا على أن تلويحه بتقديم استقالته من البرلمان، سيظل مجرد كلام، ولن يتبعه أى فعل واقعي على الأرض. واعتبر سعيد اللاوندي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، استقالة عكاشة "شو إعلامي"، فهو يريد أن يكون موجود على الساحة بصورة دائمة ويكون محور حديث الناس واهتماماتهم. وأضاف بأنه لديه طموح بأن رئيس للجمهورية، ولكن لن يكون أى شيء، فهو شخصية بعيدة كل البعد عن الثقافة السياسية على الأقل، ولا نحاكمه فيما يريد، بالإضافة إلى أنه يرى في نفسه بأنه عبقري زمانه، وهو ما لا يراه غيره. وعلق اللاوندي، على رغبة عكاشة في الهجرة من مصر، بأنه إذا فعل ذلك حقًا بأنه سيريح ويستريح، كما أن الشباب على مواقع التواصل الإجتماعي، قالوا بأنه إذا رحل سيكسرون ورائه "زير". وأكد جهاد عودة، استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن اللجنة العامة بالبرلمان لم يصله استقالة مكتوبة منه بعد، مما يعني أنه "شو إعلامي" أكثر منها واقع، مشيرًا إلى أهمية إدارة البرلمان المقبل بحكمه شديدة، والتى تؤكد المؤشرات بأن إدارته ستكون صعبة. ورآى ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أن تصريحات توفيق عكاشة أطلقها فى لحظات غضب ولن ينفذها، كما عليه أن يعلم أن من انتخبوه هم أصحاب الحق فى استمراره في عضوية المجلس، فالأمر ليس منفردا له كما يتصور، فالنيابة عن الامة لها تكليفات وأعباء. وأكد أن قرار الاستقالة من عضوية مجلس النواب، أمر يشاركه فيها ناخبي دائرته وخاصة أن جلسات المجلس لم تبدأ وما يتحدث عن مضايقات وخلافه، فهذا هو صلب عمله ومن مهامه كنائب.