يدخل المنتخب الوطنى فى الفترة المقبلة، مرحلة جديدة من الإعداد، قد تكون الأهم فى مسيرة هذا الجيل، وبناءً عليها سيتحدد مدى قدرة هذا الجيل بقيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفني، على استعادة أمجاد الفراعنة فى بطولات أمم إفريقيا التى غاب عنها المنتخب 3 مرات متتالية، بعدما كان متسيدًا القارة وفاز بها فى 3 مناسبات متتالية، وبالطبع يطمح إلى تحقيق الحلم الغائب منذ 25 عامًا وهو التأهل لكأس العالم فى 2018 بروسيا. الأمر كله يعود إلى الجهاز الفني، الذى يقع على عاتقة مسئولية هذا الجيل، واختيار أفضل العناصر لقيادة المنتخب لتحقيق حلم المصريين فى التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا بالجابون، التى تستأنف فى مارس المقبل بلقاءى الجولتين الثالثة والرابعة أمام نسور نيجيريا أصعب فرق المجموعة. ويبحث المدرب الأرجنتينى، الذى يقضى حاليًا إجازته السنوية للاحتفال بأعياد الميلاد فى الأرجنتين، عن ضالته فى إعداد هذا الجيل بشكل قوى من خلال معسكرات قوية فى يناير وفبراير المقبلين، سيضم خلالها 25 لاعبًا من المحليين مع غياب المحترفين ليختار منهم العناصر الأساسية فى موقعتى مارس الحاسمتين، إذ إن الفرصة لم تسنح له منذ وصوله القاهرة وتولى المهمة لمتابعة المسابقة المحلية بالكامل واختيار عناصر جديدة فكان بالطبع ملاذه للقطبين الكبيرين الأهلى والزمالك، وغفل الكثير من اللاعبين المميزين فى الأندية الأخرى بطبيعة الحال لتوقف المسابقات المحلية وغيابهم عن المشاركة. لكن، مع عودة المسابقة المحلية التى تشهد منافسة قوية، ولم يعد فيها أى أسماك صغيرة، بزغ نجم عدد كبير من اللاعبين الذين توسم فيهم أعضاء الجهاز الفنى للفراعنة المكلفين بمتابعة الدوري، القدرة على تمثيل المنتخب فى الفترة الصعبة المقبلة، ويرى فيهم أنهم قد يكونون عناصر فارقة تساعد فى تعويض الغيابات والإصابات التى دائمًا ما تطال معسكرات المنتخب بسبب الإجهاد والسفر والملاعب الإفريقية السيئة. وأكد أسامة نبيه، المدرب العام للمنتخب الوطني، أن الجهاز الفنى يركز أنظاره على مجموعة من اللاعبين للانضمام للمنتخب فى المعسكر المقبل، وقد تكون هناك الكثير من الوجوه الجديدة التى سيراها الجمهور فى مباراتى ليبيا والأردن القادمتين والمقرر إقامتهما فى 27 و29 يناير المقبل. وعلمت «الوفد» أن الجهاز الفنى للمنتخب يتابع مجموعة من الأسماء القادرة على تمثيل المنتخب بعيدًا من اللونين الأحمر والأبيض، وقد يكونوا حلولًا سحرية للأزمات التى تعانى منها خطوط المنتخب، خصوصًا فى مراكز الدفاع والأجنحة ورأس الحربة. المنتخب عانى كثيرًا فى مواجهتى تشاد الأخيرة، من غياب التجانس بين لاعبى قلب الدفاع مع إصابة لاعبه رامى ربيعة واستبعاده، وإصابة بديله أحمد دويدار فى المباراة الأولى ب"إنجمينا" وتسبب ذلك فى هدف فاضح من دفاع المنتخب، لكن هذه الأزمة من الممكن أن تعالج بالاستعانة بمدافع صلد مثل رجب نبيل لاعب وادى دجلة الذى ظهر بأداء ثابت ومميز مع فريقه فى المسابقة، كما أن له خبرة دولية بالمشاركة مع منتخبات الشباب والأولمبي. وفى الجهة اليسرى، يعانى قطبا الكرة المصرية من ضعف لاعبى هذا المركز حتى أنهما فكرا فى الاستعانة بمحترف خارجي، لكن الجهاز الفنى يرى فى أيمن أشرف بديلًا كفئًا لمحمد عبدالشافي، وبالفعل تم ضمه للمعسكر الأخير بسبب غياب عبدالشافي. وفتح عمرو بركات، صانع ألعاب فريق مصر المقاصة، متصدر الدورى الطريق لنفسه لينضم إلى القائمة المنتظرة للانضمام للمرة الأولى إلى المنتخب، خصوصًا بعد تألقه اللافت للنظر فى المسابقة وإحرازه أهدافًا مؤثرة لفريقه، إضافة إلى عمرو السولية لاعب الشعب الإماراتى، الذى ظهر بمستوى مميز خلال الفترة الأخيرة، ومازالت الفرصة أمامه للعودة مرة أخرى لصفوف الفراعنة. وفى مركز المهاجم الصريح، فرض مروان محسن، مهاجم الإسماعيلى، نفسه على الجهاز المعاون لكوبر، والذى أبدى إعجابه الشديد باللاعب بعد ظهوره بأهداف رائعة ومتعددة حتى أنه أصبح هداف الدراويش، كما أن خبرته الدولية مع منتخبات الشباب والمنتخب الأول فى عهد برادلي، تقوى من فرص عودته للمنتخب، فى ظل تراجع مستوى باسم مرسى وعمرو جمال، المهاجمين الأساسيين للمنتخب. فى المقابل، رفض كوبر، أسماء عدة لمجرد ترشيحات من الخبراء والمديرين الفنيين، على رأسهم محمود عبدالرازق شيكابالا، وذلك لعدم قناعته بمستواه، مشيرًا إلى أنه أصبح غير قادر على تقديم المزيد للمنتخب، فضلا عن كثرة مشاكله وعدم التزامه، إضافة إلى عصام الحضرى الذى استبعده أحمد ناجى تمامًا من حساباته، حيث يرى فى حراسه الثلاثة أحمد الشناوى وشريف إكرامى والمهدى سليمان، الخيار الأفضل فى مصر فى الفترة الحالية، وعودة الحضرى للمنتخب لن تضيف للفراعنة أى جديد. على الجانب الآخر، مازال كوبر فى مفاوضات مع أعضاء الجبلاية، ليقدموا له مواجهة إفريقية قوية فى معسكر فبراير المقبل والتفاوض مع منتخب إفريقى بديل خوفًا من اعتذار بوركينا فاسو عن المباراة الودية.