" تعذيب ..إهانة ..انتهاكات جنسية وجسدية.. تهميش .. معاملة كالعبيد..حرمان من الحقوق الشرعية والإنسانية " هذه هى أبرز ما تتعرض له الخادمات فى مصر والأردن ولبنان، ويزداد الأمر سوءا عندما يتحكم الكفيل فى مصير الخادمة الوافدة ويحرمها من حقها فى الحصول على راتب أو الإحتفاظ بجواز سفرها وحرمانها من الإتصال بعائلتها لسنوات . أوضحت ذلك نادية شمروخ ،المنسق الإقليمى لاتحاد المرأة الأردنية، فى الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الإقليمى ،حول مشروع حقوق عاملات المنازل المنفذ فى مصر والأردن ولبنان، والذى عُقد فى العاصمة الأردنية عمان على مدار يومين 23- 24 سبتمبر . حضر المؤتمر ممثلون عن منظمات المجتمع المدنى من مصر والأردن ولبنان، وممثلون عن وزارة العمل الأردنية واللبنانية، ومستشارون قانونيون وممثلون عن المجلس القومى المصري للطفولة والأمومة، وممثلون للمجتمع المدنى فى الدول الثلاثة، متفقين على أن هذه الفئة من أبرز الفئات المهمشة فى مجتمعاتنا العربية، وتعانى كافة أشكال العنف والتعذيب والإهانة الجنسية والجسدية سواء كانوا وافدين أو عرب . عودة للرقيق وفى هذا الإطار أوضحت شمروخ أن الدول العربية وخاصة دول الخليج ،والتى غابت عن المؤتمر، يتعاملون مع الخادمات على أنهن (عبيد) وخاصة بعد تنامى ظاهرة الخادمات الإفريقيات بجانب الخادمات الآسيويات . ومن أبرز صور الانتهاكات التى أوضحتها والتي تتعرض لها العمالة الوافدة من أفريقيا وجنوب شرق آسيا ،والتى تتنشر فى لبنان والأردن بشكل أكثر من مصر، هى الحرمان من الأجازات والضرب والتعذيب والحرمان من الحصول على عقد العمل أو حتى مراجعته ، والإجبار على أعمال تنافى الآداب والاستغلال الجنسي، بالإضافة الى حرمان بعضهن من التواصل مع الأهل وحرمانهن من الحصول على جواز السفر واحتجازهن بشكل قسرى . وأضافت: من هنا جاءت أهمية عمل مشروع إقليمى عربى مشترك من أجل الدعوى لفتح مأوى للمعنفات، والضغط على الحكومات من أجل إصدار قوانين تحمى حقوق الخادمات العرب والوافدات، وأيضا العمل على صياغة ميثاق عربى موحد يتم الإعتراف به فى كل الدول العربية ينص على تكوين رابطات وجمعيات ونقابات للخادمات على مستوى الوطن العربى ، وتفعيل قوانين الاتجار بالبشر والمواد الخاصة بعمل الخادمات فى قوانين العمل الموجودة فى بعض الدول العربية . وفى هذا الإطار أعلنت آمنة الزغبى ،رئيس اتحاد المرأة الأردنية، أن منظمات المجتمع المدنى فى مصر ولبنان والأردن بصدد إنشاء تحالف عربى إقليمى لمنظمات المجتمع المدنى معنى بحقوق عمالات المنازل العرب والوافدات على وجه الخصوص ، مؤكدة أن اتحاد المرأة الأردينة نجح فى الوصول إلى حالات معنفة ورفع دعاوى قضائية ضد مكاتب التخديم التى تستغلهن، وذلك من خلال الخط المشورى الذي يهدف لتقديم الدعم القانونى والمعنوى والنفسى لعاملات المنازل من مختلف الجنسيات والتعاون مع السفارات لحل مشكلاتهن . وعلى الصعيد الرسمى المصرى أوضح عمرو الشيمى ،المستشار بمحكمة النقض وأحد مستشارى المجلس القومى للطفولة والأمومة، أن واقع الخادمات فى مصر له خصوصية لأن الخادمات المصريات معظمهن أقل من 18 سنه وتتعرض إلى أبشع صور الانتهاك، وعلى الرغم من أن القانون المصرى يسمح بحرية تشكيل النقابات إلى أنه لم يتم السماح بتشكيل نقابة ترعى حقوق الخادمات المصريات، كما أنه لا يوجد فى قانون العمل المصرى أى مواد تقنن عمل الخادمات المصريات ووالوافدات فى مصر . وعن وضع الخادمات في لبنان، أشار كامل مهنا ،المنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية والتطوعية ، أن لبنان تموت بها خادمة كل أسبوع تقريبا من جراء الانتهاكات التي تتتعرض لها هذه الفئة ، وأن حاولى 80% من العائلات تقوم بتعذيب الخادمات وخاصة الوافدات، كما يقوموا بسحب جوازات سفرهن نظرا لارتباط الخدمة فى لبنان بنظام الكفالة .