أكدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي يلعب لعبة خطيرة مع إسرائيل، كما يلعب نفس اللعبة مع العالم العربي، وهو ما كشفته بشدة جولته الأخيرة في بلدان الربيع العربي والتي أبرزت مزايا وعيوب قيادته. ودعت الصحيفة أردوغان بضرورة التوقف عن اللعب، محذرة إياها من المراوغة، التي يسعي بها لنيل تصفيق الجماهير العربية، والمسلمة، مؤكدة أن علي أردوغان أن يتدبر عواقب كلماته. وأضافت الصحيفة أن العالم الإسلامي بحاجة لنموذج ديمقراطي يحتذي به، وهي النقطة التي حاول أردوغان اللعب عليها خلال جولته، مؤكدا أن الاسلام والديمقراطية لا يتعارضان، واستشهد بالتجربة التركية الناجحة في بلد 99% من مواطنيه مسلمين، باعتبارها دولة علمانية ديمقراطية تتساوي فيها جميع الأديان. وأوضحت الصحيفة أن أردوغان حاول أيضا كسب تأييد الشارع العربي، بالمعاداة الصارخة لإسرائيل، معبرا عن استنكاراته الحادة للوجود الإسرائيلي، الذي يعرض المنطقة كلها للمخاطر، واصفا إسرائيل أثناء زيارته للقاهرة ب "الفتي المدلل للغرب". والتمست الصحيفة بعض العذر لتركيا، موضحة أن التعامل مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يكون محبطا، ولذا اختارت تركيا تراجع العلاقات مع اسرائيل بعد رفضها لمساعي الوساطة الأمريكية لإغلاق صفحة الهجوم "المشؤوم" علي السفينة التركية "مرمرة"، ولكن أردوغان لم يكتف بذلك واختار تصعيد الأمور ووضع الولاياتالمتحدة في موقف صعب بعد أن هدد بإرسال سفن حربية إلي البحر المتوسط لمصاحبة السفن التركية، علي حد وصفها. وحذرت الصحيفة تركيا من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة إذا لم يتوخَ الجانبان الحذر، فأردوغان يخاطر علي الأقل بالمصالح التجارية مع إسرائيل، وهي ليست قليلة. وأشارت الصحيفة إلي أن أوباما سعي جاهدا "لترويض" أردوغان ولكنه لم ينجُ من اللهجة الصارمة التي يتحدث بها، ولكن أردوغان وافق مؤخرا علي نشر نظام رادار صاروخي في تركيا "لحماية المنطقة من إيران"، باعتباره قائد واحدة من أكبر الديمقراطيات الإسلامية، قد يتقمص اردوغان دور القيادة .