رجح المحققون الأمريكيون فرضية أن يكون إطلاق النار الذي أودى بحياة 14 شخصا في ولاية كاليفورنيا ونفذه زوجان من أصل باكستاني «عمل إرهابي»، فى الوقت الذى أعلنت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» نقلاً عن مسؤول اتحادي أن سيد فاروق الذي أطلق النار في سان بيرنادينو بولاية كاليفورنيا الأمريكية كانت له اتصالات مع تنظيمين متشددين على الأقل، من بينهما جبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا. وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي في مؤتمر صحفي، إن التحقيقات كشف أشارت تطرف من جانب القاتلين، وأنهما استوحيا على ما يبدو أفكارا من منظمات إرهابية أجنبية، لكنه أضاف أن لا شىء يدل على أن القاتلين كانا جزءا من مجموعة منظمة واسعة أو خلية. من جهته، صرح ديفيد باوديش المسؤول في الاف بي آي في لوس انجليس: «نحقق الآن في هذه الوقائع الفظيعة بوصفها عملا إرهابيا. لدينا ادلة تثبت انها اعدت بشكل دقيق»، وعدد الأدلة التي جمعت حول القاتلين وهما سيد فاروق وزوجته تافشين مالك، من ترسانة الذخائر والمتفجرات الى الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر والمحادثات مع متطرفين داخل الولاياتالمتحدة وربما في الخارج. وأكد أن السلطات الأمريكية تدقق في صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أعلنت فيها تافشين مالك «29 عاما» مبايعتها لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي. ومن جهة أخرى، أكدت الداخلية السعودية أن منفذ هجوم سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، سيد فاروق، لم يدخل المملكة إلا مرة واحدة لأداء مناسك العمرة. وقال المتحدث باسم الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، إن منفذ هجوم كاليفورنيا سيد رضوان فاروق زار المملكة مرة واحدة فقط بتأشيرة عمرة، وكان قادماً من بريطانيا، في 19 يوليو 2014، وبقي في المملكة 9 أيام، قبل أن يغادر في نهاية الشهر ذاته، ولم ترصد عليه أية ملاحظات، ولم يلتقِ في الأراضي السعودية المرأة التي شاركت معه في الهجوم الأخير بكاليفورنيا. ويأتي التوضيح السعودي، فيما أعلن مسئولون أمريكيون أن فاروق سافر مرتين إلى المملكة في عامي 2013 و2014، بحسب ما نقلته شبكة «سي إن إن» الإخبارية، . في غضون ذلك، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة لن تسمح بترهيبها بعد إطلاق النار في ولاية كاليفورنيا الذي يرجح مكتب التحقيقات الفيدرالي فرضية وقوف إسلاميين متشددين وراءه. وقال أوباما في خطابه الأسبوعي الذي نشره البيت الأبيض «نحن أمريكيون. سندافع عن قيمنا وقيم مجتمع منفتح وحر. نحن مقاومون ولن نسح بترهيبنا». وتابع الرئيس الأمريكي «من المحتمل ان يكون المهاجمان تشددا. اذا ثبت ذلك فانه يظهر التهديد الذي نركز عليه منذ سنوات: خطر الناس الذين يستسلمون الى أيديولوجيات متطرفة عنيفة». وأضاف: «نعرف ان تنظيم داعش ومجموعات أخرى تشجع في العالم وفي بلادنا، اشخاصا على ارتكاب أعمال رهيبة في الغالب كذئاب منفردة». ودعا أوباما الامريكيين إلى الاتحاد، معتبرا أنه أفضل رد ممكن لتكريم الارواح التي فقدت في سان بيرناردينو وتوجيه رسالة لمن يريدون الاساءة للولايات المتحدة.