تساءلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إلى أي مدى يمكن لروسيا أن تتمسك بفرض عقوباتها على تركيا؟! واصفة خطاب الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" تجاه تركيابأنه شديد اللهجة بعد أن شهدت العلاقات حالة من التوتر في أعقاب اعتراض F-16 التركية الطائرة الروسية SU-24 بحجة اختراق المجال الجوي التركي أثناء هجومها على مواقع المتمردين السورية القريبة من تركيا. وقد دعم بوتين تصريحاته العنيفة بمجموعة من العقوبات الاقتصادية على تركيا، موضحة أن روسيا التي تناضل تحت وطأة العقوبات الأمريكية والأوروبية، قد لا تحظى بمرونة اقتصادية لتنفيذ مثل هذه العقوبات على تركيا عضو حلف شمال الاطلسي. وأوضحت الصحيفة أن إعلان بوتين بحظر رحلات الطيران بين البلدين ووقف أعمال شركات السياحة الروسية، التى توفر العطلات المشمسة للطبقة المتوسطة من الروس ، سيفرض قيودا على الفور على السياحة والتجارة الروسية التركية، بما في ذلك الفواكه والخضروات الطازجة التى يحتاجها الروس ، والذي قال بوتين ان البضائع الإسرائيلية، الإيرانية والمغربية ستحل محلها تلك السلع. كما ألغى الإعفاء من تأشيرة الدخول للأتراك، مما يضطرهم إلى تقديم طلبات رسمية. وتقدر قيمة التجارة التركية الروسية نحو 31 مليار دولار سنويا، مع القمح الروسي والغاز والمنتجات الزراعية التركية التي تشكل الجزء الأكبر. وفقا لجنيفر شكابتور، وهو محاضر في مركز التقييم الإسرائيلي بهرتسليا، أن الشركات الروسية ستعاني من العقوبات ربما أكثر من الشركات التركية. وذلك لأن تركيا هي واحدة من احد أكبر العملاء الغاز الطبيعي الروسي، لذلك فمن غير الواضح إلى أي مدى سيكون بوتين قادرا على تحمل الخسائر في إيرادات بلاده. و خلال فرض القيود على شراء تركيا الغاز الروسي، ستفقد موسكو قدرتها على التصدير إلى أوروبا، في حين أن تركيا ستملئ النقص في هذه الفترة من أذربيجان وجورجيا وربما حتى إسرائيل. وسيلحق الضرر على روسيا بشكل أكبر من تركيا كما سيجعلها في عزلة تامة. ويعانى الاقتصاد الروسي بسبب العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة وأوروبا بعد ضمها لشبه جزيرة الرم والتدخل في شرق أوكرانيا. في نفس الوقت تباطأ الاقتصاد الروسي بسبب انهيار أسعار النفط ، وسوف تتضرر البلدين بسبب العقوبات. لكن روسيا، على عكس تركيا، لديها عدد قليل من الأسواق تستطيع التوجه إليها. وخلص شكابتور إلى أن أنقرة دُفعت إلى أحضان أوروبا ويمكن أن تستفيد من التعويضات المالية. التى ستمنحها لتركيا والتى قدرت بحوالي 3.2مليار دولار كمساعدة مقابل تعاون أنقرة في وقف تدفق اللاجئين من سوريا، فتركيا لديها خيارات أخرى للتغلب على الأزمة الإقتصادية. أما روسيا لا يزال لديها بعض الأوراق للعب بها.