قال مقاتلون ليبيون إن تخبط الاوامر وعدم وجود قيادة مركزية وحدوث انشقاقات في الصفوف أمور تعوق جهود الحكومة الانتقالية في ليبيا للسيطرة على بلدة بني وليد أحد معاقل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. وتراجعت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي الحاكم امس الاحد بشكل فوضوي من البلدة بعدما فشلت في محاولة أخرى لاقتحام المعقل الصحراوي للقذافي. وفشلت محاولات اقتحام بني وليد منذ ثلاثة أيام حيث اضطر مقاتلو المجلس الى التقهقر بعد ما تعرضوا لنيران صواريخ كثيفة ورصاص قناصة من جانب قوات القذافي. وشابت القتال فوضى وانقسامات بين مختلف الوحدات حيث لم يندمج مقاتلو طرابلس مع باقي المقاتلين وتردد حديث عن تسلل خونة في الصفوف وإحباطهم للهجوم. وقال صبري سالم وهو طيار سابق في القوات الجوية التابعة للقذافي انضم الى صفوف مقاتلي المجلس "لم أر شيئا كهذا قط." وشعر سالم الذي يقود قوات تابعة للمجلس في بلدة الزاوية وشارك في العملية الناجحة للسيطرة على طرابلس بالصدمة منذ وصوله بسبب قلة التنظيم. وأضاف"وصلنا ولم يسألنا أحد عن أي شيء... توجهنا فحسب الى بني وليد." وأبلغ سالم وقواته أمس الاحد بأن هناك قوة كبيرة تابعة للمجلس الوطني الانتقالي داخل بني وليد وأنه يجب عليهم أن يتقدموا ناحية البلدة لينضموا اليها. وأضاف سالم "لكن لم يكن هناك أحد.. ثم تعرضنا لنيران كثيفة للغاية من قوات القذافي وتراجعنا." وكرر مقاتلون آخرون شكاوى سالم والكثير منهم معتصمون خارج البلدة منذ أكثر من أسبوعين واعتقد أغلبهم أن الهجوم سيكون أسهل. وعزز ألف مقاتل جبهة بني وليد على مدى الايام القليلة الماضية وكثيرون منهم يرتدون الزي العسكري ويعرفون أنفسهم بأنهم الجيش الوطني لليبيا. وفي سرت شاركت أكثر من 900 عربة في القتال على جبهة وتحاول 400 عربة أخرى التقدم من جبهة أخرى. وقال سالم "لا توجد قيادة مركزية انما مجرد مجموعات منعزلة من عشرة الى عشرين مقاتلا يتصرفون من تلقاء أنفسهم." وأضاف "تراجع الجيش الوطني الليلة الماضية.. عاد نصفهم الى منازلهم بينما تمركز النصف الاخر في مكان ما بالصحراء." ويلقي بعض مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي خارج بني وليد باللوم في ما حدث على وجود خونة وأرجع آخرون السبب الى وجود قناصة بينما ألقى آخرون باللوم على الزيت الذي يسكبه رجال القذافي في الشوارع المنحدرة المؤدية الى مركز البلدة. ويقول المقاتلون أيضا إن القادة والاستراتيجيات الافضل موجودة في سرت ربما لانها أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية بسبب موقعها الساحلي ولان القذافي عاش فيها في وقت من الاوقات. وهرع عدد آخر من وحدات مقاتلي المجلس الوطني صوب بني وليد في وقت لاحق أمس الاحد وبعد انسحاب أغلبية قوات المجلس وذلك على الرغم من صدور أوامر لهم بالحفاظ على مواقعهم خارج البلدة.