تستقبل مصر اليوم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان فى ظل ظروف بالغة الحساسية تعيشها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومصر وتركيا أكبر دولتين فى المنطقة بشكل خاص . وقالت الوكالة في تقرير لها :" ان أردوغان يحل على قاهرة المعز ضيفا فى وقت دشنت فيه مصر ثورة اعترف العالم بأنها الأكثر تحضرا بين ثورات التاريخ .. وفى وقت نجحت فيه تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية فى تحقيق اصلاحات تاريخية تنتظر اكتمالها بوضع دستور جديد للبلاد يعتبره الكثير من المراقبين السياسيين فى أنقرة بمثابة تدشين للجمهورية التركية الثانية". وفى هذا السياق حرصت الحكومة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان على أن تستبق زيارته المقرره لمصر مساء اليوم الاثنين بدعوة مجموعة من الكتاب والصحفيين المصريين لزيارة تركيا والالتقاء بكبار مسئوليها وفى مقدمتهم رئيس الجمهورية عبدالله جول لاحاطتهم بالتغييرات الجارية فى تركيا سواء على المستوى الداخلى أو على مستوى دوائر سياستها الخارجية وبخاصة الدائرة الشرق أوسطية. ومن جانبه ، يقول أرشاد هرمز أوغلو كبير مستشارى الرئيس التركى انه تم بذل جهود كبيرة لسنوات عديدة حاول خلالها " تغيير نمط التفكير لدى الشعب اولا " وكذا تعزيز الاقتصاد وفتح الباب امام الحريات العامة وفتح الباب للمستثمرين وانهاء التفرقة بين الاتراك والاجانب فى القوانين وفى مجال الاستثمار. وأردف أرشاد قائلا إن تركيا لم تدر وجهها من الغرب الى الشرق بل صححت فقط هذا المسار فهى لا تزال فى عضويتها الفاعلة بالعديد من المنظمات كالناتو ، منظمة التعاون الاقتصادى ، منظمة الأمن والتعاون الاقتصادي، ومنظمة التعاون للبحر الأسود والبلقان وتسعى للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبى لكنها وفى الوقت نفسه أصبحت مراقبا فى الجامعة العربية، وعضوا فاعلا فى المؤتمر الاسلامى ولديها تعاون استراتيجى مع مجلس التعاون الخليجى .. ولخص كبير مستشارى عبد الله جول هذه الفلسفه بقوله ان تركيا أصبحت دولة "تطير بأجنحة متعددة " وليس لحساب منطقة على حساب الاخرى . كما لخص كبير مستشارى عبد الله جول فى الوقت نفسه علاقة حكومة بلاده ذات الجذور الاسلامية بالمؤسسة العسكرية ذات النفوذ السياسى التاريخى فى تركيا، بقوله:" ان الجيش والحكومة ليسا طرفين بل أمة واحدة .. ونحن نفخر بالجيش فهو جزء من الدولة وليس دولة داخل الدولة" .. هذان هما طرفا المعادلة الداخلى والخارجى اللذين خاض بهما أردوغان مشروعه لاقامة تركيا القوية العصرية فى عصر العولمة والقطب الواحد والشرق الأوسط المتوتر . هذا المشروع لم يكتمل بعد وينتظر تدشينه بدستور جديد بعدما نجح حزب العدالة والتنمية فى تمرير 38 تعديلا فى الدستور على مدى سنوات خاض خلالها معارك سياسية طاحنة مع كافة القوى وتغلب عليها مستندا فى ذلك الى ارادة شعبية والى دعم من القوى العظمى فى اطار توازنات أجاد أردوغان اللعب على أوتارها .. كان من أهم عناصرها تبرير اصلاحاته بتلبية معايير وضعها الاتحاد الأوروبى لضم تركيا لعضويته .. ومن أهم هذه المعايير تطوير الاقتصاد التركى وتقليص نفوذ المؤسسة العسكرية فى صنع القرار السياسي .