قرفان وزهقان وعاجز! بقلم: محمد أمين منذ 17 دقيقة 16 ثانية الحكاية ليست سفارة إسرائيل.. ياكشى تولع.. الحكاية حكاية مصر.. أشعر بالضيق والعجز، كما أشعر بالقرف وبالزهق.. حزنت لأن الثورة تضيع، واكتأبت لأن الدولة تضيع.. وقرفت لأن العالم يرى صورة أخرى للمصريين.. لا الأمريكان يريدون أن يعلموا أولادهم، أن يكونوا مصريين، ولا الطليان.. ليست هذه هى ثورة مصر، ولا حضارة مصر.. ولا هذا هو تصحيح المسار ولا يحزنون .. ربما يكون انحرافاً عن المسار.. وربما يكون عملاً شيطانياً، يتبرأ منه الجميع الآن! كيف خرج الثوار من الميدان، إلى دار القضاء مرة، وإلى سفارة إسرائيل مرة أخرى؟.. من وراء ذلك؟.. لماذا اتجهوا إلى وزارة الداخلية، وحرقوا مبنى الأدلة الجنائية، وأسقطوا رمز الشرطة؟ .. ولماذا صاحب ذلك كله اقتحام لمديرية أمن الجيزة، ثم قسم مصر القديمة؟.. هل كان ذلك مخططاً؟.. هل يثور الثوار للتعبير عن المطالب، وإرسال الرسائل؟.. أم يثورون لكسر هيبة الدولة؟.. هل كان الهدف من إسقاط رمز الشرطة، هو القضاء عليها للأبد؟.. بالضبط كما أنزلوا علم إسرائيل، واقتحموا السفارة؟.. هل نعامل جهاز الشرطة، كما نعامل سفارة إسرائيل؟.. هل هو جهاز العدو؟! أين الذين دعوا لهذه المليونية؟.. أين هم الآن؟.. لماذا لم نسمع لهم صوتاً، ولا اعتذاراً ولا تفسيراً.. كانت جمعة رائعة.. فمن قال أعادت روح الميدان من جديد.. ومن قال إن مصر عادت وحدة واحدة.. لا أحزاب ولا جماعات.. وكنت من هذا الفريق أحياناً.. فلماذا تطور الموقف؟.. ولماذا نفقد عقلنا؟.. ربما كان هدم الجدار مطلوباً.. لأنه كان مستفزاً.. وكان خطيئة كبرى، حين يبنى جدار، فى قلب القاهرة.. لكننا لا نعرف متى نتوقف؟.. لماذا ذهب البعض إلى مديرية أمن الجيزة؟! أين المرشحون للرئاسة، الذين ينافقون الثورة؟.. هل هناك من يريدها فوضى؟.. هل هناك من يخطط للإطاحة بالثورة؟.. هل هناك من يخطط، كى نسير فى اتجاه فرعون جديد، وديكتاتور جديد؟.. هل الرئيس القادم لم يرشح نفسه بعد؟.. وهل كل هذه المقدمات تؤدى إلى نتيجة واحدة؟.. وهى الرئيس الديكتاتور؟.. هل يستفيد مبارك ورجاله من كل ما يجرى؟.. هل هناك أيد أجنبية تخطط لفوضى داخل مصر؟.. ما الذى تفعله حكومة الدكتور شرف؟.. وما الذى يفعله المجلس العسكرى؟.. لماذا أمر ببناء جدار العار، ولم يدافع عنه؟! ما معنى أن يأمر الجيش ببناء الجدار، ثم يتركه للثوار؟، لماذا كانت عشرات المدرعات ومئات الجنود؟.. هل شعروا بأن قرار البناء كان خطيئة؟.. ولماذا ترك منصور عيسوى، مبنى وزارة الداخلية للبلطجية؟.. ولماذا لم تقم الداخلية بحماية بيتها؟.. فكيف تحمى مصر؟.. هل يعنى احترام حق التظاهر، أن تترك لهم الحبل على الغارب؟.. هل يعنى أن نترك لهم الجمل بما حمل؟.. هل يعنى أن نختبئ خلف الأبواب، ثم نقول استرها يارب؟.. لم أكن أتصور أن يكون الانسحاب هو رد الفعل.. ولا أدرى كيف لا تستطيع الشرطة أن تحمى بيتها، ثم ننتظر منها أن تحمى الانتخابات البرلمانية والرئاسية؟! العملية ليست فتحة صدر.. الثورة شيء غير البلطجة.. الثورة لا تنحرف ولا تنتقم.. ولا يعنى أننا فى ثورة أن نوقف القانون، ثم نتحدث عن الدولة.. وأن نوقف المحاكمات العسكرية، ثم نتحدث عن البلطجة والترويع.. نريد شيئاً من العقل، لنحمى ثورتنا.. هناك فارق كبير بين الثوار والثيران.. بين الثوار والبلطجية.. وبين حسن النية ومن يخطط لضرب استقرار البلاد.. هناك فرق بين من يسقط رمزاً إسرائيلياً، ومن يسقط رمزاً مصرياً.. قد تسقط بعده الدولة، وليس النظام وحده!