الأسبوع الماضى أعلنت المملكة العربية السعودية رفع طاقتها الاستيعابية للمعتمرين بدءاً من الموسم المقبل ليصبح معدل القدوم الشهرى مليوناً و250 ألف معتمر ليزيد العدد الإجمالى في السنة من 6.5 مليون إلى 10 ملايين معتمر مع تطوير آلية المسار الإلكترونى الخاص بالعمرة والذي يتيح إنهاء إجراءات طلب التأشيرة وحزمة الخدمات في وقت قياسى من خلال خطة طموحة لمضاعفة أعداد المعتمرين خلال الخمس سنوات المقبلة. وهو الأمر الذى لاقى حالة من الارتياح والقلق بين الشركات العاملة في الحج والعمرة. وقالوا إن هذا القرار سيؤدى إلى اختفاء السوق السوداء ومنع المتاجرة بالتأشيرات وخلق حالة من الانفتاح.. أما القلق فهو على الشركات الصغرى وأنه سيؤدى إلى احتكارات كبرى تسبب إفلاس شركات كثيرة. وفي إطار ردود الفعل على قرار السعودية وتأثيره على حركة العمرة من مصر، قال باسل السيسي رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة قرار السعودية برفع طاقتها الاستيعابية للمعتمرين بمعدل مليون و250 ألف معتمر في الشهر قرار جيد لأن الأعداد الموجودة لا تلبى رغبات كل المصريين الراغبين في أداء العمرة، إلا أنه أعرب عن تخوفه من وسائل النقل وخاصة المطارات والتنقل بين المدن ومدى تأثيرها على سرعة الخدمة التي تقدم للمعتمر من عدمه. وقال: ليس معني زيادة العدد أن يكون لدي جميع راغبي أداء العمرة الفرصة في توقيتات معينة خاصة شهر رمضان، متوقعاً أن يكون لدي السعودية خطة لتفويج هذه الأعداد على مدار الموسم مع استمرار الوضع كما هو في مواسم الذروة رجب وشعبان ورمضان. وأكد رئيس لجنة السياحة الدينية أن زيادة عدد التأشيرات المتاحة لن يؤدى إلي خفض أسعار العمرة ولكنها تخفف من حدة أزمة التأشيرات وخاصة خلال فترة إجازة نصف العام الدراسى الذى أصبح مشابهاً لعمرة رمضان، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تشهد العمرة ارتفاعاً قدره 20٪ بسبب زيادة سعر صرف الريال مقابل الجنيه المصرى وارتفاع تذاكر الطيران وزيادة أسعار التضخم الطبيعي من 3٪ إلى 5٪ وهي الزيادة الطبيعية علي الخدمات. وأشار إيهاب عبدالعال، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، بقرار السعودية، مؤكداً أن هذا القرار سيخلق سوقاً مفتوحاً وسينهي علي السوق السوداء ويخفض سعر التأشيرة، ولكن السؤال هل تستمر الزيادة الشهرية مليوناً و250 ألف حتي نهاية شهر رمضان بنفس الأعداد؟ أم سيتم تحديد أعداد شهور رجب وشعبان ورمضان؟ هذا غير واضح حتى الآن.. وأرى أن حالة الاستمرار بنفس المعدل طوال موسم العمرة وفي شهور الذروة سيكون هناك إقبال عن شركات الطيران الوطنية والطيران منخفض التكاليف وهذا يحقق دخلاً للدولة.. وأعرب «عبدالعال» عن أمله أن تستمر بنفس المعدل طوال المواسم حتي نهاية رمضان. وأكد ناصر زكي، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أن السعودية وضعت خطة للحج والعمرة أن تستقبل خلال الأعوام القادمة 20 مليوناً وبدأت الإعداد لذلك بعمليات البناء والتوسعات من مطارات وقطارات ومترو ووسائل نقل والتوسعة التي يشهدها الحرم والتي لم تحدث في التاريخ بهذا الشكل بإنفاق كل هذه المليارات بغرض زيادة العمرة والحج وبدأوا بالمسار الإلكترونى ومواقع الحجز الإلكترونى (السياحة الإلكترونية) ليصلوا إلي العميل مباشرة كما يحدث في جميع دول العالم لنعرف لحظة دخوله المملكة ومقر إقامته ولحظة خروجه وبذلك تكون أمنت المعتمر والحاج من الناحية الأمنية وفي نفس الوقت أمنت الناحية التجارية. وقال «زكى»: قرار السعودية بتوزيع أعداد المعتمرين علي شهور السنة ليبدأ من شهر صفر وينتهي بشهر رمضان ويرفع الأعداد في الشهور الأربعة الأولى ثم يبدأ العد التنازلى ليقلل العدد في شهر رمضان والبرنامج مدته 15 يوماً ويبدأ تفويجهم علي مدار السنة وأعتقد أن الموضوع يبدأ تدريجياً والمرحلة التجريبية 3 سنوات. وخلال هذه الفترة يأخذ ضمانات ويوقع عقوبات علي المخالفين سواء على الوكيل السعودى أو الخارجى ويزيد الضمانات المالية.. وأعتقد أن بعد حادث «منى» فى الحج مؤخراً السعودية لن ترحم المخالف وهذا حقها لأن الموضوع أصبح سمعة دولة. وأرى أن قرار السعودية بزيادة طاقتها الاستيعابية خلال موسم العمرة سينهي تماماً كلمة تأشيرة ويحل محلها برنامج خدمات وتعلن الشركات عن برامجها من انتقالات وفنادق وخدمات، والمخالف سيخرج من السوق. وطالب «زكى» غرفة الشركات بأن يكون لها دور بأفكار جديدة حفاظاً على الشركات الصغيرة فمن الضرورى أن يكون هناك مخالفات ليكونوا كياناً كبيراً. وأكد «زكى» أن قرار السعودية يفيد الدولة ويؤمن السعودية ولكنه سيؤدى إلى خلق احتكارات كبرى ممكن تؤدى إلي إفلاس شركات كبيرة. ورغم الشكر الذي أتوجه به إلي السعودية عن البنية والتوسعات التي قامت بها والمنظومة الجديدة ولكن الأمر كان يتطلب منها الاستعانة بالخبرات الدولية المتراكمة ولكن عدم الحوار والتواصل مع كل دول العالم وخاصة مصر خطأ كبير لأن مصر بها خبرات في جميع مجالات السياحة، فنحن يهمنا السعودية والحفاظ على أمنها ولكن كان من الضرورى أن يكون هناك تواصل ومشاركتهم الرؤى. وقال أشرف شيحة، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، إن زيادة مساحة المعتمرين فرصة جيدة لأن هذا سيخلق برامج متعددة ومتنوعة وتخدم السوق المصرى، وستنهي على أزمات التأشيرات وكوسة الوكيل وسيقضى علي السوق السوداء وهي خطوة جيدة تؤيدها ونتمني أن تسير بمعدل واحد طوال السنة.