العطور جزء أساسي من تجربة التسوق في أي مركز تجاري في دبي، حيث تنتشر في أرجائها متاجر البيع بالتجزئة ومندوبو المبيعات الذين يعرضون عينات من منتجات شركاتهم في جو تفوح فيه روائح زكية بين نسمات الهواء المكيف. ويقدر متوسط إنفاق الفرد في منطقة الخليج على المنتجات العطرية بنحو 380 دولارا سنويا وهو من أعلى معدلات الإنفاق على تلك المنتجات في العالم. واعتمدت شركات صنع العطور في المنطقة في تحقيق النجاح لمنتجاتها على معرفة عادات وأذواق المستهلكين. وقال عبد الله أجمل نائب المدير العام لشركة أجمل لصنع العطور "الكثير من زبائننا يستخدمون من العطور خمسة أمثال ما يستخدمه زبائن نظرائنا الغربيين. الزبون العادي لا يشتري (عبوة) واحدة بل اثنتين أو ثلاث من نفس المنتج في كل مرة. واحدة في المنزل وواحدة في السيارة وواحدة في المكتب". وتنتج شركة أجمل آلاف من زجاجات العطور سنويا بمصنعها في منطقة المستودعات في دبي. وذكر عبد الله أجمل أن الرجال والنساء في الخليج يفضلون استخدام كميات كبيرة من العطور التي تظل روائحها عالقة في الجو أوقاتا طويلة. وقال "في العادة تصنع العطور خارج دول مجلس التعاون الخليجي لتنتشر رائحتها في دائرة لمسافة نحو قدمين من الشخص. بينما يحب زبائننا أن يتركوا أثرا وراءهم عندما يسيرون أو داخل المصعد. يحدث كثيرا أن تدخل مصعدا فتقابلك نفحة كبيرة من العطر من شخص كان هناك. هم يحبون ذلك".
والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية هما أكبر سوقين للعطور في المنطقة، حيث تشير بيانات يورومونيتور انترناشونال لأبحاث التسويق إلى أن حجم المبيعات فيهما عام 2010 بلغ 827.5 مليون دولار و205.8 مليون دولار على التوالي. ويتوقع أن تحقق مبيعات العطور نموا بنسبة 14.4 % في السعودية و16.5 % في الإمارات بحلول عام 2014. ويتنبأ بعض رجال الأعمال في مجال العطور بنسب أكبر للنمو مع تزايد اهتمام الشركات العالمية بسوق الشرق الأوسط واحتدام المنافسة.