على الرغم من نجاح تجربته البرلمانية الأولى كمستقل بعيداً عن الأحزاب، قرر خوض تجربته الثانية تحت راية «الوفد»، مؤكداً أن بيت الأمة منظومة سياسية كاملة صالحة لإدارة دولة بحجم مصر. هو الدكتور صابر محمد فهمى عطا، عضو مجلس الشعب الأسبق فى الفترة من 2005/2010، نقيب صيادلة الفيوم من 2011/2015، سكرتير عام مساعد رئيس حزب الوفد، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، رئيس اللجنة العامة للوفد بالفيوم. «الوفد» أجرت معه حواراً للتعرف على أهم نقاط برنامجه الانتخابي، وللحديث عن الفرق بين تجربته الأولى كمستقل وتجرته الحالية.. وإلي نص الحوار: في البداية حدثنا عن أهم بنود برنامجك الانتخابي؟ - نحن بعد ثورتين نحتاج إلى وقفة لنراجع أنفسنا حول ما إذا كانت مطالب الثورة التى راح ضحيتها الكثير من الشباب قد تحققت أم لا، لذلك قمت بوضع برنامج انتخابي شامل يرتكز على مطالب الثورة «عيش حرية وعدالة اجتماعية» إلى جانب العمل على تنفيذ دولة القانون وعدد من الحلول لكثير من المشاكل التي تعاني منها مصر، خاصة الريف المصرى وما يعانيه من أزمات. كما عملت على إيجاد حلول من أجل الارتقاء بالريف من جميع الجوانب من تعليم ورعاية صحية، لأن إهمال الدولة على مدار سنوات طويلة حول الريف إلى عشوائيات مجمدة. ما أهم القوانين التي ستسهم في تشريعها في حال حصولك على عضوية البرلمان؟ - لدينا 20 ألف قانون تحتاج إلى تعديل بسبب انتهاء الصلاحية، لأن جميع القوانين الحالية تدعم البيروقراطية وتقف عائقاً أمام إقامة استثمار قوى فى مصر، لذلك فإن القوانين الخاصة بالاستثمار وإقامة المشاريع الاقتصادية الكبرى تعد هى الأهم بالنظر إليها فى الوقت الحالى. كما سأعمل على تغليظ العقوبات على المخالفين من العاملين بالأجهزة التنفيذية، فالقانون يطبق على الجميع. ما أهم المشاكل التي تعاني منها دائرتك الانتخابية؟ - تعاني دائرة إبشواى - الفيوم من العديد من المشاكل فتعدد تركيبتها السكانية بين «فلاحين وصيادين» جعلها منبعاً للمشكلات والأزمات، خاصة أنها عانت من الكثير من الإهمال كجميع الريف المصرى. أولاً: الفلاحون يعانون من ضعف مياه الرى وقدم منظومة الرى مما يؤثر على الزراعة ويقلل من الرقعة الزراعية نتيجة الإهمال وضعف الإرشاد الزراعى، فالفلاحون فى إبشواى والريف المصرى يحتاجون إلى نظرة من الدولة من أجل العمل على زيادة الرقعة الزراعية واستثمار المحصول الزراعى عوضاً عن الاستيراد من الخارج. ثانياً: الصيادون تمتلك محافظة الفيوم 3 بحيرات عذبة وهى: «قارون والريان الأول والريان الثانى»، وهو ما يقدر بحوالى 90 ألف فدان من المساحة الإجمالية للمحافظة ما يجعل مهنة الصيد أساسية بالفيوم، لكن برغم كل هذا تعانى من انهيار الثروة السمكية بسبب التلوث الشديد والخطير الذى يؤدى إلى نفوق الأسماك، فى ظل عدم وجود منظومة لمياه الصرف الصحى بالمحافظة مما يحولها لتصرف بالبحيرات الثلاث «صرف مباشر» الأمر الذى يعد كارثة بيئية بكل المقاييس. إلى جانب زيادة معدلات التلوث وضعف مستوى الرعاية الصحية بإبشواى التى تعتمد على مستشفى مركزى واحد فقط لا يوجد به أى إمكانيات، إضافة إلى تردى منظومة التعليم بالمحافظة. ما أهم المحاور التى تنوى التركيز عليها فى البرلمان؟ - سأدعم النهوض بالريف المصرى والعشوائيات، خاصة فى المدن الريفية بقوة كبيرة، لأنها تعد كارثة كبيرة وحلها يتمثل فى الارتقاء بها والقضاء على الجهل والفقر الذى يعانى منه سكان هذه المناطق، فأنا أتمنى أن تمتلك كل قرى مصر بنية تحتية حديثة تأهل أهلها لحياة آدمية، لأن الريف بوضعه الحالى «داخله مفقود وخارجه مولود». هل يستطيع البرلمان القادم أن يسهم في انتشال مصر من كبوتها إلى مستقبل أفضل؟ - أتمنى أن يكمل البرلمان خطواته النهائية أولاً، ونجاحه سيعتمد على اختيارات الشعب لنوابه الذين يعوا خطورة المرحلة الحالية التى تحتاج إلى تكاتف الجميع بدون صراعات من أجل مصلحة مصر، والنجاح فى تنفيذ الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق يؤكد نجاح الشعب المصرى والقيادة السياسية الحالية، لأن مصر لن تنهض وتمضي في طريق بناء دولة ديمقراطية بدون استكمال مؤسساتها، ووجود برلمان يمارس سلطاته المخولة له في الدستور من مراقبة للسلطة التنفيذية. ما أهم دور مجلس النواب القادم من وجهة نظرك؟ - أعتقد أن أهم أدوار مجلس النواب القادم هى المراقبة ومحاربة الفساد، فالبرلمان هو عين الشعب على حكومته، لذلك علينا متابعة ومراقبة أداء الوزراء بدقة كبيرة ومحاربة الفساد الذى انتشر فى جميع مؤسسات الدولة. ما الفرق بين تجربتك البرلمانية الأولى كمستقل والحالية؟ - أعتقد أنه لو كتب لتجربتى الحالية النجاح ستكون أفضل من السابقة كمستقل، فبعد انضمامى لحزب الوفد العريق سيكون أدائى كنائب برلمانى أفضل بكثير، لأن تواجدى بالحزب سيجعلنى فى تطور مستمر فى ظل وجود كوكبة من الكوادر السياسية والقانونية، فلابد من تزايد المرشحين عن الأحزاب بدلاً من المستقلين لأنها تدعم فكر النائب سياسياً وقانونياً، وهى أساس لوجود الديمقراطية. من وجهة نظرك.. ما قيمة خوضك للسباق البرلمانى تحت راية الوفد؟ - أعتقد أن الوفد جعلنى أرى البرلمان من عيون أكثر تنظيماً وحرفية وخوض الانتخابات تحت رايته شرف كبير، فحزب الوفد مستقبل له تاريخ ولديه خبرة كبيرة فى إدارة شئون الدولة وتحديد المشكلات التى تواجهها وتقديم الحلول، وهو الأمر الذى لا يتوافر فى العديد من الأحزاب، فالوفد منظومة كاملة صالحة لإدارة دولة بحجم مصر، فلدينا حكومة ظل وكفاءات تصلح لشكل 5 وزارات وهو ما يؤكد على قوة الحزب الأعرق فى مصر. ونتمنى أن يقود الوفد الحركة السياسية فى الفترة القادمة، لأنني رأيت داخل الحزب كيف يقدم الجميع مصلحة مصر على مصلحته الشخصية ومصلحة الحزب نفسها. فى رأيك ما إمكانية تواجد مؤيدين للإخوان فى البرلمان؟ - من الممكن أن يتواجد عدد قليل من مؤيدي الإخوان الإرهابية داخل البرلمان ولكن لن يكون لهم أى أهمية، فالأغلبية هى من ستحكم البرلمان القادم، وأعتقد أن تكاتف القوى المدنية سيقضى على أى آمال للإخوان أو شركائهم فى زعزعة استقرار وأمن هذ الوطن. ما الرسالة التي توجهها للمصريين بوجه عام ولأهالي دائرتك؟ - أثق فى أهالي دائرتي وقدرتهم على اختيار الأصلح وبمعرفتهم بمن يبحث عن مصلحتهم، وسيعمل على حل مشاكلهم ومن يترشح لأهداف ومصالح خاصة. أما المصريون فأقول لهم: «عليكم التأنى فى اختياركم وتحديد أفضل من يمثلكم فى الفترة الحالية بعيداً عن أى إغراءات مالية أو عينية، فالمرحلة الراهنة تحتاج إلى المحبين لهذا الوطن ولتكاتف الجميع وتحتاج أبناء هذا الشعب للعمل بجد وعناية، وأن يكون هناك توحد وتكاتف في الجهود في شتى المجالات ونبذ المطالب الفئوية، فضلاً عن الوقوف وراء القيادة السياسية لتخطي هذه المرحلة الحرجة والفارقة في تاريخ مصر».