واصلت العواصم العربية امس غضبها واستنكارها للجريمة الخسيسة التي هزت مدينة الاسكندرية ليلة احتفلات اعياد الميلاد الجمعة الماضية. استنكر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الاعتداء الذي استهدف كنيسة الاسكندرية واسفر عن 21 شهيدا وعشرات المصابين، واصفًا اياه بالعمل الاجرامي المقيت، وذلك في برقية تعزية ارسلها الي الرئيس مبارك. وكتب بوتفليقة في برقية تعزية الي مبارك "تلقيت ببالغ التأثر نبأ الفاجعة التي ألمت بالشعب المصري الشقيق اثر الجريمة الارهابية التي استهدفت كنيسة القديسين ماري جرجس والانبا بطرس بالاسكندرية وراح ضحيتها مواطنون مصريون ابرياء. واضاف بوتفليقة في برقيته »بقدر ما ولد هذا العمل الاجرامي المقيت اسي بالغًا في نفسي ولدي ابناء الشعب الجزائري فانني علي يقين من ان الشعب المصري قادر علي تجاوز هذه الظروف العصيبة وهو الذي اثبت قوة ايمانه وصبره امام المحن والشدائد«. وأكد مستشار رئيس الوزراء الأردني سميح المعايطة أن المجتمعات العربية لديها القدرة علي التصدي لظاهرة الترويع والإرهاب.جاء ذلك تعليقا علي الحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين في الأسكندرية والذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. وقال المعايطة في تصريحات صحفية إن هذه الظاهرة لا تعبر إلا عن ضحالة فكر من يتورط في مثل تلك الأعمال. وشدد مستشار رئيس الوزراء الأردني علي ضرورة أن تتوحد أجهزة الأمن العربية لمواجهة قوي التطرف والإرهاب، واصفًا الجهات التي تقف وراء الحادث بالجبانة والمريضة لأنها تسعي لبث الفرقة داخل المجتمع المصري. واستنكر مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ التفجير الذي طال كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية، معتبرا أنه عمل إجرامي لا يمت للإسلام بصلة. وقال آل الشيخ في تصريح صحفي »هذا عمل غير جائز شرعا مشيرا إلي أن الإسلام يحرم العدوان علي الغير بكل صوره وأشكاله«. وأضاف مفتي السعودية أن سفك الدماء وقتل الأبرياء بغير حق أمر لا يقره شرع ولا عقل مؤكدا أن الإسلام ليس دين التفجيرات ولا يجيز استهداف دور عبادة غير المسلمين واصفا ما حدث بأنه أمر محزن ومؤسف .وحذر من أن ما حدث في مصر مقصده الأول والأخير رفع حدة الغضب ضد المسلمين وإشغالهم عن واجباتهم الأساسية وضرب الوحدة الوطنية في مصر وإشعال فتيل الأزمات والصراعات مؤكدا أن هذا أمر لا يقره الإسلام. ودعا آل الشيخ إلي ضرورة أن يتنبه المسلمون إلي مثل هذه الأمور وعدم جعلها فرصة للطعن في الإسلام وأهله ، مؤكدا أن ما جري فعل آثم وجريمة شنيعة لا تمت للإسلام أو الجهاد بشيء. وأدان حزب جبهة العمل الاسلامي،الجناح السياسي للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة في الاردن استهداف الكنائس في مصر والعراق، داعيا الانظمة الحاكمة الي كشف الجهات التي تقف وراء هذه الاعمال«. وقال المكتب التنفيذي للحزب في بيان نشره علي موقعه الالكتروني انه يدين بشدة استهداف كنيسة القديسين في الاسكندرية والكنائس العراقية. واضاف ان هذا الاستهداف للابرياء منافٍ للشرائع السماوية والقيم الانسانية، ويتناقض مع روح الحضارة العربية والاسلامية ولا يخدم الا مصالح اعداء الامة الذين يجدون ضالتهم في ضرب وحدتها واثارة النزاعات بينها لاضعافها وتمزيق نسيجها وجعل تناقضها فيما بينها. وناشد الحزب العقلاء من المسلمين والمسيحيين التحلي بأعلي درجات الحكمة والمسئولية مطالبًا الانظمة الحاكمة بالكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه الاعمال، دون استبعاد دور الموساد في هذه الجرائم ومثيلاتها. واستنكر المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الحادث الإجرامي الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات خلال الاحتفالات بالعام الميلادي الجديد. وقال المطران عطاالله في تصريح صحفي "إن هذا العمل الغاشم ألم بكل الشعب المصري العظيم، نحن تعودنا دائما أن تكون مصر أسرة واحدة في خندق واحد، معربا عن تعازيه لشعب مصر في ضحايا الحادث الاليم«. وأكد المطران عطا الله أن هذا الحادث لم يستهدف الأقباط وحدهم وانما استهدف كل شرائح الشعب المصري مسيحيين ومسلمين.
