مازالت أصداء الاعتداء الإرهابي علي كنيسة القديسين بالاسكندرية تتوالي عربيا وعالميا, فقد أكدت الخرطوم رفضها للإرهاب فيما عبرت بغداد عن مواساتها لأسر الضحايا بينما جددت الرياض إدانتها, في الوقت الذي عبرت فيه الامارات عن استنكارها للحادث, والبحرين عن ألمها, كما أعربت النمسا عن أسفها, وعبرت بريطانيا عن حزنها العميق وذلك عبر برقيات واتصالات وتصريحات إدانة وتعاز من جانب المسئولين في تلك العواصم للمسئولين في القاهرة. فقد تلقي رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف اتصالا هاتفيا أمس من نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه أعرب فيه عن خالص عزائه اإسم حكومة وشعب السودان لرئيس مصر وحكومتها وشعبها في ضحايا الحادث, مؤكدا رفض السودان للارهاب ومحاولات بث الفتنة بين صفوف شعب مصر. كما تلقي رئيس الوزراء اتصالا هاتفيا مماثلا من رئيس وزراء الأردن سمير الرفاعي أعرب فيه عن مشاعر حكومة وشعب الأردن الطيبة وتأكيدها دعم شعب مصر في هذه اللحظات الأليمة. وفي الخرطوم أعرب وزير الإرشاد والأوقاف السوداني الدكتور أزهري التيجاني عن مواساته لقيادة وشعب مصر في الحادث الأليم. ووصف في برقية بعث بها إلي الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري- الحادث بالعمل المنكر دينا وشرعا وأنه لا يمت إلي الرسالة الإسلامية التي تقوم علي الرحمة والتسامح والسلام ولا يعرفه تاريخ مصر الناصع في التسامح الديني ورعاية حقوق غير المسلمين وحفظ الكرامة الإنسانية. وأكد الوزير السوداني وقوف بلاده ودعمها لجهود الحكومة المصرية في حماية حرية المعتقد, مشيدا بمبادرة شيخ الأزهر الشريف في دعم تماسك نسيج المجتمع المصري بكل مكوناته الدينية والثقافية, داعيا الأمة الإسلامية ممثلة في جامعاتها ومعاهدها العلمية وعلمائها إلي بذل الجهد لبيان رسالة الإسلام وكشف الفكر الديني المنحرف. وفي عمان استنكر المركز الأردني لبحوث التعايش الديني العمل الإجرامي الآثم الذي استهدف المسيحيين في كنيسة القديسين بالإسكندرية. وأكد المركز في بيان له أمس, شجبه لهذه الجريمة البشعة التي طالت أبرياء يؤدون واجب العبادة, محذرا من المخططات الترهيبية التي تستهدف المسيحيين في كنائسهم وأديرتهم وعباداتهم وأرواحهم, منبها إلي خطورتها وإضرارها بوحدة الشعب المصري ومكوناته من المسلمين والأقباط. وأشار إلي أن هذا العمل الجبان الآثم تجاوز أولئك الأبرياء الذين سالت دماؤهم وتناثرت أشلاؤهم ليمس المواسم الميلادية المجيدة ويروع الإسكندرية حاضرة الثقافة. ودعا المركز المسلمين والمسيحيين في مصر إلي مواصلة العمل معا لمواجهة كل المتربصين بأمن مصر ووحدتها وأزهرها الشريف الساعين إلي إبعادها عن دورها في قيادة الأمة. وأهاب المركز بالزعماء والمسئولين والقيادات الدينية والفكرية وبكل الخيرين من أبناء الأمة أن يعملوا معا علي تعزيز التكاتف الوطني ومواجهة ما نراه حولنا من تهديدات إرهابية ومن أعمال العنف والإجرام التي يتعرض لها المسيحيون العرب الذين هم مكون من مكونات الأمة. كما أعربت رابطة الكتاب الأردنيين عن إدانتها واستنكارها الشديدين لعملية التفجير. أدان عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الحادث وقال: لقد قام الارهابيون عشية رأس السنة الميلادية الجديدة بأعتداء أجرامي أستهدف الابرياء في كنيسة القديسين في الاسكندرية محاولين ضرب التعايش السلمي لأطياف الشعب المصري ونسيجه الاجتماعي وزرع الفتنة والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد كما حاولوا ذلك في بلدنا العراق.. وعبر عبد المهدي عن المواساة الخالصة للشعب المصري الشقيق ولحكومته الموقرة ولعائلات الضحايا وأضاف القول.. إن الارهاب الذي نعاني منه كثيرا في بلدنا لايمكن القضاء عليه الا من خلال تظافر الجهود الاقليمية والدولية لاجل أجتثاث معاقله وحواضنه ومموليه وهذه مسئولية لا تقع علي عاتق شعب واحد وأنما علي المجتمع الدولي برمته.. وفي بغداد أدان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بشدة الحادث الذي وصفه ب العملية الإرهابية. وقال في بيان صحفي: تلقيت بأسف بالغ نبأ العملية الإرهابية التي نفذت ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة بحق كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية وتسببت في استشهاد وجرح عدد من المواطنين. وأضاف:أدين بشدة بإسمي وبالانابة عن شعب اقليم كردستان هذا العمل اللانساني وهو محاولة خائبة لاجهاض التعايش الاخوي القائم بين الديانات في المنطقة. وفي الرياض جدد مجلس الوزراء السعودي إدانة بلاده للتفجير, معربا عن تعازيه للرئيس مبارك ولحكومة وشعب مصر ولأسر الضحايا وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل. جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها المجلس أمس برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبد العزيز. كما استنكر البطريرك أجناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس, الحادث. وأعرب البطريرك هزيم- في برقية بعث بها إلي قداسة البابا شنودة الثالث عن تعازيه للبابا شنودة والشعب المصري في ضحايا الحادث. واستنكر وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني محمد الصفدي الاعتداء وأكد أن هذا الإرهاب غريب عن طبيعة مصر وتاريخها خصوصا وأنها كانت دوما أرض التلاقي بين الأديان السماوية. ودعا القيادات السياسية والدينية في الدول العربية إلي التصدي لمخاطر الفتنة الدينية التي من شأنها أن تضرب أساس العروبة الحضارية الجامعة والمتنوعة القائمة علي الحوار والتواصل بين الأديان. وفي بيروت شجب وزير الدولة اللبناني ورئيس اتحاد الغرف العربية عدنان القصار التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية. واعتبر القصار- في تصريح له أمس أن هذا العمل لا يخرج عن إطار المؤامرة التي تحاك للمنطقة العربية والهادفة إلي نشر الاقتتال بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين أنفسهم. ولفت إلي أن هذا الاعتداء ليس عملا فرديا داخليا وإنما عمل ببصمات أجهزة خارجية تريد زرع الكراهية بين المسلمين والأقباط المسيحيين. وفي جاكرتا أدان السفير يوسف الشرهان سفير دولة الامارات العربية المتحدة وعميد السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي في إندونيسيا, الحادث.. وقال:' إنه موجه في المقام الأول ضد الشقيقة الكبري مصر وليس ضد شخص بعينه'. أضاف الشرهان أن هذا الحادث المأساوي يستهدف الأمن القومي المصري ويحاول إشعال الفتنة بين عنصري الأمة في مصر.