هو محمد عبدالنبي جبريل، مرشح حزب الوفد بالانتخابات البرلمانية عن دائرة الهرم، يبلغ من العمر ثمانية وأربعين عامًا، ارتبط عمله بمجال السياحة والآثار، ولديه مزار سياحي بمنطقة الهرم، لم تكن الأمور السياسية ضمن اهتماماته، ولكن بعد ثورة 25 يناير دخل المعترك السياسي بسبب تأثر قطاع السياحة وتشرد الآلاف من العاملين بها، لذلك قرر خوض التجربة البرلمانية للدفاع عن حقوق العاملين بالمجال السياحي، فضلا عن حل العديد من المشاكل المتفاقمة منذ سنوات من خلال سن تشريعات وقوانين. أجرى» الوفد» معه حواراً للتعرف على أهم بنود برنامجه الانتخابي ورأيه في بعض القضايا الخاصة بالعملية الانتخابية. في ظل المرحلة الاستثنائية التي تعاني منها مصر.. ما الذي دفعك للترشح للانتخابات البرلمانية؟ - بحكم عملي في المجال السياحي ظللت لفترة كبيرة لا أهتم بالشئون السياسية، إلا أنه بعد قيام ثورة 25 من يناير تأثر قطاع السياحة كثيرا، وتدهور وضع العديد من العاملين، حيث تشرد الآلاف منهم لذلك كان لابد من ترشحي وعرض قضايا عالم السياحة وكيفية ازدهارها تحت قبة البرلمان، بالإضافة إلى رغبتي في المساهمة في تغيير الوضع المأساوي، الذي يعاني منه العديد من الناس خاصة الفقراء وعدم المساواة في الحقوق، والافتقار للعدالة الاجتماعية لدى العديد من الطبقات. كيف جاء انضمامك لحزب الوفد؟ - انضممت للحزب بعد ثورة 25 يناير، وجاء ذلك بناء على إدراكي لأهمية وعراقة حزب الوفد على مدار التاريخ المصري، فضلا عن وطنيته وثقة الشارع المصري فيه والتفافهم حوله في العديد من القضايا التاريخية والثورات الكبرى. ما أهم اهداف برنامجك الانتخابي؟ - لم أقم بوضع برنامج انتخابي، وذلك لأن أزمات ومشاكل مصر أكبر من فكرة وضعها في بعض أوراق، كما أنه من السهل أن يضع المرشح برنامجاً انتخابياً، ويعد الناخبين بالعديد من الوعود والشعارات البراقة لكن على أرض الواقع لا تنفذ هذه الوعود. ولكن هذا لا يمنع من وضعي العديد من الخطط بعيدة ومتوسطة المدى ومقترحات لحل العديد من مشاكل مصر كالصحة والتعليم. ما أهم القضايا التي ستركز عليها في البرلمان القادم؟ - التعليم والسياحة والصحة أهم أولوياتي، لأنها عصب الحياة في مصر، وحل المشاكل التي تعاني منها هذه القطاعات سيعمل على تقدم البلد، بالإضافة إلى إرساءه قواعد دولة تقوم على اقتصاد قوي وبناء ديمقراطي سليم، حيث إن التعليم بجميع مراحله يحتاج إلى نوع من التطوير، وحل مشكلاته سواء فيما يتعلق بالميزانية المخصصة له أو المدرسين والطلاب، بينما القطاع الصحي يعاني من العديد من الأزمات، خاصة الموجودة في التأمين الصحي والمطالبة بتفعيل قانون صحي شامل، وبالنسبة للسياحة فالوضع يزداد سوءاً بعد ثورة 25 يناير وتشرد آلاف من العاملين بالقطاع. وما أهم المطالب التي تنوي التركيز عليها بالنسبة لدائرة الهرم؟ - توصيل الغاز الطبيعي إلي جميع السكان بمنطقه الهرم، وذلك لأن هذه الأزمة تظهر بشكل كبير في الشتاء بسبب العجز في الأنابيب مما يترتب عليه عدم وجودها وبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، ومعالجة مشكلة الصرف الصحي، بالإضافة إلي الطلب الأكثر ترددا وهو إيجاد فرص عمل لذويهم، وهذا يؤكد ان الناس أصبح لديهم وعي ولا ينظرون إلي الزيت والسكر ولا الرشاوي ولكن طلباتهم باتت تشكل حلاً لأهم مشاكلهم الحياتية، والاهتمام بنظافة المنطقة والحد من انتشار العشوائيات وارتفاع المباني في شوارع ضيقة. من أولوياتي المطالب المهمة تحويل الوحدة الصحية بالهرم إلى مستشفى عام، وذلك لأنها تعمل لساعات قليلة، ولا يستفاد منها بشكل جيد، وذلك على الرغم من وجود عدد كبير من الأطباء فضلا عن امكانية بناء طوابق فوق طوابقها الرئيسية لتوسيعها ولاستيعاب عدد أكبر من المواطنين. من الذي تتخذه قدوة لك من رموز الوفد.. وما اهم الخطوات التي تم اتخاذها علي نفس نهجهم في الحياة النيابية؟ - الزعيم سعد زغلول، من أكثر الشخصيات التي تأثرت بها في العمل السياسي والبرلماني، وذلك بسبب حبه الشديد لمصر ورغبته في التضحية بحياته فداءً لها، وبالنسبة للنهج الذي أنتوي سلوكه هو الحرص على مصلحة المواطن وتقديم الصالح العام على المصالح الشخصية وإرساء مبادئ الديمقراطية بين أطياف الشعب فلن ينسى أحد مواقف زغلول الذي تصدى للاحتلال الإنجليزي والنحاس الذي وقف بالمرصاد للملك وأعوانه. ما رؤيتك ورؤية حزب الوفد للتعامل مع المشكلات التي تمر بها مصر؟ - رؤية الحزب لا تختلف كثيرا عن أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونية وهي تطبيق العدالة الاجتماعية، والمساواة بين المصريين في كافة الحقوق وحل الأزمات المتفاقمة التي تعاني منها مصر على مدار العقود الماضية، والحزب لديه خطة واضحة وشاملة لحل هذه الأزمات، ومشاريع قوانين عديدة سوف نتقدم بها للحكومة حتى في حالة عدم حصولها على نسبة كبيرة من المقاعد في البرلمان القادم، وذلك لأن مصلحة مصر العليا هي الأهم والهدف الأساسي للحزب، أما رؤيتي فهي نفس رؤية الحزب، وذلك لأن اصلاح مصر لن يقوم بدون تطبيق العدالة الاجتماعية والاهتمام بتحسين أحوال محدودي الدخل. هناك بعض المرشحين اخترقوا الضوابط التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات.. هل رصدت بعض الحالات؟ - نعم هناك مرشحون في دائرتي اخترقوا الضوابط وتجاوز سقف الدعاية الانتخابية الذي حددته اللجنة العليا للانتخابات، فضلا عن الاعتماد على تقديم رشاوي انتخابية عن طريق عدد من السماسرة، وهذا بالطبع اثار استياء جميع المرشحين بالدائرة. لذلك يجب على اللجنة العليا للانتخابات أن تراقب هذه التجاوزات وتقر العقوبات الرادعة لمن يخترق الضوابط المقررة. ما أول طلب احاطة ستتقدم به في حالة حصولك على عضوية البرلمان؟ - أول طلب إحاطة سيكون ضد زير الصحة، لأن العلاج بشكل آدمي حق طبيعي لأي مواطن، والمستشفيات الحكومية تعاني من إهمال كبير يصل إلى ترك الناس يموتون في الاستقبالات وعدم تقديم العلاج لهم، فضلًا عن المشاكل الموجودة في التأمين الصحي. الوظيفة الأساسية للبرلماني الدور الرقابي والتشريعي.. أي هذين الدورين ستركز عليه أكثر ولماذا؟ - الدور الرقابي لانني أفضل التواجد بالشارع وسط المواطنين ورؤية ما يدور حولهم وما يتم تنفيذه علي ارض الواقع من وعود قدمتها الحكومة، وسأراعي بنفسي ما سيتم تنفيذه وما ستتقاعس عنه الحكومة، بالإضافة إلي انني ساكون موجوداً بمكتبي بصفه مستمرة. ما رأيك في قرار فتح باب الترشح والسير في اتجاه انتخاب برلمان...؟ - أرى أنه بداية مبشرة لاستكمال خارطة الطريق وبناء مؤسسات الدولة، مما يترتب عليه بداية مرحلة جديدة وتقدم مصر نحو المستقبل. هل تتوقع فوزك في الانتخابات البرلمانية القادمة؟ - أثق في الناخبين في دائرتي، وفي وعيهم باختيار من يمثلهم ويعمل لصالحهم وليس لمصالح شخصية وليس لمن يستغل المال للحصول على أكبر قدر من الأصوات. ومع ذلك نتيجة الانتخابات غير متوقعة وتتوقف على الظروف التي تمر بها العملية الانتخابية برمتها، بالإضافة إلى تدخل المال السياسي بشكل كبير وعودة العصبيات والقبليات مرة أخرى. بم تصف الحالة التي تعاني منها العملية الانتخابية والتي أدت إلى تأخر إجراء الانتخابات البرلمانية؟ - أصفها بالتخبط والفوضى، والتي اخذت أكثر من وقتها، وأدت لتعطيل إجراء الانتخابات البرلمانية، والسبب الرئيسي تسرع لجنة تعديل الانتخابات في اصدار قوانين غير دستورية بدون توافق عليها، من قبل الأحزاب والقوى السياسية، ولكن برغم ذلك فأنا متفائل بالمرحلة القادمة وارى أنها ستكون أفضل. ما الصعوبات التي واجهتك منذ أن قررت الترشح؟ - تأجيل الانتخابات البرلمانية أكثر من مرة، والطعن على القوانين بعدم دستوريتها، واستخدام بعض المرشحين المنافسين الأموال بشكل كبير تخطى حجم الدعاية التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات. كيف ترى مستقبل مصر بعد إجراء الانتخابات البرلمانية؟ - أرى أنه سيكون مشرقاً ومبشراً وذلك لأن مصر في حاجة إلى برلمان يحمل العبء عن الرئيس عبدالفتاح السيسي ويساهم في تشريع وسن قوانين. ما الرسالة التي تود توجيهها للناخبين في دائرتك وللمصريين بوجه عام..؟ - أوجه رسالة للناخبين بأن ينتخبوا من يقف بجوارهم ويساندهم في جميع الأوقات، وليس في توقيت الانتخابات، واقول للمصريين إن عليهم النزول والمشاركة والتدقيق في اختيار من يمثلهم، وذلك لأن مجلس النواب القادم سيحقق لمصر عافيتها الاقتصادية والسياسية.