أكاذيب الفشار «ويكيليكس»! بقلم : محمد أمين الأثنين , 05 سيبتمبر 2011 10:22 لا أعرف هل هو «أبو لمعة» أم «ويكيليكس»؟.. ولا أعرف إن كانت هذه الوثائق صادقة أم كاذبة؟.. ولا أعرف ما أسباب الضجة، التى تصاحب كل وثيقة؟.. رغم أنها وثائق مضروبة، ورغم أن من يكتبها نصاب وفشار.. لا يختلف عن أبو لمعة المصرى.. تصوروا أن أحدث وثيقة لموقع «ويكيليكس»، تزعم أن سوزان ثابت، قرينة الرئيس السابق حسنى مبارك، «مسيحية الديانة».. تصوروا أن مبارك نفسه، كان يعيش مضحوكاً عليه.. كما أن سوزان نفسها، عاشت مضحوكاً عليها.. لأن مبارك نفسه مات فى 2004 على حد هلوسة ويكيليكس مصرى.. ومصر كانت مضحوكاً عليها، لاتعرف رئيسها ولا السيدة حرمه! الاستخفاف بالعقل وصل إلى هذه الدرجة.. فلا سوزان مسلمة، ولا مبارك حقيقى، ولا مصر كانت عارفة.. فالوثيقة التى كتبها رئيس البعثة، فى السفارة الأمريكيةبالقاهرة، السفير «جوردون جراى»، تؤكد أن قرينة مبارك كانت متزوجة من رجل مسلم ولديها ولدان، الأول «جمال» الذى يرأس أمانة لجنة السياسات، فى الحزب الحاكم، والثانى هو «علاء» الذى يركز فى المصالح التجارية، ولا يشارك فى السياسة.. وكان لديها نفوذ كبير فى السياسة المصرية، وتدعم مجالات بعينها.. نورتنا يا سى ويكليكس أفندى! وإمعاناً فى الكذب والفشر.. يقال إن الوثيقة الأمريكية، مكتوبة بتاريخ 18 مايو 2005 برقم (05CAIRO3807)، بما يعنى أنها مكتوبة فى عصر مبارك.. وأنها لم تكتب أمس أو بعد الثورة.. كأنها حقيقية وكأنها وثيقة.. وكأننا لا نعرف سوزان ولا عائلتها.. وتخيلوا أن هناك من يصدق أنها مسيحية.. بدليل أنها سافرة ولا ترتدى الحجاب.. ثم أنها أصدرت قوانين الأسرة الظالمة.. نعم هى قوانين سافلة وليست ظالمة.. وقلنا إنها قوانين طوارئ فى البيت المصرى.. وكان على الثورة، أن تستكمل دورها الاجتماعى.. لكن ليس بهذا الكذب.. ولا بهذا الفشر ولا بهذا النصب! هل تضيف الوثيقة الأمريكيةالجديدة شيئاً، حين تقول إن سوزان مبارك لديها «دور بارز داخل المنظمات الحكومية وغير الحكومية»، التى تركز على قضايا التعليم ومحو الأمية؟.. وهل تضيف شيئاً حين تصف سوزان مبارك، بأنها «نشيطة وشهيرة» وأنها «مضيفة كريمة»؟، أو أن لديها مبادرات كثيرة فى دعم الأعمال الخيرية؟، بما فى ذلك الرحلات الخارجية المتكررة للمؤتمرات الدولية، والحصول على دور بارز فى وسائل الإعلام المصرية؟.. وهل تضيف جديداً، حين تكشف أن سوزان تتمتع ب«نفوذ كبير فى السياسة الداخلية»؟! ما الفرق بين الوثيقة السرية، والتقرير الصحفى، الذى يكتبه المراسلون هنا أو هناك؟.. فهل كان «ويكيليكس» يكتب وثيقة، حين قال:«القاهرة تدعى أن لديها تاريخاً طويلاً، من المؤسسات الديمقراطية النامية، مثل القضاء المستقل ومجلسى الشعب والشورى، رغم أن ثلثى أعضاء الأخير يتم تعيينهم وليس انتخابهم».. أين الوثيقة أيها المغرمون بالفشار ويكيليكس؟.. إذن نحن نكتب وثائق سرية، كل يوم ونحن لا ندرى! أخيراً ما الفرق بين الوثائق والفشر، والشائعات وضرب التقارير؟.. كيف عشنا عمرنا كله، لا نعرف أن سوزان مسيحية؟.. وما قيمة هذا الآن؟.. ما المقصود؟.. كيف نتصور كل هذه الأكاذيب؟.. فمبارك ليس مبارك، ولا سوزان كانت مسلمة.. ناقص على ويكيليكس أن يقول إن شعبنا ليس هو الشعب المصرى.. حاجة مسخرة فعلاً.. كفيلة بأن نعرف مدى تخاريف ويكيليكس.. وأنه لا يختلف عن «أبو لمعة» فى شيء!