ذكرت مجلة "فورين بولسي" أنه في إبريل الماضي، إنقلب قارب طوله 66 قدم يحمل نحو 850 مهاجر كانوا في طريقهم من البحر المتوسط إلى إيطاليا، مما أسفر عن مقتل أغلبية من كانوا على متنها. وأضافت المجلة أن هذه المأساة تصدرت أجندة بروكسيل السياسية،، كما أنها استحوذت على فكر الوزراء حول كيفية التعامل مع تدفق طالبي اللجوء والمهاجرين إلى أوروبا. وأوضحت أن الأزمة كانت مشتعلة بالطبع قبل إبريل، ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة التي مقرها جنيف، فأن حوالي 3200 شخص غرقوا أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط في عام 2014. (كذلك حوالي ما يقرب من 2000 في النصف الأول من عام 2015.) وعلى الصعيد العالمي، فأن عدد النازحين آخذ في الزيادة بسبب الصراعات والاضطهاد الذي يواجهوها في بلادهم، فقد بلغ عددهم حوالي 59.5مليون شخصا، في نهاية عام 2014، وفقا لتقرير صادر عن مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. ونوهت المجلة إلى أن اقتراب الاتحاد الأوروبي من الصراعات التي طال أمدها في الشرق الأوسط وأفريقيا، كذلك من المناطق الضعيفة اقتصاديا في أوروبا الشرقية، جعل الدول الأعضاء كألمانيا، المجر، فرنسا، إيطاليا، والسويد واجهة يقصدها طالبو اللجوء. وفي الأشهر الأربعة الأولى من عام 2015، استقبلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حوالي 242075 شخصا لطلب اللجوء ، وهو ما يزيد بنسبة حوالي 80 % عن نفس الفترة في عام 2014. وتشهد المجر، والتي يصل المهاجرين إليها عادة من تركيا أو دول البلقان، زيادة ضخمة في نسبة طالبي اللجوء، بحوالي ما يقرب من 13 ضعف. ونظرا للمخاطر التي حظيت بتغطية إعلامية من عبور البحر الأبيض المتوسط، لا يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يفاجىء بأن هذا الطريق البري يزداد ازدحاما: ففي الأشهر الستة الأولى من عام 2015، أظهرت بيانات المنظمة الدولية للهجرة وجود حوالي 61 ألف من طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين ، وهو ما يتجاوز بالفعل احصاءات عام 2014. فلا أحد يستطيع أن ينكر أن الهجرة هي أزمة إقليمية شاملة. وتساءلت المجلة حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي لديه الإرادة والموارد الجماعية لحلها. وفي سؤال طرحته المجلة حول هوية المهاجرين؟ أجابت أن المواطنين من سوريا وكوسوفو يشكلون حوالي ما يقرب من 40 % من طالبي اللجوء خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2015؛ ووصل نسبة عدد المهاجرين من سوريا حوالي 80 % عن الفترة نفسها من العام الماضي، في حين أن من كوسوفو قفزت حوالي 17 أضعاف. ما هي وجهاتهم المفضلة؟ تلقت ألمانيا حوالي 40 % من طلب اللجوء خلال الثلث الأول من عام 2015، في حين تلقت المجر وفرنساوإيطاليا، والسويد مجتمعة 39 % من هم؟ الغالبية العظمى من طالبي اللجوء هم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 34سنة، ولكن نسبة الصغار زادت بشكل ملحوظ خلال عام 2014. كيف وصل المهاجرين إلى هناك؟ في عام 2014، ما يقرب من 78 %من طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين كان معظمهم من سوريا يحاولون عبور شرق ووسط البحر الأبيض المتوسط . كذلك الإريتريين وجدوا في معظم الأحيان على طول وسط البحر الأبيض المتوسط، في حين الأفغان والصوماليين والعراقيين كان نسبة وجودهم عاليةعلى طول شرق البحر المتوسط.