كشفت وثائق نشرها اليوم الجمعة جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (إم آي 5) عن أن صحفيا وناقدا سينمائيا شهيرا كان يعمل جاسوسا لصالح المخابرات السوفيتية إبان الحرب العالمية الثانية. وأكدت الوثائق على أن "سيدريك بيلفريج" كان "الرجل السادس" بجانب حلقة من خمسة رجال كانوا في قلب الاستخبارات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية وتجسسوا لصالح الاستخبارات السوفيتية. وكشفت الوثائق عن أن بيلفريج - الصحفي السابق لدي الديلي اكسبريس - مرر معلومات استخباراتية في منتهى الأهمية للسوفييت بشأن أساليب التجسس البريطانية إبان عمله لأجهزة الأمن البريطانية في الولاياتالمتحدة. وذكرت القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني - في تقرير لها - أن المعلومات كانت ذات قيمة كبيرة للمخابرات السوفيتية في هذا التوقيت ، حيث اعتبروه أحد الأصول الرئيسية لهم ، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن البريطانية فشلت في فهم أهمية العلاقة بين بيلفريج والاتحاد السوفياتي. وقال البروفيسور كريستوفر أندرو ، المؤرخ الرسمي السابق لجهاز الاستخبارات الداخلية ، إن الضابط السوفيتي المسؤول عن بيلفريج أشاد بالمعلومات التي قدمها لموسكو ووصفها "بالقيمة للغاية". وأضاف "لمدة عام أو نحو ذلك في منتصف الحرب العالمية الثانية، قيمت الاستخبارات السوفياتية بيلفريج قبل كيم فيلبي (عضو في حلقة كمبريدج للتجسس)". وتابع "رغم أن موسكو نشرت بعض ملفات الكي جي بي الخاصة بفيلبي، الا أن أنها لم تكشف أي شيء يتعلق ببلفريج". وكان سيدريك بيلفريج أحد أفضل نقاد السينما في بريطانيا في فترة الثلاثينات ، قبل أن ينتقل إلى لوس أنجلوس في عام 1936. وبعد زيارته لموسكو في وقت لاحق من ذلك العام، عاد إلى الولاياتالمتحدة ملتزما بالشيوعية، وحافظ على علاقة وثيقة مع رئيس الحزب الشيوعي في أمريكا . وخلال الفترة من 1941 حتى عام 1943 عمل بيلفريج الى جانب الاستخبارات البريطانية "ام آي 6"، وبحلول عام 1946، كشف تحقيق لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي "اف بي أي" عن خداع بيلفريج وعمل للسوفيت. وعلمت السلطات أنه تم تمرير معلومات استخبارية إلى السوفيت خلال الأربعينات، وكان جزءا من شبكة تجسس. وبسؤاله من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في يونيو 1947، اعترف بتسريب أسرار للسوفييت. وقال "كانت فكرتي أن أقول لهم أشياء معينة ذات طابع عبثي حقا من وجهة نظر المصالح البريطانية والأمريكية، على أمل أن أحصل منهم بهذه الطريقة على بعض المعلومات الأكثر قيمة من الجانب الشيوعي". وتابع "زودتهم بمعلومات عن طرق مراقبة سكوتلاند يارد وكذلك بعض الوثائق المرتبطة بحكومة فيشي في فرنسا، التي كانت ذات طبيعة سرية للغاية فيما يتعلق بأصلها ولكنها تحتوي على معلومات لا قيمة لها".