المخرج الأمريكي بريان دي بالما صاحب الباع الطويل والغزير فى عالم الابداع ؛قررت إدارة مهرجان فينيسيا السينمائي فى دورته القادمة من 2 إلى 12 سبتمبر، منحه جائزة الإبداع السينمائي تقديرا لما قدمه للسينما خلال مشواره الطويل. حصل فيها على الأسد الفضي في مهرجان فينيسيا عام 2007، الذى كان له النصيب الأكبر فى عرض أفلامه؛ منها الفيلم المثير للجدل «عاطفة» بطولة راشيل ماك ادامز. ويمنح لدي بالما في التاسع من سبتمبر جائزة خاصة في احتفالية يعقبها عرض الفيلم التسجيلي الطويل «دي بالما» وهو من إخراج نوح بوماتش وجاك بالترو. ويعد بريان دي بالما أحد شيوخ السينما الأمريكية وأهم صانعيها وروائعه تزين تاريخها ومنها «كاري 1976» و«الوجه ذو الندبة» - سكيرفيس 1983» و«المعصومون 1987» و«المهمة المستحيلة 2000» برصيد 17 عملا كسيناريست و6 أعمال كمنتج و5 كممثل و5 كمونتير، و2 كمصور.. وهو من رواد حركة السينما المتحررة في حقبة السبعينات. وهو صاحب مقولة « الكاميرا دائماً تكذب، تكذب 24 مرة في الثانية». المولود فى نيوجيرسي (أمريكا). ذو التعليم فى مجال علم الفيزياء! تزوج وطلق ثلاث مرات من دارنيل دي بالما، جيلا أني هورد، ونانسي ألين. المخرج الأمريكي بريان دي بالما له سبعة أعمال مستقلة. ووقف براين لأول مرة كمخرج عام 1968م مع الممثلين جوناثان ووردن وروبرت دي نيرو في الكوميديا Greetings. واستكمل مشواره مع دي نيرو وصور معه فيلمي الكوميديا «حفلة زواج» 1969م، و«مرحبا ماما» 1970م، واستمر مع الكوميديا، ففي عام 1972م قدم فيلم Get to Know Your Rabbit مع توم سميذر وجون أوستن ويدورحول رجل أعمال شاب، فى 1973م يرى الكثيرون أنها البداية الحقيقية له في هوليوود، وذلك في فيلمه الدموي المرعب المستقل Sisters الذي كتب قصته أيضاً، ثم عاد لنوع جديد من الافلام المثير وهو فيلم الرعب الموسيقى Phantom of the Paradise مع باول ويليامز وويليام فينلي، وقد ترشح الفيلم لأوسكار أفضل موسيقى.. ويعد «الوجه ذو الندبة» Scarface في 1983، من أعماله المميزة وكتبه أوليفر ستون، وقام ببطولته آل باتشينو في دور توني مونتانا اللاجئ الكوبي.. ومهرب الكوكايين الخيالي. الفيلم معتمد فى بنائه الدرامى على سيرة آل كابوني وبنفس الاسم الذي صدر في 1932 من بطولة بول ميوني. ويستعرض الفيلم كيف بدأ توني مونتانا آل باتشينو مسيرته من كوبي مهرب إلى الولاياتالمتحدة إلى أحد أكبر بائعي المخدرات في الولاياتالمتحدة. الطريف أنه رغم النجاح الكبير الذي حققه الفيلم، والاداء المميز لآل باتشينو وإبداع بريان دي بالما، إلا أن الفيلم نال نقدا لاذعا من قبل النقاد بسبب كثرة مشاهد العنف وأيضا كثرة الألفاظ الجنسية الصريحة مما جعل الأوسكار يستبعد آل باتشينو من ترشيحه لجائزة أفضل ممثل وحصل المخرج بريان دي بالما على جائزة الرازي كأسوأ مخرج, ورغم هذه الانتقادات الا هذا الفيلم يعتبر من أفضل وأنجح أفلام المافيا والجريمة على الإطلاق، كما أن شخصية توني مونتانا أصبحت أيقونة الشخصيات الإجرامية في الثقافة الأمريكية، وكانت جملة توني مونتانا الشهيرة «قل مرحبا لصديقي الصغير» «مشيرا إلى سلاحه» تعتبر من أشهر الجمل التعبيرية على الإطلاق وحصلت على المركز 68 في قائمة أفضل 100 جملة تعبيرية في القرن العشرين في المعهد السينمائي الأمريكي.. وللمخرج بريان دي بالما نصيب من سلسلة مهمة مستحيلة في 1996 مع الممثل توم كروز. أما فيلمه «حجب» Redacted فإنه العمل الذى وجه الصفعة للغزو الامريكى للعراق بكشفه جريمة اغتصاب وقتل الطفلة العراقية عبير الجنابي «14 عاما»، ووالديها وشقيقتها الصغرى في المحمودية جنوببغداد في مارس سنة 2006م. وتكون المأساة الحقيقية بالفيلم من خلال اعتقال عراقى حتى يغتصبوا ابنته، بعد مراقبتها وهى تذهب إلى مدرستها وتعود إلى بيتها. ويقوم جنديان بالتناوب على اغتصاب الفتاة، ثم حرقها بعد قتل جميع أفراد عائلتها، في مشهد صادم. وتكون النتيجة انتقاما عراقيا يدفع ثمنه صاحب الكاميرا الذى يختطف وتقطع رأسه صورت أحداث الفيلم في الاردن خلال عام 2007 بتكلفة بلغت 5 ملايين، ويبدو أن هذا نهج بالما فى السينما فضح وحشية وكذب ديمقراطية الامريكان، فهناك فيلم آخر له بعنوان «ضحايا الحرب» كاشفا الكثير من الممارسات الوحشية للجنود الأمريكان، من الاغتصاب الجماعي لامرأة ڤيتنامية، معتمدا على قصة حقيقية كتبها دانييل لانج في صحيفة «النيويوركر»؛ منشور تحت عنوان حادث في الجحيم عام 1966 خلال الحرب الڤيتنامية، ولقد حاولت مرارا وزارة الداخلية الامريكية منع تصويره ؛ويعتمد الفيلم من خلال الفلاش باك، على الاقتراب من حياة ماكس اريكسون، من قدامى المحاربين في ڤيتنام في نوفمبر 1966، أثناء تعرض فرقة من الجنود الأمريكان لهجوم من الڤيتناميين. وقمة المأساة عندما يأمر «شون بين» باختطاف فتاة ڤيتنامية وتتعرض للضرب والاغتصاب الجماعي؛ محللا وحشية الانسان قبل وحشية الحرب والضغوط الكبرى التي يجد المجند نفسه امامها ليصبح أكثر شراسة ووحشية وحقدا عندما عرض الفيلم للمرة الاولى في 1987 حصد في الأسبوع الأول له 5 ملايين دولار، ويبلغ إجمالي ما حققه 18 مليون دولار، الى جانب ردود الأفعال الإيجابية والإشادة بتقديم شخصيات سلبية، ويعد الفيلم من المرجعيات السينمائية الحقيقية، ذات الطرح بموضوعية، وتحليل دقيق للشخصيات، والاثار السلبية للحرب الڤيتنامية. وفى مهرجان فينيسيا 2012عرض له «الرغبة» Passion وجمع بين النجمتين الأمريكية ريتشيل ماكادامز والسويدية نومي راباس.. الفيلم يدور حول إيزابيل جيمس التي تقوم بدورها راباس وهي تعمل كمديرة في إحدى وكالات الإعلان العالمية تحت قيادة كريستين ستانفورد (ماكادامز). العلاقة بين الاثنتين تقترب من الصداقة ثم تأخذ منحنى حميما مفاجئا لإيزابيل وطبيعيا لكريستين بسبب أسلوب حياتها المندفع والأناني والجامح. ولأن إيزابيل سئمت من سلوك كريستين يتحول الفيلم سريعاً لصراع وتبدأ سلسلة من الانتقام والتنكيل والإهانة والتوريط بين الاثنتين في إطار حاد حتى تقود الأحداث لجريمة قتل والفيلم مأخوذ عن الفيلم الفرنسي Love Crime. ومع المخرج الأمريكي «بريان دي بالما» قدمت سيسي سبيسك عام 1976 فيلم كاري عن قصة ستيفن كينج وهو فيلم رعب لفتاة منطوية ومنبوذة من الكل ولكنها تملك قوة تحريك الأشياء عن بعد، وقدما معا أحد أفضل أفلام الرعب في السبعينيات. وقد نجح هذا الفيلم نجاحًا كبيرًا، ورُشحت عنه للاوسكار.. ظل بريان مع الرعب والإثارة، وفي العام نفسه كتب وأخرج Obsession مع الممثل كليف روبرتسون والممثلة جينفير بلويد، وبنجاح هذا الفيلم أيضاً أطلق عليه الجمهور لقب «هيتشكوك الجديد». ترشح الفيلم لأوسكار أفضل موسيقى، إذ أدرك بريان موهبته في هذا المجال جيداً، فقدم عام 1978م مع المخضرم العملاق المعتزل دوجلاس كيرك والممثل الراحل جون كاسافيتس فيلم الإثارة The Fury. وفي عام 1980م قدم الرعب والغموض على حقيقته في الشاشة الكبيرة، وذلك عن طريق الفيلم المثير Dressed to Kill، إذ لقب براين بلقب جديد هو «ملك الرعب»، مع إنجي ديكنسون ومايكل كين في أكثر الافلام دموية. ومع جون ترافولتا عام 1981كتب انفجار Blow Out، عن رجل يعمل فني صوت يسجل بالمصادفة دليلا يثبت أن حادث سيارة كان عبارة عن جريمة فيجد نفسه في خطر. وعام 1984م قدم مع الممثل كريج واتسون والممثلة ميلاني جريفيث فيلم Body Double. وكان الفيلم بمثابة تكريم مباشر لأفلام ألفريد هيتشكوك، وتحديدا النافذة الخلفية (1954) والدوار (1958)،وأخرج Wise Guysحكيم الرجال مع الممثلين داني ديفيتو وجوي باسكوب، وهو من الكوميديا السوداء ويدور حول اثنين من صغار رجال العصابات من نيوارك بولاية نيو جيرسي، عام 1987م كان هناك فيلم الجريمة الدرامي الممنوع لمسهم The Untouchables وحصد من الجوائز لشون كونري اوسكار افضل ممثل في دور ثانوي وحاز على جائزة الجولدين جلوب عن الدور ذاته؛ وترشح ل3 جوائز أخرى عن الموسيقي التصويرية وتصميم الملابس والديكور، والفيلم جمع الممثلين روبرت دي نيرو وكيفين كوستنر وشين كونري ويعد من أفضل أفلام الثمانينيات ؛ ويدورحول ما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي في مدينة شيكاغو الامريكية حيث تم حظر الكحول لكن في ظل سيطرة رجل الأعمال ال كابوني على الاتجار بالكحول لم يكن هذا القرار ليدخل في حيز التنفيذ, وحول آل كابوني المدينة الى محمية يعيث فيها فساداً يسيطر على الشرطة لا يدفع الضرائب.. عام 1990 أخرج The Bonfire of the Vanities مع توم هانكس وبروس ويليس وميلاني جريفيث، ثم قدم مع الممثل جون ليثوو في Raising Cain. وعام 1993م قدم فيلم الجريمة Carlito›s Way وفيلم الحركة الغامض Snake Eyes مع الممثلين نيكولاس كيج وجاري لينس، وفي العام 2000م قدم دي بالما فيلم الخيال العلمي Mission to Mars من تمثيل جاري سينس وتيم روبنس ودون شيدلي، وفي عام 2002م قدم فيلمه Femme Fatale وعام 2006 عاد في فيلمه الدرامي The Black Dahlia.