حملة إنقاذ نهر النيل.. وزير الري: إزالة 464 ألف حالة تعدٍّ على مجرى النهر    مدبولي: مشروعات الصرف الصحي تمثل أولوية هامة على أجندة المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»    رئيس الوزراء يتفقد التشغيل التجريبي لمحطة معالجة الصرف الصحي بقرية برطباط غرب مغاغة.. صور    استعدادات قصوى خلال موسم حصاد الأرز لمواجهة «الحرق المكشوف» بالشرقية    «أبناء الأجير» قصة قصيرة للكاتب محمد عبد المرضي منصور    انقطاع كامل لخدمات الإنترنت شمال قطاع غزة    إبادة ممنهجة في غزة.. وإسرائيل تستهدف عشرات الفلسطينيين    أعضاء الكونجرس الأمريكي يؤكدون للسيسي دعم الولايات المتحدة لمصر    كولر يعقد محاضرة فنية للاعبين قبل مواجهة سيراميكا    موعد مباراة الزمالك ومنتدى درب السلطان المغربي لتحديد المركز الثالث بأبطال أفريقيا لكرة اليد والقناة الناقلة    أفشة: مباراة سيراميكا صعبة| وتعاهدنا على الفوز باللقب    تجهيز ملاعب الكرة الشاطئية لبطولة كأس الأمم بالغردقة (صور)    العثور على جثمان مجهول الهوية بمياه ترعة في الشرقية    قيمتها 30 مليون جنيه.. ضربات ناجحة لأباطرة المخدرات في المحافظات    تأجيل محاكمة بائع خضار استدرج شخص وقتله بشبين القناطر لجلسة الأربعاء    الداخلية تستعيد 11 مليون جنيه في ضربة قوية لتجار العملة    بعد نجاح حفل الاسكندرية.. محمد الطوخي يحيي «ليلة طرب» بمهرجان الموسيقى العربية    رسائل نجوم الفن ل منة عدلي القيعي بعد خطوبتها (صور)    مدبولي: نحرص على متابعة تنفيذ مشروعات تطوير الخدمات الطبية لكونها تأتي على رأس أولويات عمل الحكومة    يد الأهلي يواجه فلاورز البنيني في نهائي بطولة إفريقيا    نائب رئيس جامعة الأزهر: العلم الذي دعا إليه الإسلام لم يقف عند العلوم الشرعية أو العربية    عاجل: ارتفاع أسعار الدولار أمام الجنيه المصري اليوم    داعية بالأوقاف: الانشغال بالرزق قد يبعدنا عن ما طلبه الله منا    محافظ بني سويف يتابع العمل بمشروع رأس المال والإنتاج بالمدارس الفنية    الصحة: 4 آلاف من أطباء الزمالة المصرية سجلوا لحضور النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان    5 لاعبين أمام المحاكم.. ضرب إمام عاشور وسحر مؤمن زكريا الأبرز    التضامن: خطوط الوزارة الساخنة تستقبل 225 ألف اتصال خلال سبتمبر    وزير الصناعة يبحث مع اليونيدو الموقف الحالي لمشروعاتها بالسوق المصرية    «أسوان» تستعد للاحتفال بتعامد الشمس على وجه رمسيس في معبد أبو سمبل    الاحتلال يزعم اغتيال نائب قائد منطقة بنت جبيل في حزب الله    ضبط تشكيل عصابى تخصص في تقليد العملات النقدية وترويجها    ضبط 7 أطنان دقيق خلال حملات لمنع التلاعب في أسعار الخبز    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لمنطقة كفر طهرمس الأربعاء المقبل    خيري الكمار يكتب : رسالة إلى وزير الثقافة .. المهرجانات فى خطر    موعد مباراة يوفنتوس ضد لاتسيو في الدوري الإيطالي والقنوات الناقلة    14 عبادة مهجورة تجلب السعادة .. عالم أزهري يكشف عنها    بالصور- إقبال على حملة "انطلق" لقياس الذكاء وتقييم مهارات الأطفال بجنوب سيناء    مركز سقارة ينظم دورة للعاملين بالمحليات عن دورة "الخريطة الاستثمارية لمصر "غدا    التصرف الشرعي لمسافر أدرك صلاة الجماعة خلف إمام يصلي 4 ركعات    جامعة الأقصر تنظم ندوة تثقيفية عن انتصارات أكتوبر    «8 زلازال في 20 يومًا».. عباس شراقي يكشف أسباب الزلزال المتكررة في إثيوبيا وخطورتها    حزب الله يُعلن استهداف جنود ومواقع إسرائيلية    الشيخ أحمد كريمة يوجه رسالة لمطرب المهرجانات عمر كمال    رغم اعتراض ترامب.. قاضية تُفرج عن وثائق فى قضية انتخابات 2020    فرنسا تحث على دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف "الناتو" فورا    أول تعليق لصاحب جواز سفر عُثر عليه بجوار يحيى السنوار بعد اغتياله.. ماذا قال؟    المخرج عمرو سلامة لمتسابقة «كاستنج»: مبسوط بكِ    لا داعي للأدوية.. وصفات طبيعية كالسحر تخلصك من الإمساك في 30 دقيقة    تجمع «بريكس» يدعم إنشاء تحالف للطاقة النووية    اللواء نصر موسى يحكي تفاصيل ساعة الصفر في حرب أكتوبر    ليلة لا تُنسى.. ياسين التهامي يقدم وصلة إنشادية مبهرة في مولد السيد البدوي -فيديو وصور    كيف تطور عمر مرموش مع آينتراخت فرانكفورت؟.. المدير الرياضي للنادي الألماني يوضح    أفضل 7 أدعية قبل النوم.. تغفر ذنوبك وتحميك من كل شر    "الكهرباء كانت مفصولة".. غموض يكتنف حريق مخزن الخيش بالزقازيق -صور    تامر عاشور ومدحت صالح.. تفاصيل الليلة الثامنة من فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية    منتج عمر أفندى يكشف حقيقة وجود جزء ثان من المسلسل    المخرجة شيرين عادل: مسلسل تيتا زوزو مكتوب بمصداقية ويناقش مشكلات حقيقية    دورتموند يعود لطريق الانتصارات بفوز على سانت باولي في الدوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوفد" تخترق المقر الرئيسي لتدريب الجماعة الإرهابية في مغارات جبال أبورواش
مغامرة صحفية داخل وكر الإخوان في ناهيا وكرداسة
نشر في الوفد يوم 14 - 08 - 2015

الأهالي يؤكدون: عصام العريان جند كثيراً من أبناء ناهيا لخدمة الإخوان.. والإخواني محمد الرفاعي كان يقتل معارضي الجماعة مقابل 2000 جنيه عن كل قتيل!
هنا الوكر الذي أدار منه الإخوان معركتهم بعد فض اعتصام رابعة.. هنا المكان الذي اختبأوا فيه من مطاردات الشرطة، وتدربوا فيه علي إطلاق النار، وصنعوا داخله القنابل والمتفجرات.. هنا منطقة جبال أبو رواش التي تقع بين قريتي ناهيا وكرداسة.
«الوفد» اخترقت هذا الوكر ورصدت بالصوت والصورة خفاياه وأسراره.. وتنقلت بين مغاراته وجباله، وهي مغارات من الاتساع والعمق بحيث تختفي داخلها عشرات الأفراد، أو تخفي سيارة نقل كبيرة، مما جعلها منطقة سحرية لاختباء الإرهابيين وإخفاء أسلحتهم ومعداتهم..
قصدنا جبال أبو رواش التي تقع بين منطقتي ناهيا وكرداسة ... بدأت رحلتنا بالتوجه إلي منطقة «التربة» التي تقع على أطراف قرية كرداسة، سميت بالتربة لأنها عبارة عن مدافن، يتفرع من هذه المنطقة عدة شوارع يسهل لأي فرد الهروب منها بسهولة، كما يوجد بها العديد من المنازل المهجورة.
ومن منطقة التربة، توجهنا إلي جبال أبو رواش التي تقع في وسط مناطق سكنية، لاحظنا أن هذه الجبال مليئة بالممرات والمغارات ويسهل لأي فرد الاختباء فيها، خاصة وأن المنطقة كلها تبدو كأنها مهجورة يخشي أي فرد من دخولها أو حتي السير فيها ليلا أو نهارا وهو ما وفر مكانا آمنا للإرهابيين لكي يتدربوا فيه علي استعمال السلاح وتصنيع القنابل المتفجرة بعيداً عن العيون.
وهذا ما أكده لنا أهالي المنطقة فقالوا إن هذه الجبال كانت وكراً لجماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية يقومون فيها بكافة التدريبات القتالية ويختفون فيها عن أعين الشرطة والأمن. خاصة بعد رفض اعتصامي رابعة والنهضة، ولهذا كان أبشع المذابح الإرهابية من نصيب قسم كرداسة القريب من المقر الجديد للإرهابية وقسم كرداسة تم الهجوم عليه بآر بي جي وبنادق آلية ما أسفر عن مقتل 11 فرداً من قوات الأمن. من بينهم نائب مأمور قسم كرداسة العميد عامر عبدالمقصود.
وقال أحد الأهالي إن «طارق الزمر» هدد مأمور قسم شرطة كرداسة قبل الهجوم علي القسم بساعات، قائلاً: "إذا ما مشيتش من القسم هنولع فيه.. وبعد رفض الشرطة لتهديدات الإرهابية تم الهجوم علي القسم.. وقتلوا كل من فيه وصبوا عليهم ماء النار".
وأكد الأهالي ل «الوفد» أن منفذي هذه المذبحة من «العرب» وهم أفراد يعيشون علي أطراف مدينة كرداسة بالقرب من جبال أبورواش ومنطقة «التربة» وهؤلاء الأفراد مدربون جيداً علي السلاح، علاوة علي انضمام بعض الأشخاص من منطقة ناهيا إليهم.
ومنذ مذبحة كرداسة إلي الآن زادت حدة الاشتباكات بين الشرطة وأهالي قري كرداسة – ناهيا – أبو رواش، وربط البعض أحياناً هذه القري بالإرهاب نظراً لزيادة نفوذ جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية كجماعة التوحيد والجهاد والجماعة الإسلامية، وخروج العديد من المسيرات المؤيدة لجماعة الإخوان الإرهابية في هذه القري، ورغم قدرة الشرطة علي السيطرة الأمنية علي هذه القري، والقبض علي العناصر الإرهابية منها، وتحسن الأوضاع عما كانت عليه من قبل، ولكن مازال نفوذ الإخوان قوياً بهذه القري.
ولكن لماذا يزداد نفوذ التنظيمات الإرهابية وعلي رأسها جماعة الإخوان في مثل هذه القري، وما سبب تعاطف بعض الأهالي معهم الإجابة لها علاقة بطبيعة المنطقة وحال سكانها.
فقرية ناهيا مشهورة ب «الزراعة»، يعمل معظم سكانها بهذه الحرفة، لذلك نسبة البطالة فيها ضئيلة للغاية، ولكن رغم توفر العمل إلا أن نسبة الأمية والفقر مرتفعة للغاية في القرية، فكثير من الأهالي يعتمدون علي بعض السلع الغذائية التي تقدمها إليهم الجمعيات الشرعية وما يسمونهم «أهل الخير»، علاوة علي تدني مستوي الخدمات سواء من ناحية الصحة أو صرف صحي أو طرق أو غيرها من الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون، كل هذه العوامل جعلتها أرضاً خصبة للعديد من التنظيمات الإرهابية وعلي رأسهم جماعة الإخوان، فاستغلت الإخوان وغيرها من التنظيمات فقر بعض الأهالي عن طريق تقديم بعض السلع والأموال لهم ليغرسوا مبادئهم وأفكارهم الشاذة والمتطرفة في عقول الأهالي.
وقال أحد سكان ناهيا يدعي (م –ع) :» إن الإخوان استغلوا عاطفة الناس وتدينهم من أجل التقرب إليهم وضمهم إلي الجماعة، مؤكداً أن الإخوان ظهروا بمظهر «الناس المتدينة اللي بتعرف ربنا» لذلك أراد الجميع إلحاق أبنائهم بالجماعة ليكونوا متدينين وعندهم أخلاق».
وأضاف "عبد المجيد عمران": إمام العدس ومحمدي حلمي الزمر، هم أول من زرعوا بذرة جماعة الإخوان في ناهيا، وكان عدد الإخوان وقتها لايتعدي 35 فرداً، ولكن مع مرور الوقت استطاع الإخوان جذب أعداد كبيرة من الشباب إليهم، سواء عن طريق المساجد أو الأنشطة الرياضية.
وأكد أن الإخوان ادعت أنها تقوم بتعليم الشباب المبادئ والقيم الحميدة، ولكن اكشفت الأهالي أمرهم بعدما قاموا ببناء مسجد يدعي مسجد الإخوان المسلمين يسمي الآن «مسجد عبد الشافي»، حيث كان عبارة عن ساحة قتال يدرب فيه الإخوان الشباب علي مجموعة من الألعاب العنيفة كالكاراتيه والكنغ فو وغيرهما.
وقال ساكن آخر، إن الإخوان كانوا موجودين بكثرة في مسجدي «أبوبكر الصديق» و»عيسي شحاته» قبل ثورة 25 يناير وبعلم من الحكومة، ومازالوا موجودين حتي الآن ولكن بشكل أقل من السابق.
وأضاف أن التعليم في ناهيا في حالة يرثي لها، فالمدارس مكدسة بالطلاب، لافتاً إلي أن نسبة كبيرة من المدرسين في المدارس الابتدائية – الاعدادية – الثانوية منتمون لجماعة الإخوان، ويقومون بغرس الكراهية والعداء في نفوس الطلاب تجاه مصر والنظام الحالي.
وعن الاشتباكات الأخيرة التي وقعت بين عناصر منتمين للجماعة الإرهابية والشرطة، قال أحد الأهالي: «لا أحد يعلم مكان الأسلحة التي يخفيها الإخوان في القرية ومن الصعب جداً معرفة هذا الأمر».
وتولي عصام العريان دور البطولة في جذب أكبر عدد ممكن من أهالي ناهيا وكرداسة لكي ينضموا إلي الاخوان.
وعصام العريان، مسئول المكتب السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، مولود في قرية ناهيا عام 1954، ورغم انتقاله هو وأسرته إلي بيته في المهندسين الإ أن بيته الذي تربي وعاش فيه مازال موجوداً في ناهيا علاوة علي مسجد يحمل اسمه «العريان».
وقال أحد أهالي ناهيا، إن عصام العريان قبل انضمامه لجماعة الإخوان كان ينتمي لأسرة فقيرة ولكن بعد انضمامه للإخوان تحولت حياته رأساً علي عقب فأصبح يمتلك أفخم أنواع السيارات وانتقل هو وأسرته إلي منزله بالمهندسين.
وأضاف أن شهرة «العريان» في ناهيا بدأت عندما قرأ شباب القرية اسمه علي منشور مكتوب عليه :» تبرعوا لمجاهدي أفغانستان.. إمضاء عصام العريان رئيس شعبة الإخوان في ناهيا».، وكان المنشور ملصقاً علي وسائل النقل وعلي جدران ويوزع علي الأفراد، فانبهر الشباب بشهرة «العريان» حيث إنه من أهالي ناهيا.
وأكد أن « العريان» قام بإنشاء حضانة أعلي المسجد الذي يحمل اسمه، لتعليم النشء التعاليم الدينية والتربية الإسلامية علي حد زعمه، لافتاً إلى أن بعض الأهالي أصبحوا متعاطفين مع الإخوان و»العريان» نظراً للسلع الغذائية التي كانت توزع علي أهالي القرية من مسجد «العريان»، علاوة علي بعض الخدمات الطبية التي كان يقدمها الإخوان للأهالي.
ومن لم ينضم للإخوان من أبناء ناهيا وكرداسة انضم الي الجماعة الإسلامية والسبب طارق وعبود الزمر.
وطارق وعبود الزمر هما أولاد عم تربطهما علاقة نسب فطارق متزوج شقيقة «عبود « تدعي «أم هيثم»، ويعد طارق الزمر مع ابن عمه عبود من المخططين لعملية اغتيال أنور السادات عام 1981، و كلاهما قياديان بارزان في الجماعة الإسلامية.
تم الإفراج عن «طارق» و»عبود» بعد ثورة 20 يناير 2011، وتوقع البعض أنهم سيتخليان عن العنف بعد تقديم المراجعات الشهيرة عام 1997، ولكن حدث عكس ذلك «فطارق» أصبح المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية ورئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة، وبعد الإطاحة بالرئيس المعزول «محمد مرسي»، كشف «طارق» عن وجهه الحقيقي العنيف فحرض مراراً وتكراراً ضد النظام الحالي مهدداً بمزيد من الدماء وواصل دفاعه المستميت عن جماعة الإخوان، وهو الآن هارب ويعيش في قطر، بينما ابن عمه «عبود» مازال يعيش في مصر ولكن يريد أن يلعب دور الوسيط لمصالحة الإخوان والجماعة الإسلامية مع الحكومة المصرية علاوة علي دفاعه المعلن عنهم.
وقال أحد الأهالي، ان كلا من «عبود» و»طارق» :» كانا يعيشان مثل ملايين المصريين مستوري الحال قبل انضمامهما للجماعة الإسلامية وبعدما انضما للجماعة أصبحا يمتلكان الأموال والسيارات».
وأكد أن الكثير من عائلة الزمر يستنكرون ما فعله عبود وطارق، وغير راضين عما يفعلانه الآن من تحريض وعنف وتأييد لجماعة الإخوان.
أما محمد الرفاعي أخطر عناصر جماعة الإخوان في ناهيا علي حد وصف الأهالي، فتخرج في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، اشتهر بشقاوته وبلطجيته علي حد تعبير «الأهالي» فكان يشتري الأسلحة، ومنتميا لعائلة فقيرة، أراد الالتحاق برابطة محامي جماعة الإخوان بناهيا ولكن رفضوا في بدء الأمر نظراً للسمعة السيئة التي يتصف بها «الرفاعي» خاصةً أنه اشتبك مع أحد المواطنين وقام بضربه وصدر ضده حكم قضائي وأصبح «سوابق».
وأكد أحد الأهالي أن «الرفاعي» لم يسكت بعد رفض رابطة محامي الإخوان انضمامه إليهم، فقام بكسر زجاج مكتبهم واعتدي عليهم بالضرب، وفجأة وافق الإخوان علي انضمام الرفاعي اليهم!
وقال إن «الرفاعي» قام بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في قرية ناهيا وكرداسة، وعندما كانت تريد الإخوان التخلص من أحد الإفراد فكان «الرفاعي» ينفذ مقابل 2000 جنيه للطلقة الواحدة.
وزعم أحد الأهالي أن «الرفاعي» متورط في التخطيط لمذبحة كرداسة التي أسفرت عن استشهاد 11 فردا من قوات الشرطة في قسم كرداسة.
كرداسة
كرداسة قرية تشتهر بالسياحة فيها أشهر المحلات التي تبيع الملابس والعبايات الجاهزة، تتشابه مع قرية ناهيا فى زيادة فرص العمل فيها وقلة نسبة الشباب العاطل، ولكن كرداسة تختلف عن ناهيا في أنها إلي حد ما قرية متحضرة، يغلب على مساكنها طابع المدينة، فمستوي التعليم مرتفع إلي حد ما ، ولكن يوجد عدد ليس بقليل من غير المتعلمين، كما أن مستوي الخدمات مرتفع إلي حد ما مقارنة بناهيا سواء من ناحية الصرف الصحي أو المياه أو المستشفيات.
وقال أحد أهالي كرداسة ويدعي (ص – م)، إن «سيد نزيلي» ( المولود في قرية كرداسة) أول من اسس فرع جماعة الإخوان في كرداسة في الستينيات، مستغلاً ارتفاع نسبة الفقر والجهل في البلاد في هذه الفترة ليضم أكبر عدد من الشباب للجماعة.
وأكد أهالي كرداسة أن «النزيلي» كان من أسرة فقيرة، وحادثته الشهيرة مع أفراد الشرطة إبان حقبة الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» جعلت أبناء القرية بأكملها محرومين من الالتحاق بالشرطة أو الجيش، أي أن كلاً من ناهيا وكرداسة عوقبتا بسبب أخطاء أشخاص إرهابيين، مشيراً إلي أنه في فترة الستينيات جاء عدد من أفراد الشرطة بزي مدني لإلقاء القبض علي «النزيلي» وقامت زوجته بالصراخ فتجمع الأهالي واعتقدوا أن أفرادا من خارج المدينة يعتدون عليهم، فقاموا بضرب أفراد الشرطة دون علم هويتهم ما أسفر عن مقتل فرد منهم، وبعدها قام عبد الناصر بنشر دبابات في منطقة كرداسة.
وقال ساكن آخر في كرداسة، إن الإخوان سيطروا بشكل كبير علي مساجد القرية خلال حكم الرئيس المعزول «محمد مرسي»، وكانوا يسيطرون عليها بشكل كامل من حيث الخدمات والمدارس لدرجة أنها أصبحت دولة داخل الدولة، ولكن حالياً الوضع في كرداسة أفضل من السابق وقل نفوذ الإخوان إلي حد ما في كرداسة بعد السيطرة الأمنية في الفترة الأخيرة وإلقاء القبض علي عدد من العناصر الإرهابية داخل كرداسة.
التطهير مستمر
وأكد خيري مرسي رئيس مكتب الوحدة المحلية بقرية كرداسة، أن الوضع الآن من الناحية الأمنية تحسن بنسبة كبيرة عما كان عليه في السابق، والدولة بدأت تعود بقوتها،مشيرا الي أن الحملات الأمنية الأخيرة بالبلاد طهرتها من الكثير من العناصر الارهابية.
وأشار مرسي الي بعض الخدمات التي نفذت في الفترة الأخيرة لتلبية احتياجات المواطنين وتطوير المنطقة، كرصف الطرق والاستعداد لإنشاء مدارس ابتدائية مشتركة بنين بنات لاستيعاب اعداد الطلاب وتقليل التكدس في المدارس.
وقال الباحث السياسي الدكتور «حسن أبو طالب : « إن الأسباب التي تدفع الشباب للانضمام للتنظيمات الإرهابية، أولها البطالة والفراغ القاتل الذي يقع فيه الشباب يجعلهم فريسة سهلة للتنظميات الإرهابية، مؤكداً اهمية دور الدولة في توفير فرص عمل، علاوة علي دور القطاع الخاص في توفير فرص عمل جنباً إلي جنب مع الحكومة.
وأضاف «أبو طالب» أن اختلاط بعض المفاهيم الدينية المغلوطة لدي الشباب يدفعهم نحو التطرف، لذلك لابد أن يستوعب الأزهر الشباب ويقوم بتصحيح بعض المفاهيم المتطرفة، وينشر المفاهيم التي تحض علي التسامح والسلام وغيرها، لافتاً إلي دور المساجد في تخصيص جزء من خطبة الجمعة عن الشباب ودورهم في بناء الأمة وليس هدمها.
وأكد «أبو طالب» دور وزارة الشباب في استغلال طاقات الشباب عن طريق الرياضة، وزيادة مراكز الشباب والأندية لتفريغ طاقتهم فيها.
الفكر المتطرف
قالت دكتورة «آمنة نصير» أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن عدم التأهيل العلمي الجيد والمستنير في كافة المراحل التعليمية بدايةً من المرحلة الابتدائية إلي الجامعة، الذي يؤهل الشباب ويعلمهم النقد والرفض والتفكير وبذلك ينعكس بشكل كبير علي الشباب حيث يسهل انجذابهم للفكر المتطرف.
وأكدت «نصير» أن الفراغ يلعب دوراً في انجذاب الشباب لعالم الإرهاب الذي يزين لهم بطولات وقصص خيالية علي الانترنت، فالجماعات الإرهابية ترسم عالما من الخيال للشباب كالأساطير المليئة بالمغامرة التي كانت تحكي للأطفال «كالسندباد وغيرها» ويريدون تقليدها.
وأشارت «نصير» إلي أن غياب التوجيه الصحيح في الأسرة جعل هؤلاء الشباب يسهل انجذابهم للتنظيمات المتطرفة، حيث تركت الأسرة اطفالها أمام وسائل الانترنت وغيرها من وسائل الإعلام التي تنقل صورة اسطورية في بعض الأحيان عن الجماعات المتطرفة وتجعلهم مبهورين بها.
وأوضحت «نصيرة» أن التعليم الديني ودور المساجد والائمة بحاجة إلي مزيد من التنوير وفهم قضايا العصر، علاوة علي معرفة الطرق الصحيحة لتصويب وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي وصلت الشباب للتطرف، وشددت «نصير» علي أهمية تطوير الخطاب الديني وعلاج الأمراض التي انتشرت في عالمنا ووصلت إلي جيل الشباب.
وتابعت «نصير»: مهما حاول الأزهر والمساجد وأساتذة الجامعات مكافحة التطرف لن يستطيعوا وحدهم، فالمسألة تحتاج إلي تكاتف جميع القوي لمكافحة الإرهاب، وشددت «نصير» على أهمية عودة الحرس الجامعي مرة أخري للجامعات، قائلة :» لن تهدأ الجامعة إلا بعودة الحرس الجامعي»، مؤكدةً أن دوره يقتصر فقط علي حفظ الأمن وليس التدخل في العملية التعليمية أو تعين الاساتذة.
ولفتت «نصير» إلي أن المناهج الأزهرية لها دور لايمكن إنكاره في تطرف الشباب، مؤكدةً ضرورة الحاجة إلي تطوير المناهج بما لايقلعنا من جذورنا ولا يجعلنا نغترب عن عصرنا.
الاختباء والتدريب
وقال اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجي، إن جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية تستغل تدني المستوي الاجتماعي في ناهيا وكرداسة ومنطقة أبو رواش، كما تستغل الجوانب المادية وتقوم بتقديم المساعدات للأهالي من أجل ضمهم للجماعة.
وأكد أن وجود عدد من قيادات وكوادر الإخوان في هذه المناطق لفترات طويلة عزز نفوذ الإخوان، وجذب العديد من الشباب إليهم.
وعن سبب تواجد الإخوان والجماعات الإرهابية فى هذه القري ناهيا - كرداسة – وأبو رواش، قال اللواء «فؤاد» إن التنظيمات الإرهابية تختار الأطراف اي المناطق القريبة من الجبال والبعيدة عن المراقبة من أجل الاختباء والتدريب فيها.
وذكر اللواء «فؤاد» أنه قبل ثورات الربيع العربي، كان الإخوان وغيرهما من التنظيمات الإرهابية يتدربون فى طريق الواحات وجبال أبو رواش.
ورأي اللواء «فؤاد» أن الحل الأمني وحده لن يستطيع مواجهة الإرهاب فلابد من حل مجتمعي يتمثل فى الجانب الفكري – ديني – ثقافي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.