على الرغم من كونها محطة رئيسية برحلة هجرة المتطرفين في الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي، وأحد البوابات الرئيسية التي يتدفق من خلالها أنصار التنظيم الإرهابي للالتحاق به وماتردد عن كونها إحدى الدول الداعمة للجماعات المتطرفة لم تسلم تركيا من الأعمال الإرهابية، وشهدت القنصلية الأمريكيةبتركيا انفجارا مروعا تسبب فى مقتل 9 أشخاص. أرجع "طارق فهمي" اشتعال الأحداث في تركيا إلى أنها أصبحت في مرمى الإرهاب، من كل التنظيمات والجماعات الإرهابية، مؤكدا أن ما يحدث بها هو المعنى الحقيقي ل"انقلاب السحر على الساحر"، لأنها ظلت تؤوي تنظيمات إرهابية مثل "داعش" وتتجاوز عن أخطائها وسياستها. وأشار إلى أن العمليات الإرهابية اتسعت حتى وصلت إلى حد القنصلية الأمريكية؛ لأن أمريكا تحالفت مع تركيا في حربها داخل الأراضي السورية وضد داعش، وتوجه ضربات للأكراد وحزب العمال الكردستاني وهو الأمر الذي فتح النيران في النهاية على تركيا من كل جانب. ولفت إلى أن مشاركة تركيا في الحرب على أكثر من جبهة يؤثر على قوة أردوغان في المنطقة، وتوسيع نطاق جبهة القتال هو ارتفاع لمسرح العمليات الإرهابية في تركيا كرد فعل طبيعي. وتوقع "فهمي" أن يحدث تنسيق أكبر بين تركياوالولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الفترة المقبلة، لاسيما في الجزء الخاص بالمسألة السورية، مشيرًا إلى أنه آن الأوان لتغير تركيا سياستها الداعمة للإرهاب، لكن الفكر التركي ليس بتلك السهولة في الانقياد. ورأى "أحمد بهاء الدين شعبان" رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن ازدياد العمليات الإرهابية في تركيا خلال الفترة الأخيرة؛ كان أمرا متوقعا لأن "أردوغان" ساهم كثيرًا في تمويل الجماعات الإرهابية، ولعب دورا بارزا في تكوين تنظيم "داعش"، كذلك قطروالولاياتالمتحدةالأمريكية، التي عملت على تدعيم تنظيم "القاعدة" لمواجهة الاتحاد السوفييتي. وأشار إلى أن ما يحدث في تركيا الآن هو أنها تدفع ثمن أفعالها، مقابل دعمها للتنظيمات الإرهابية، حتى فتحت على نفسها أبوابا للصراع متعددة، فلديها مشاكل مع الأكراد، وتحارب على أكثر من جبهة منها "داعش" وأخيرً "جبهة تحرير الشعب الثوري اليسارية المتطرفة"، التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير السفارة الأمريكية في تركيا. وأضاف، أن تلك الجبهات المتعددة التي تحاربها تركيا سيكون لها تأثير بالغ على قوة ونفوذ "أردوغان"، لاسيما أنه خسر معظم رؤساء الدول العربية ولن يقف جواره أحد، فتجاوز كثيرًا في حق مصر، كما أنه تدخل في الشأن السوري مستغلًا حالة الاضطراب التي يمر بها، ويحاول هدم الدولة السورية لتحقيق مصالحه. واختلف معهم "مختار غباشي" رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، حيث أكد أن تركيا أول من اعترفت بأن "داعش" هي تنظيم إرهابي، لكن ازدياد العمليات الإرهابية بها؛ لأن الصراعات السياسية بها متعددة، ووجود أكثر من تنظيم وحركة تتصارع مع النظام مثل "أحرار الشام، والجيش الحر، وداعش". وأضاف، أن تعدد الجماعات والأيديولوجيات في تركيا، سمح بشكل أو بآخر إلى وجود صراع قوي فيها، فضلًا عن أن هناك ضغوطات دولية متعددة من الخارج، لأن حدودها تربطها بمعابر مع دول خارجية عديدة تستغله بعض الجماعات المتشددة للعبور إليها؛ هو من أدى بها في النهاية إلى وجود صراعات عديدة وصلت إلى ذلك الحد. وأشار إلى أن تركيا فتحت عدة صراعات مسلحة صريحة بينها وبين جبهات كثيرة، مثل حزب العمال الكردستاني، وتدخلها في الشأن السوري مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ورغم إعلانها أنها أخذت موقفا حياديا من الجماعات الإرهابية في سوريا، إلا أنها دعمتهم كثيرًا في الخفاء، لأنها ترى "بشار الأسد" بمثابة رأس للأفعى ويجب رحيله، ثم أنها بدأت بالفعل في محاربة "داعش" بشكل صريح، الأمر الذي أدى لاشتعالها في النهاية.