حرَّم النبي صلي الله عليه سلم الخمر تحريماً قطعياً وحتى مجرد النظر إليه فقال: «لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْه» لماذا هذا التحذير والتشديد الكبير؟ العلم الحديث فى القرن الواحد والعشرين أثبت إعجاز هذا التحريم، واثبت ما للخمر من أضرار الخمر تفوق كل تصور وتدمر أجهزة الجسد بالكامل، ولم يكن أحد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعلم شيئاً عن أضرار الخمر، لكن الله تعالى علمه وأوحى له بذلك، فالله يريد لعباده الخير ويريد أن يبعدهم عن الشر، ويبعدهم عن كل ما يضر بهم، حتى إن الرسول قال ايضا ما معناه ان الخمر لا يجب أن يستخدم كدواء فقال: «إنه ليس بدواء ولكنه داء» (رواه مسلم). ووفقا للعلماء تأثير الخمر لا يقتصر على الكبد والمعدة والفم والدماغ والجملة العصبية، بل له تأثيرات نفسية حيث يتسبب في حالات الاكتئاب نتيجة الإفراط في تعاطي الخمر، يتسبب بملايين الحوادث المميتة كل عام على مستوى العالم، يتسبب بمشاكل عنف أسري أيضاً بالملايين، والخمر هو عدو الإنسان الأول، وعلى الرغم من ذلك فقد فشلت مؤسسات العلم الحديث عن إيجاد علاج لمنع تعاطي الخمور في المجتمعات غير الإسلامية، ولكن النبي الكريم أعطانا العلاج واستجاب له المسلمون على الرغم من إدمانهم الشديد على الخمر، قال النبي الكريم: «لا يدخل الجنة مُدمن خمر» (ابن ماجه). ليس هذا فحسب بل قال: «اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ» (النسائي). وتؤكد وزارة الصحة الفرنسية أن كأساً واحدة من الخمر يومياً تزيد فرص احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 168%. ويقول مدير معهد مكافحة السرطان «دومينيك مارانشي» إن شرب جرعات من الخمر مهما كانت قليلة يسبب أضراراً لا يمكن تصورها لصحة الإنسان، فلا يمكن لكمية من الخمر, مهما قلَّت, أن تفيد الإنسان في شيء. تقول الدكتور Sarah Lewis من قسم الطب الاجتماعي بجامعة بريستول: «تظهر الدراسة أن استهلاك الخمر ربما يزيد ضغط الدم لحدود كبيرة جداً أكثر مما كنا نعتقد وحتى لو شرب الإنسان الخمر بكميات قليلة»، وسبحان الله، أليس هذا ما أشار إليه النبي الأعظم قبل قرون طويلة حيث قال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» (رواه الترمذي). فكيف علم هذا النبي الأمي أن القليل من الخمر يضر الإنسان كما يصرح العلماء اليوم؟ ألا يريد لنا النبي الخير؟ ألا يرد هذا الحديث على أولئك الذين يدعون أن الإسلام دين الشهوات؟ إن القاعدة الذهبية التي وضعها النبي الأعظم ستبقى إلى يوم القيامة، وها هم العلماء اليوم يكررونها بحرفيتها، فالنبي قال عن الخمر إنها داء وليست دواء في القرن السابع، واليوم في القرن الحادي والعشرين تقول أهم هيئات القلب في العالم بالحرف الواحد: الخمر لا يجب أن يستخدم كدواء. كما أثبت العلم أن الإدمان على المسكرات يؤدي لأضرار كبيرة تتجاوز مدمن الخمر لتمتد لأفراد عائلته وأصدقائه لنجد أن مدمن الخمر يؤذي زوجته وأطفاله. فقد أثبتت الإحصائيات أن 40% من حوادث العنف المنزلي تصدر من شارب الخمر، وأكثر من 40% من جرائم القتل سببها شارب الخمر، وفي الاتحاد الأوروبي يقتل كل عام عشرة آلاف إنسان في حوادث سيارة بسبب شرب الخمر... في بريطانيا هناك مليون طفل يمسهم العنف من قبل شارب خمر، ونصف مليون ضحية بسبب شرب الخمر... ويكفي أن نعلم بأنه في بريطانيا لوحدها يموت كل عام بسبب الإدمان على الخمر أكثر من (200) ألف شخص!