وقع الروائي هانى دعبس، روايته "الحب فى زمن الثورة"، بمسرح "عمون" في العاصمة الأردنية "عمان"، حيث احتفى الأردنيون بالرواية التي تعد العمل الأدبي الأول الذي يؤرخ ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وحرصوا على حضور الحفل، واقتناء نسخة من العمل بتوقيع الكاتب، بينما قدم الناقد الروائي مخلد بركات ورقة نقدية حول الرواية، في الحفل الذي قدمته الشاعرة د. هناء البواب. وقال "دعبس" أن الرواية تسرد الأحداث التى شهدتها ميادين مصر الثائرة طوال 3 سنوات، وذلك فى قالب سياسى اجتماعى، يتناول المشاكل التى تُحاصر المجتمع، ويكشف جرائم الإخوان فى حق مصر، وكفاح المصريين فى سبيل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وأضاف الكاتب أن "الحب فى زمن الثورة" تضم 21 فصلًا، ترصد حال المجتمع من زوايا عديدة مقتحمة الخطوط الحمراء، وتدور أحداثها حول قصة حب انطلقت من ميدان التحرير، بطلتها طبيبة شابة تدعى "سمر"، التى ينقذها الجيولوجى الثائر "عمر"، بعد أن اشتعلت النيران فى المستشفى الميدانى خلال أحداث شارع محمد محمود، ليبدأ عشقهما الذى لم ينضب فى قلب الطبيبة، حتى بعد استشهاد حبيبها برصاص أعضاء تنظيم الإخوان. أما الناقد "بركات"، فأكد أن "الحب في زمن الثورة" تعد رواية الحفر الجيولوجي في الحزن المصري، والقهر والعنفوان والثورة، إبان فترة ساخنة بالغضب الشعبي، امتدت بين 2011-2014، حيث تندرج الرواية تحت الواقعية التسجيلية، بمعنى أرشفة الفعل الثوري المضاد بكل بسالته وتضحياته، الموجه نحو فترة الحكم الإخواني بكل ما احتوت من تشوهات وتناقضات. وتابع الروائي الأردني قائلًا: "الحب في زمن الثورة، من الأعمال الأدبية المصممة بعناية، كأنما ينظم الكاتب حبات مسبحته الروائية بعناية فائقة وتركيز شديد، مجرباً في ذلك بعض تقنيات السرد الحديثة من حيث الفلاش باك والقطع والاسترجاع والتداعي الحر، وتقسيم العمل إلى فصول كل فصل له عنوان فرعي خاص يمثل ثريا النص المشعة لكشف دلالات الشخوص والمكان والزمان.. في تقارب مع القص المصري الكلاسيكي، المحفوظي والسباعي والأصلاني بالتصوير ذاته، واللغة المخاتلة ذاتها، والهمس المجنون، والرحيل نحو أعماق الإنسان، نحو (الهو الفرويدية) المنطقة المظلمة المتحكمة بالشعور والسلوك". وأوضح أن الكاتب استطاع بوعيه الصادق وثقافته الواسعة، أن يعجن كل هذه الأحداث الواقعية بالحلم والمتخيل، لبناء عمل روائي ممتع متماسك اللبنات، بلغة حاملة وناقلة، لا تهتم بالشعرية والاستعراض اللغوي الاستعاري والمجازي، لغة مقتصرة من السهل الممتنع، تؤرشف الحدث المصري في بؤر سردية متوالية تنطلق من لحظة الصفر الكتابية في ذهن الروائي على حد تعبير "رولان بارت"، وتتنامى الأحداث صاعدة من منطقتها الصفرية نحو المنجز المأمول حيناً والواقعي حيناً آخر. وأختتم "بركات" ورقته النقدية، قائلًا: "هاني دعبس، يسجل في هذا العمل الدرامي موقفاً للأجيال والتاريخ، موقف الوعي بكل التفاصيل والمخططات، موقف الوطني الغيور على أرضه وشعبه، مصر بلد النايات والنيل والعصافير، والحضارات، أم الدنيا، فالكاتب الحقيقي منخرط في هموم وطنه بالفطرة، يجابه المسدس بالكف والدبابة بالقلم والمتآمرين بالكشف والتعرية".