تعد موائد الرحمن من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعى التي تميز الشهر الكريم عن باقي شهور السنة وتتفاوت الأطباق المقدمة من خلال موائد الرحمن ما بين الأحياء الراقية والأحياء الشعبية، و من الملاحظ كل عام تواجد موائد لأشهر الفنانين بالشوارع و التى تعتبر عادة ما بين الخمس نجوم و الثلاث نجوم. و من أشهر موائد الفنانات مائدة "فيفي عبده، دينا، شيريهان، روبى و بوسى سمير"حيث تحظى هذه الموائد بشهرة واسعة لما تقدمه من طعام فاخر إضافة إلى مبلغ مالي في حدود 20 جنيها لكل مفطر على المائدة. وتحرص هؤلاء الفنانات على تقديم الخدمة بأنفسهن لرواد موائد الرحمن، و لكنها تثير جدلًا واسعًا خاصة بين رجال الدين مابين مؤيدين لإقامتها ومعارضين لها، وذلك منذ العواصف التى بدأت مع إعلان فيفى عبده عن إقامة مائدتها الشهيرة بشارع جامعة الدول العربية وتبعها فنانون وراقصات. كماتوجد عشرات الموائد الشهيرة، التي يقيمها الأزهر و الكنائس وتكون فرصة لاجتذاب المشاهير في عالم الكتابة أو الفن أو المال ومنها مائدة الدكتور ميلاد حنا أحد أشهر السياسيين الأقباط وكذلك موائد رجال الأعمال المشهورين مثل محمد فريد خميس ومحمد أبو العينين وأحمد عز. ومن تلك الموائد الخاصة بالفنانات والراقصات مائدة "روبى" فى حارة الشيخ إبراهيم المتفرعة من شارع الجيش والتى نشأت فيها روبى وترعرعت هى وشقيقتها، ووضعت روبى ميزانية مفتوحة لها بحيث تحتل المائدة جانبا كبيرا من الحارة لإطعام كل الفقراء فى حارتها وفى الحوارى المجاورة. كما دخلت سباق الموائد الرمضانية العام الماضى أيضا المطربة الشابة شيرين عبد الوهاب؛ فقد كلفت والدها سيد محمد عبد الوهاب بالإشراف بنفسه على المائدة التى قررت إقامتها فى حى البساتين الذى نشأت فيه. وتتوالى مسابقة الموائد الرمضانية بإعلان الراقصة بوسى سمير قرارها إقامة مائدة رمضانية بمنطقة "بولاق أبو العلا" دون معرفة سر اختيارها لهذا الحى تحديدا رغم إنها لم تنشأ فيه ولا تنتمى له، ويختلف الأمر بالنسبة لبوسى فى كونها ستقوم بالإشراف على المائدة بنفسها دون الاعتماد على أى فرد. وهكذا انضمت الفنانات السابق ذكرهن لقائمة الفنانات القدامى وتتقدمهن فيفى عبده التى اعتادت على إقامة مائدتها بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين ويشهد المترددون عليها بضخامتها وتنوعها، حيث تحرص فيفى عبده على تناول طعام الإفطار مع ضيوفها ثلاث مرات على الأقل خلال الشهر الكريم وتقدم بنفسها الأطعمة والمشروبات وتحرص على استقدام سفرجية وجرسونات. أما الفنانة الاستعراضية لوسى فقد دخلت معركة الموائد الرمضانية منذ ثمانية أعوام بإقامة مائدة فى شارع محمد على الذى تخرجت منه وتدين بالفضل لما وصلت له من نجاح له، و قبل ستة أعوام انضمت لهن الراقصة دينا، وحرصت عند الشروع فى إقامة مائدتها على أن تكون أكثر قدرة فى اجتذاب الضيوف بإعداد الأطعمة وتجهيزها بأحد الفنادق على أيدى طباخين مهرة، وتحرص دينا على استقبال ضيوفها مرتين على الأقل خلال أيام الشهر الكريم. ورغم أن هناك فنانين آخرين اعتادوا على إقامة موائد رمضانية سبقوا بها الراقصات الثلاثة وكانت البداية بوحش الشاشة الراحل فريد شوقى الذى اعتاد على إقامة مائدته قبل ربع قرن من الزمان بشارع دسوق (بالعجوزة) تحديدا بجوار فيلته هناك، وبعد رحيله أصرت زوجته سهير ترك وابنته رانيا فريد شوقى على استمرار العادة وإقامة المائدة بنفس الشكل الذى كانت تقام به فى حياته وسرعان ما تبعه فنانون آخرون. وقدحظيت مائدة الفنانة الاستعراضية شيريهان بشهرة واسعة والتى أقامتها لأول مرة منذ 15 عاما بجوار عمارة ليبون الشهيرة بحى الزمالك ثم قامت بإضافة مائدة ثانية أمام قصرها الشهير "بالمنصورية"، ورغم المتاعب الصعبة التى تعانيها طيلة الأعوام الأربعة الماضية إلا إنها حرصت على استمرارها وتكليف أقاربها بإقامة المائدتين بنفس الشكل، كما تقيم مجموعة من الفنانات موائد الرحمن فى سرية مطلقة حيث لا يعلن عن نشاطهن فى هذا الشأن.