تعد موائد الرحمن من أشهر مظاهر الشهر الكريم في مصر. حيث تنتشر في كل مكان في القاهرة والمحافظات كما تنتشر في الأحياء الشعبية والراقية على حد سواء ويتنافس على إقامتها رجال اعمال وأصحاب محال ومشاهير كرة وفنانين ويقبل عدد من الراقصات على إقامة هذه الموائد ويتفنن في أن تكون هذه الموائد فايف ستار. وتستقبل هذه الموائد زبائنها من الفقراء وعابرى السبيل وبعض الأسر بل إن بعض الأغنياء أيضا يرتادون هذه الموائد كنوع من التغيير. وتجد السائحين يلتقطون الصور لموائد الرحمن بالشارع المصري باعتبارها ظاهرة فريدة في العالم، يتم الإعداد لها قبل بداية رمضان بأسابيع. ومنذ اليوم الأول في رمضان نري هذه الموائد التي أصبحت أرضا خصبة للتنافس بين الفنانين، وكانت أبرز هذه الموائد مائدة الفنانة فيفي عبده التي اعتادت أن تقيمها منذ سنوات طويلة بحى المهندسين الراقى، وتحظي هذه المائدة بإقبال كبير، حيث يشرف عدد كبير من "الطهاة" المتميزين على إعداد أطعمتها، كما تحضر فيفي عبده في بعض الأيام، وتقوم بتوزيع الأموال على الحاضرين. وكانت مائدة فيفي عبده هي الدافع الأكبر للراقصة "دينا" لإقامة مائدتي رحمن، يشرف عليهما والدها وأشقاؤها، وتتفرغ دينا لتوزع اللحوم و"شنط رمضان" بنفسها في شوارع القاهرة والجيزة، أما الفنانة "لوسي" فدخلت السباق بمائدتي رحمن،الأولي بشارع محمد على، وقد اختارت لوسي هذا المكان نظرًا لتجمع العازفين والعاملين بمجال الفن والموسيقي هناك. وأكدت لوسي أن هناك من بين هؤلاء العاملين من هم في أشد الحاجة للمساعدة، أما ثاني هذه الموائد فكانت تقيمها لوسي أمام الملهي الليلي الخاص بها بشارع الهرم، إلا أن هذه المائدة لم تقم منذ اندلاع ثورة 25 يناير، لقيام لوسي ببيع الملهي لأحد رجال الأعمال. وبالطبع لا يخلو الأمر من تعليقات الظرفاء الذين يتناولون إفطارهم على موائد الراقصات، فمنهم من قال: أنا حاسس أن الأكل في بطني نازل على واحدة ونص، وآخر: بلاش الملاعق والشوك.. مشيها صاجات.. وغيره: الأكل هنا والحلو عندها. لم تكن موائد الرحمن هي الظاهرة الوحيدة التي اعتاد عليها الفنانون في رمضان، فقد اختار عدد آخر منهم التقرب إلى الله في الشهر الكريم بزيارة أولياء الله الصالحين، فالفنان أشرف زكي وزوجته الفنانة روجينا اعتادا زيارة مسجد السيدة زينب وتوزيع الأموال والنفحات على فقراء حي السيدة ومريدي المسجد، كما اختارت الفنانة صابرين والفنانة سهير رمزي مسجد الحسين والسيدة نفيسة ليكونا مقصدهما في رمضان. أما الفنان جمال إسماعيل فاكتفي بالذهاب إلى "حضرة " يقيمها أحد الشيوخ الصوفية بمنزله، والتي يقصدها عدد كبير من المشاهير، إلا أن إسماعيل أكد أن العديد من هؤلاء الفنانين والمشاهير يرفضون الإفصاح عن ذلك، لأن هذا الأمر بين العبد وربه..
